جنّ جنون دولة الاحتلال جراء بسالة المقاومة وتلاحمها مع شعبها في غزة وإيقاعها خسائر جسيمة في صفوف جنود جيش الاحتلال؛ فراح "بنيامين نتنياهو" يضرب بقنابله المحرمة دولياً بوحشية حي الشجاعية؛
ليقتل ويستشهد العشرات ويجرح الأطفال والنساء والشيوخ دون تمييز؛ في جريمة حرب حية بالصوت والصورة؛ تحاكي ما حصل في مجزرة صبرا وشاتيلا في العاصمة بيروت عام 1982.
سيحاول الغرب تبرير المجزرة التي أوقعت العشرات بأنها دفاع عن النفس، وأنها حصلت بالخطأ، وأن "نتنياهو" لم يكن قصده قتل المدنيين؛ بل ضرب صواريخ المقاومة؛ وسيبررون للمجرم جريمته وبشاعته.
لو أن المقاومة قتلت العشرات من أطفال ونساء يهود كما فعل "نتنياهو" وما هم بفاعلين لأن أخلاقهم الإسلامية تمنعهم من ذلك؛ لتحركت جيوش أمريكا والناتو لضرب المقاومة ووصفها بأبشع الصفات؛ ولكن ما دام القتل في المسلمين فتبقى المسألة فيها نظر وتحقيق وتأكيد وتسويف.
سيكتب التاريخ أنه في اليوم الرابع عشر للعدوان الإجرامي على غزة وفي الثاني والعشرين من شهر رمضان الكريم 1435 هجري؛ جرت مجزرة ومذبحة بالصوت والصورة لأطفال ونساء حي الشجاعية بغزة؛ وسيكتب التاريخ عن حكام عرب اكتفوا بالشجب والاستنكار "وكفى الله المؤمنين شر القتال".
ما الذي دفع "نتنياهو" لارتكاب جريمته هذه؟ّ! إنه صمود المقاومة وتلاحمها مع أهالي غزة ورفضهم الذل والعار والحصار، ورفضهم للعيش الذليل تحت حراب الاحتلال؛ واشتياقهم للعيش بسلام وحرية كبقية البشر في دول العالم.
تأمل معي ما كتبه وكشف عنه "يوئيل ماركوس" وهو من كبار محرري وكتاب صحيفة "هآرتس" العبرية عن أن نشر عدد القتلى من جنود جيش الاحتلال في قطاع غزة سيحدث ثورة حارقة في الكيان؛ وبأن الجيش يفرض رقابة مشددة علينا في الصحافة حول نشر أعداد القتلى الجنود في غزة مضيفاً "ولو سمح لنا النشر فإن ثورة ستحدث بإسرائيل ستحرق الأخضر واليابس".
إذا هذا هو السبب الجلي والواضح؛ هزيمة جيش الاحتلال في الحرب العدوانية، وإعلان جيش الاحتلال عن أن هدفه هو الأنفاق؛ يعني إقرار بفشله، والفشل لدى المجرم يعني ارتكابه المجازر وفظائع الأمور.
في كل الأحوال حتى لو تواطأ حكام العرب، وغض النظر العالم المتحضر في الغربي والأمريكي عن المجزرة؛ فإن غزة ستنتصر، ودماء أطفالها سيلاحق المحتلين المغتصبين، ولن يفلت من العقاب الرباني كل من شارك وأيد وساهم في الحرب العدوانية والإجرامية على قطاع غزة الصامد.
لله درك يا غزة هاشم؛ وأنت تجودي بدمك وتتبرعي به لأمة العرب والمسلمين التي صارت بلا دماء؛ ولن ينساك رب العاملين ولن يتركك لوحدك تصارعي أقوى قوة إجرام في العصر الحديث؛ "وكان حقاً علينا نصر المؤمنين".
* إعلامي فلسطيني يقيم في بلدة سلفيت بالضفة الغربية