أكدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين على مضيها في طريق المقاومة والتحرير للقدس والأرض على نهج الشهيد الدكتور المؤسس فتحي الشقاقي.
جاء ذلك خلال كلمه الحركة في المهرجان الذي أقامته اليوم الجمعة، في قرية كفر نعمة شمال غرب رام الله "مهرجان العهد الوفاء" إحياءً لذكرى استشهاد المعلم الشقاقي وتكريماً لشهداء الحركة.
وقال القيادي في الحركة أحمد أبو النصر: "جئنا اليوم لنحي ذكرى شخص عظيم أدرك واجب المسلمين لحاجة الجهاد للخروج من حالة التخلف والتبعية والانبعاث من جديد، والذي استوعب موقع فلسطين في المشروع الإقليمي، واستطاع أن يمزج بين الإسلام والوطن مستلهماً الرؤيا من سيرة الرسول حينما خاطب مكة قائلاً "والله أنك أحب بقاع الأرض على قلبي"".
وتابع: "فكما كانت مكة تحظى بهذه المكانة كذلك حظيت القدس بهذا الاهتمام عند الدكتور، وهما المدينتين التوأمتين اللاتي تربطهما رابط العقيدة والدين، فالقدس جزء من عقيدة كل مسلم".
وأكد أبو النصر على أن الدكتور الشقاقي كان شعاره هو تقديم الواجب قدر الإمكان، فكانت حركته الأصيلة التي نبتت من هذه الأرض وترابها المباركة، فكان ميلاد حركة الجهاد الإسلامي قراراً فردياً وإملاء رباني من عقل الدكتور ورفاقه الذين درسوا واقع الحركات الإسلامية ونقاط ضعفها حيث كانت "إسلام بلا وطن"، والحركات الوطنية التي كانت "وطن بلا إسلام".
"واستطاع الشقاقي ورفقائه الخروج من هذا المأزق بالجمع بين الوطن والإسلام، وهو ما أربك الصهاينة وخاصة بعد بدء عملياتها العسكرية الموجعة، فحاول العدو ملاحقة الحركة وقادتها، واعتقل الدكتور ورفاقه ولكن هيهات أي قوة أن ترد وعد الله لهذا الدين بالتمكين، فنحن إلى القدس زاحفون وقادمون وقد بعنا أنفسنا لله".
وأضاف القيادي أبو النصر: "أيها الأخوة والأخوات الرفاق والمناضلين لقد كان ميلاد حركة الجهاد بداية جديدة لميلاد هذا الشعب المجاهد وستبقى رافداً قوياً على الساحة الفلسطينية".
وحضر المهرجان العشرات من أهالي أسرى الحركة وشهداؤها وعلى رأسهم أهالي الشهيد محمد عاصي، وبهاء خضر، رياض حكيم، وشهيد القدس معتز حجازي، ومحمد الطريفي، والمئات من أبناء الحركة وكوادرها، والذين هتفوا باسم الحركة والمقاومة وسرايا القدس.
وحضر المهرجان أيضاً عدد من الشخصيات والقوى الوطنية والإسلامية على رأسهم الأمين العام للمبادرة الوطنية مصطفى البرغوثي، والقيادي في الجبهة الديمقراطية قيس عبد الكريم والذي تلا كلمة القوى والفصائل الوطنية والإسلامية في الضفة.
وقال عبد الكريم: "ونحن اليوم نحي ذكرى استشهاد فتحي الشقاقي الذي سقط على يد الغدر الصهيوني نستذكر أننا قبل أيام أحيا شعبنا ذكرى استشهاد أبو عمار قائد الثورة الفلسطينية على مدى عقود من الزمن".
وتابع بأن "هذا التزامن بين المناسبتين هو مؤشر أن فلسطين للجميع لكل المناضلين من أجل حريتها واستقلالها وإنهاء هذا الاحتلال الصهيوني لأرضها، ففلسطين للجميع ومن أجلها يقدم الجميع على اختلاف فصائلهم دمه".
وفي كلمة أهالي الشهداء وذويهم قال والد الشهيد محمد ربحي العاصي: "إن هذه الأيام تمرّ علينا بذكريات استشهاد القادة العظام وعلى رأسهم الشقاقي الذي سار ابني محمد على دربه واستشهد في ذكراه، وفي ظل ما يجري في القدس".
وتابع: "كل ذلك يثبت أن صراعنا مع العدو الصهيوني ليس صراع حدود وإنما صراع وجود، وهو ما يتطلب من الجميع الوحدة في سبيل رد الهجمة علينا وعلى هذه الأرض".