أظهرت بيانات وأرقام نشرتها وسائل الإعلام العبريّة خلال اليومين الماضيين أنّ التكاليف المالية المرتفعة للعدوان "الإسرائيلي" المتواصل على قطاع غزة، والتي ترافقت مع هبوط حاد أصاب بورصة "تل أبيب" التي هبطت مؤشراتها، مسّت بمختلف القطاعات الاقتصادية فيها بنسبة تتجاوز 2.5 بالمائة.
ولفتت وسائل الإعلام إلى أن تكلفة كلّ طلعة جوية لطائرة F16 لمدة ساعة واحدة تتجاوز 27 ألف دولار، في حين يتجاوز متوسط تكلفة تحليق مروحية للمدة نفسها 12 ألف دولار، دون احتساب تكلفة الصواريخ أو الذخيرة العسكريّة التي تحملها كل منهما.
وفيما يتعلق بعدد القذائف الصاروخية التي أطلقتها "القبة الحديدية" لصد صواريخ المقاومة الفلسطينية، فقد بلغ عددها نحو 280 قذيفة، تبلغ كلفة الواحدة منها قرابة 95 ألف دولار.
وبالرغم من ذلك فقد نجح أكثر من 100 صاروخ أطلقته المقاومة في اختراق القبة الحديدية حسب أرقام نشرتها وسائل الإعلام العبرية، ما أثار تساؤلات لدى الإسرائيليين في نجاعة هذه الشبكة التي كلفت الاحتلال مليارات الشواكل.
وقالت صحيفة "كالكاليست" الاقتصاديّة، التابعة لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، قالت بأن تكلفة كل قذيفة موجهة عبر (GPS) تبلغ حوالي 7500 دولار، حيث قصف سلاح الجو الصهيوني حوالي 260 موقعاً في القطاع حتى نهاية يوم أمس بمثل هذه القذائف، ليصبح مجموع تكلفة القذائف حوالي مليون وـ400 ألف دولار أمريكي. يُشار في هذا السياق إلى أن كل يوم قتال خلال العدوان الصهيوني المتواصل على القطاع عام 2009 بلغ نحو 37 مليون دولار، في حين كانت تكلفة مجمل العدوان الذي استمر 23 يوماً قرابة 850 مليون دولار.
في السياق ذاته، قال موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" على الإنترنت إنّ الضرر للممتلكات الذي يُسببه العدوان على غزة في جنوب كيان الاحتلال يصل إلى 10 مليون شيكل، كما أنّ استدعاء 40 ألف جنديّ للاحتياط سيُكلّف خزينة كيان الاحتلال ما يُعادل 600 شيكل للجنديّ في اليوم الواحد، أما في ما يتعلق بـ"القبة الحديدية" وتفعيل طائرات سلاح الجو وسفن سلاح البحرية، فإن المبلغ، وفق تقديرات الاختصاصيين في مجال الاقتصاد، فيصل إلى مئات ملايين الشواكل في اليوم الواحد، ولفت الموقع العبري أيضاً إلى أن المؤشرات في البورصة "الإسرائيليّة" في تل أبيب سجلّت انخفاضًا كبيرًا. بالإضافة إلى ذلك، أوضح الموقع، أنه بسبب مواصلة إطلاق الصواريخ من قطاع غزّة باتجاه العمق الإسرائيليّ، فإنّ المصانع توقّفت عن العمل خشية تعرّض العمّال للإصابة، الأمر الذي سيُلحق أضرارًا بالغةً في الاقتصاد "الإسرائيلي".