قال سفير المفوضية الدولية لحقوق الإنسان في الشرق الأوسط وأمين عام منظمة حقوق الإنسان الدولية في الأمم المتحدة، هيثم أبو سعيد، اليوم الجمعة، إن "إسرائيل" استعملت، أمس أثناء بدئها للاجتياح البري لقطاع غزة، الغاز الأبيض الذي ألحق الأذى البالغ بالعشرات من المدنيين الفلسطينيين.
وذكر في تقرير له أن "إسرائيل" استخدمت هذه المادة خلال العملية البرية في بلدة بيت حانون ومنطقة الشوكة في رفح.
وأوضح أن السلاح المذكور عبارة عن سلاح يعمل عبر امتزاج الفسفور فيه مع الأوكسجين، وأن الفسفور الأبيض عبارة عن مادة شمعية شفافة وبيضاء ومائلة للاصفرار، وله رائحة تشبه رائحة الثوم ويصنع من الفوسفات، وهو يتفاعل مع الأوكسجين بسرعة كبيرة منتجاً ناراً ودخاناً أبيض كثيف.
وتابع: وفي حال تعرّض منطقة ما للتلوث بالفسفور الأبيض يترسب في التربة أو قاع الأنهار والبحار أو حتى على أجسام الأسماك، وعند تعرض جسم الإنسان للفسفور الأبيض يحترق الجلد واللحم فلا يتبقى إلا العظم.
وقال: كما أشارت التقارير التي يتم التأكد منها لجهة استعمال سلاح غاز السارين في المعارك الدائرة بالإضافة إلى الغاز الأبيض في المنطقة نفسها التي شهدت معارك عنيفة أثناء محاولة تقدّم للمشاة العسكرية "الإسرائيلية"، وهذا النوع من السلاح هو أحد غازات الأعصاب الصناعية مشابه لمجموعة من مضادات الحشرات المعروفة بالعضوية الفوسفاتية.
وتابع: وفيما لو ثبت استعمال ذلك تكون "إسرائيل" قد خرقت مرة أخرى كل القواعد والأسس المنصوص عليها دولياً والتي تُحرّم استعمال تلك الأنواع من الأسلحة وتحاسِب عليها القوانين الدولية المعنية في هذه القضايا والذي يتم إعداد ملف كامل في هذا الصدد لتقديمه إلى المحاكم الدولية المعنية.
وأضاف: لقد باشرت المنظمة الدولية العمل على هذا الملف من خلال اللجنة القانونية الدولية لدى المحاكم الدولية من أجل التعويض المالي والمعنوي لذوي الشهداء الذين سقطوا في الاعتداءات الأخيرة في غزة.
وطالب السفير أبو سعيد الدول الكبرى التدخل فوراً من أجل وقف حمام الدم والقتل غير الإنساني وغير الأخلاقي التي تنتهجه "إسرائيل"، كما طالب الدول العربية عقد مؤتمر عاجل على مستوى رئاسي لوضع حل يضمن العيش الآمن للشعب الفلسطيني. وكان قد أبرق السفير أبو سعيد إلى أمين عام الجامعة العربية في هذا الصدد.