Menu
فلسطين - غزة °-18 °-18
تردد القناة 10873 v
بنر أعلى الأخبار

باي باي بيبي..!!.. عمر حلمي الغول

باي باي بيبي..!!.. عمر حلمي الغول

  استحضر مقولة زبيغنيو بريجنسكي، مستشار الامن القومي الاميركي، عندما صرّح "باي باي منظمة التحرير!" لاودع بها رئيس وزراء "إسرائيل"، بنيامين نتنياهو، الذي سيدفع ثمن الافلاس والهزيمة غاليا  في حربه المسعورة على محافظات الجنوب طيلة 51 يوماً.

 

وقبل ان اورد اسبابي للاستنتاج الوارد اعلاه، اود ان اشير إلى الفرق بين ما اعلن بريجنسكي وغيره من قادة اميركا واسرائيل، وبين رئيس الحكومة الاسرائيلية، أولاً منظمة التحرير كانت ومازالت تمثل إرادة وقرار الشعب العربي الفلسطيني؛ ثانيا في حين ان نتنياهو، رغم انه زعيم تجمع "الليكود"، إلآ انه فرد مسؤول امام الشعب والقوى السياسية الاسرائيلية، وعزله مرهون بمزاج الشارع وممثلوه؛ ثالثا نتنياهو واجه ويواجه تحديات وصراع مع اركان حزبه وإئتلافه على حد سواء، وبالتالي النتيجة مختلفة، وهو ما اكدته تجربة التاريخ المعاصر، مازالت منظمة التحرير حاضرة، وتواصل الكفاح لتحقيق هدف الحرية والاستقلال والعودة للشعب الفلسطيني. وخاب ظن وتقدير بريجنسكي. اما نتنياهو فمؤشرات عزله جلية، وتتمثل في:

اولا لم يتمكن من تحقيق اي من بنك اهداف حربه الوحشية على محافظات قطاع غزة. ثانيا اظهرت الحرب بشكل ساطع سقوط نظرية الجيش السوبرمان، وتم تمريغ انفه في التراب الوطني. ثالثا فقد شعبيته بشكل ملحوظ، فبعد ان كانت الاستطلاعات قبل الحرب تعطيه ما يزيد على 80% باتت شعبيته اثناء وبعد الحرب لا تزيد عن 35% اي انه فقد قرابة الـ 50% من رصيده. رابعا تصاعد وتيرة التناقضات بين قوى الائتلاف الحاكم، ولم تعد محصورة داخل اروقة المكاتب الحكومية، بل امست تملأ عناوين الصحف والمنابر الاعلامية المرئية والمسموعة ومواقع التواصل الاجتماعي. وتجلى التناقض بينه وبين إئتلافه الحاكم في آخر اجتماع بخروج ستة وزراء من الجلسة. خامسا نفور واستياء سكان إسرائيل عموما وبلدات الغلاف المحاذي لقطاع غزة من اكاذيب نتنياهو، وعدم تصديقه، وهو ما انعكس في استطلاعات الرأي الاخيرة. سادسا التناقضات داخل الكابينيت واركان قوى التحالف الحاكم، ستؤدي إلى إنفراط عقد التحالف، وانهيار الحكومة، وقد يفض الى إنتخابات مبكرة، لن يكون لنتنياهو مكان فيها. سابعا افتضاح دولة التطهير العرقي الاسرائيلية امام الرأي العام العالمي ومنظمات حقوق الانسان كدولة ارهاب منظم، دولة المجازر والمذابح للاطفال والنساء والشيوخ الفلسطينيين، وهو ما سيفتح الافق لملاحقة ومطاردة قادة دولة الاحتلال والعدوان امام المحاكم الدولية ذات الصلة بجرائم الحرب. ثامنا الخسائر الفادحة في الاقتصاد الاسرائيلي عموما والسياحة خصوصا، وتاثيرات ذلك غلى مكانته في اوساط القطاعات المختلفة.

هذه وغيرها من الاسباب تشير بشكل واضح الى ان نتنياهو، سيواجه لحظة عاصفة في تاريخه السياسي، قد تفضي به إلى مزبلة التاريخ، والانزواء بعيدا عن الاضواء، كما حصل مع بيغن في اعقاب اجتياح لبنان في حزيران عام 1982. بتعبير آخر، لن يكون مصير بيبي افضل حالا من مصير معلمه القديم.

لذا يمكن للمرء ان يقول بملىء الفم لبيبي باي باي، ووداعا أخيرة، ومحاولاته البقاء في المشهد، لن تنجح، لان الحرب المجنونة، التي عرف كيف ومتى يبدأها، لم يعرف كيف ومتى ينهيها، وخرج منها مهرولا، دون انتظار مشاركة الكابينت له في اتخاذ القرار، لانه خشي من تعطيل الكابينيت لقراره. نعم هو صاحب القرار الاول في اعلان الحرب والسلم، ولكن منظومة صناعة القرار الاسرائيلي بقدر ما تعطي رئيس الوزراء القرار الحاسم في رسم السياسة، بقدر ما تكبله، لان الفردية في مطلق الاحوال تعمق عزلته، ورفضه من قبل القوى والشارع على حد سواء.