حذّرت منظات تابعة للأمم المتحدة من مخاطر استخدام المساعدات الإنسانية في قطاع غزة كوسيلة للضغط على السكان ودفعهم قسرًا للنزوح، مع استمرار الحصار والإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي وتصاعد الأزمة الإنسانية.
حيث قال المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) جيمس إلدر، الجمعة: إن "الخطة التي طرحتها إسرائيل للمجتمع الإنساني مصممة بطريقة ستزيد معاناة الأطفال والأسر”، واصفًا الخطة بأنها “تخالف المبادئ الإنسانية الأساسية”، خاصة في ما يتعلق باستخدام تقنية التعرف على الوجه كشرط مسبق للحصول على المساعدات.
وحذّر من أن الخطة الإسرائيلية تقصي الفئات الأضعف غير القادرة على الوصول إلى المناطق العسكرية المقترحة، وتُعرضهم وعائلاتهم لمخاطر الاستهداف والنيران المتبادلة. وقال إن استخدام المساعدات كوسيلة للضغط على السكان للنزوح، لا سيما من شمال القطاع إلى جنوبه، يخلق “خيارًا مستحيلاً بين النزوح والموت”.
كما أعرب عن بالغ القلق من اشتراط استخدام تقنية التعرف على الوجه للحصول على المساعدات، مشيرا إلى أن بديلًا بسيطًا وعمليًا هو “رفع الإغلاق، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، وإنقاذ الأرواح”.
من جانبها، قالت مديرة الإعلام والتواصل في وكالة “أونروا”، جولييت توما، إن “الموت يلاحق سكان غزة أينما ذهبوا، فلا مكان آمن هناك”، ووصفت الوضع الحالي بأنه “تجريد ممنهج للناس من إنسانيتهم، وتغاضٍ عن جرائم تُبث على الهواء مباشرة أمام العالم”.
وشددت توما على أنه “من المستحيل استبدال الأونروا في غزة”، حيث تضم أكثر من 10 آلاف موظف يواصلون العمل رغم المخاطر، موضحة أن الأونروا وحدها لديها أكثر من 3000 شاحنة مساعدات عالقة خارج غزة، محذرة من ضياع هذه الإمدادات إذا لم يتم فتح المعابر ورفع الحصار بشكل عاجل.
وبدورها، أكدت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، الدكتورة مارغريت هاريس، أن المنظمة لم تسجّل أي حالات تحويل للمساعدات داخل غزة، وأن المشكلة الأساسية تكمن في “منع إدخالها من الأصل”.
وقالت إن الإمدادات الطبية تنفد بسرعة مع تزايد الإصابات وتدهور الأوضاع المعيشية، مشيرة إلى أن أكثر من 10,500 مريض في غزة، بينهم 4000 طفل، بحاجة إلى إجلاء طبي عاجل.
اقرأ المزيد عبر المركز الفلسطيني للإعلام:
https://palinfo.com/news/2025/05/09/951667/