Menu
فلسطين - غزة °-18 °-18
تردد القناة 10873 v
بنر أعلى الأخبار

‎البداية من جبهتنا الداخلية ووحدتنا ولا نريد مجرد بيانات واجتماعات

‎البداية من جبهتنا الداخلية ووحدتنا ولا نريد مجرد بيانات واجتماعات

  ما حدث في المسجد الأقصى المبارك من انتهاكات واقتحامات واعتداءات، يتحدث عن نفسه بوضوح ويصف ما يجري وما يخططون له بدون مواربة، وهو حلقة من ممارسات متكررة وتتسع باستمرار وتستهدف تعويدنا على ما لا نرضاه، تماماً كما فعلوا في الحرم الإبراهيمي الشريف الذي اقتسموا الزمان والمكان فيه ويغلقونه أحياناً ولأيام، أمام المصلين المسلمين دون حتى احتجاج أو اعتراض لفظي.

 

‎والعالمان العربي والإسلامي مشغولان بكل شيء إلا ما نعانيه وما تتعرض له المقدسات من انتهاكات حتى أننا لم نسمع اليوم ولو مجرد إدانة أو استنكار كالعادة، وظل الصمت المخجل سيد الموقف.

‎التطور الجديد في هذه الأيام هو "زيارة" الحكومة الفلسطينية لقطاع غزة وعقد أول اجتماع لها هناك والاستعدادات الجارية هناك لحماية الوزارة وتأمين اجتماعها وإرسال وفد من حرس الرئاسة للقيام بذلك مع القوى الأخرى الموجودة في غزة. وهذه الشكليات تشكل مظاهر مؤسفة، فالحكومة لا تزور غزة وليس المطلوب توفير حماية لها، لأنها حكومة توافق تمثل غزة والضفة و"زيارتها" الحالية متأخرة كثيراً وكان الأجدر أن تقيم هي والرئيس في غزة فترات مساوية لإقامتها في الضفة، لكن مدة الزيارة كما قيل هي ست ساعات فقط!!

‎ومن الواضح أن جلسة حكومة التوافق في غزة تعتبر "شكلية" وتمهيداً للاجتماع الموسع يوم الأحد القادم في القاهرة لمؤتمر إعادة إعمار غزة والذي يشارك فيه عشرات وزراء الخارجية من كل العالم ونحو خمسين وفداً يمثلون المجتمع الدولي. لكن مجرد الاجتماع غير كاف أبداً، ولا بد من اتخاذ خطوات عملية حقيقية لأن جبهتنا الداخلية ووحدتنا الوطنية قولاً وفعلاً هي البداية لأي إعمار أو تحرك سياسي وشعبنا لا يريد مجرد بيانات أو اجتماعات بدون نتائج.

‎ورغم معرفتنا بمدى الخلافات وعمق بعض المشاكل التي جسّدها أمس، بيان لنقابة الموظفين في غزة وطالبوا فيه باعتبارهم موظفين في حكومة التوافق ودفع رواتبهم وإلا فإنهم مستعدون للتصعيد، ورغم معرفتنا أيضاً بقضايا الأجهزة الأمنية والسلطة الفعلية في غزة وغير ذلك الكثير من القضايا التفصيلية، فإن من الممكن اتخاذ خطوات جادة وحقيقية لتحقيق الوحدة الوطنية والبدء فعلاً بإعادة الإعمار، وأولى هذه الخطوات اتخاذ الاجراءات اللازمة لاعادة فتح معبر رفح مع مصر بشكل دائم وبدء إدخال المواد اللازمة لإعادة الإعمار.

‎لقد سمعنا كثيرين يؤكدون أن الأمور تتقدم وأن الوحدة في طريقها إلى التحقق وإزالة الخلافات الباقية، لكننا نأمل ونطالب بأن نرى تنفيذاً لهذا على أرض الواقع وأن نخرج من دائرة التمنيات ومسايرة الرأي العام، لأننا نواجه أكبر التحديات المصيرية كشعب وقضية ونواجه أشد الأخطار في ما يتعلق بالمقدسات والمسجد الأقصى المبارك بالمقدمة.

 

صحيفة "القدس" الفلسطينية