وكالات رجح الكاتب الصحفي الأمريكي توماس فريدمان، أن تكون الانتفاضة الثالثة قد بدأت بالفعل بالمقاطعة الأوروبية لكيان الاحتلال "الإسرائيلي" اقتصاديا، وتصاعد المقاومة الشعبية في الضفة المحتلة مؤخرا. مشيرا إلى أن قرار الاتحاد الأوربي بمقاطعة منتجات المستوطنات، الذي بدأت دائرته تتسع لتشمل شركات وبنوك "إسرائيلية" بعد تعاملها مع المستوطنات.
وجاء في مقال نشره فريدمان، اليوم الأربعاء في صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أن هذه الانتفاضة من نوع جديد وقد نجحت في أن تكون رافعة ضغط على "إسرائيل"، في إطار المفاوضات الدائرة مع الفلسطينيين.
وأضاف فريدمان وهو يهودي أمريكي، ويعد من أشد المؤيدين لكيان الاحتلال، والنافذين في الأوساط السياسية والإعلامية الأمريكية، أنه وعلى الرغم من الانتقادات اللاذعة التي وجهتها "إسرائيل" لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري، على خلفية تصريحاته الأخيرة بخصوص توسع نطاق المقاطعة الاقتصادية في حال فشل المفاوضات، إلا أن تصريحاته كانت محقة، لأن المقاطعة ونزع الشرعية عن "إسرائيل" ستزداد في حال فشلت المفاوضات.
وأعطى فريدمان مثالين لقوة المقاطعة الحالية، الأول هو مقاطعة شركة إدارة صناديق التقاعد الكبرى في هولندا للشركات "الإسرائيلية" وقرار سحب استثماراتها في البنوك "الإسرائيلية". والثاني مقاطعة بنك "دينسكا بانك" العملاق في الدنمارك للبنوك "الإسرائيلية" في ضوء تعامل تلك الشركات والمؤسسات المالية مع المستوطنات .
وأشار فريدمان إلى أن هذه الانتفاضة تمتلك فرصة أكبر للمس بالاقتصاد "الإسرائيلي" على المدى البعيد، وأنها وبخلاف الانتفاضتين السابقتين، معدة للمس بالروح المعنوية للمستوطنين قي الكيان، وليس بأمن أفراده الشخصي، كما قال.
هذا ويعرض فريدمان على الكيان حلاً للخروج من مأزقها الحالي، يتمثل في الإعلان عن تجميد الاستيطان أثناء المفاوضات، منوهاً إلى أن استمرار مهاجمة كيري في "إسرائيل" واستمرار الدعوات لوقف التحريض.
وأكد أن استمرار "إسرائيل" البناء في المستوطنات سيزيد من عزلتها وسيفقدها أصدقاءها، وبالتالي سيشجع على المزيد من المقاطعة الاقتصادية، حسبما ذكر الكاتب الأميركي.