منذ صغرنا ونحن نسمع لنصائح الأهل والأقرباء بأكل الجزر. ومَن منا لم تذكّره جدته ووالدته آلاف المرات بالمثل الشائع "الجزر بقوي النظر".  ورغم أننا استمعنا للنصائح وأخذنا بها، إلّا أن نسبة كبيرة منا باتت من المستعينين بالنظارات والعدسات اللاصقة على ضعف النظر. فما السبب؟ وهل فعلاً الجزر يقوي النظر أم أنها مجرد مقولة شائعة

يحتوي الجزر على مادة الكاروتين وعلى نسبة عالية من الكربوهيدرات، كما يضم كمية كبيرة من الأملاح والفيتامينات، خصوصاً الفيتامين "أ". ولفتت الدراسات الى أن نقص الفيتامين "أ" يضر بالنظر، وبالتالي فإن أكل الجزر يعدّل هذا النقص

الجزر علاج لضعف النظر

ويؤكد طبيب العيون منير عيسى أن هذه الثمرة تضم نسبة كبيرة من الكاروتين ما يساعد قرنية العين على الشفاء بسرعة من "التجريحات" في حال وجدت. ويوضح أن الفيتامينات جميعها تنشط العين لذلك احتواء الجزر على عدة أنواع من الفيتامينات يبرر سبب انتشار هذه المقولة. ويشير الى أن كل ما يحتوي على الفيتامينات يعتبر مفيداً للعين، مضيفاً أن الدراسات الأخيرة أثبتت فوائد زيت السمك للنظر وذلك لإحتواه على الـ"omega3"

أسباب ضعف النظر

ويخبر معظم من يعاني من ضعف النظر أن تناول الجزر لم يجنّبهم وضع النظارات الطبية، ولكن تبيّن الدراسات أن الجزر يلعب دور المساعد لما يحتوي عليه من مكونات، لكنه لا يمنع نهائياً ضعف النظر، خصوصاً حين يدخل عامل الوراثة.

وتعود أسباب ضعف النظر أيضاً الى تصرفات الأولاد الخاطئة في سن صغيرة، ما قد ينعكس سلباً بعد عدة سنوات. لذلك يشار الى خطورة قضاء فترات طويلة أمام الكمبيوتر والقراءة في وقت متأخر من اليوم، خصوصاً إذا كانت الإضاءة غير كافية. وتذكر الدراسات ضرورة الإنتباه الى المسافة التي تبعد بين العين والمادة المقروءة، إذ يفضل أن تبعد مسافة 45 سنتيمتراً على الأقل، لافتة الى أهمية الحصول على راحة كل 5 دقائق كي تستريح العين

إذاً يبقى على الأهل لعب الدور الأساسي لحماية أطفالهم من ضعف النظر واتخاذهم التدابير اللازمة لحمايتهم من المشاكل البصرية. كما يتوجب على الجميع الإهتمام بسلامة نظرهم وإخضاعه للفحوصات المناسبة بشكل منتظم