Menu
فلسطين - غزة °-18 °-18
تردد القناة 10873 v
بنر أعلى الأخبار

القيادة الفلسطينية تدفن رأسها في الرمال..!!.. إبراهيم الشيخ

القيادة الفلسطينية تدفن رأسها في الرمال..!!.. إبراهيم الشيخ

  إن التطورات التي تشهدها الساحة الفلسطينية بعد مقتل المستوطنين الثلاثة وما تبعه من أعمال عنف وانتقام من قبل المستوطنين وأعمال التعسف والاعتقال التي يقوم بها جنود الاحتلال ضد الفلسطينيين في القدس والضفة الغربية وأعمال القصف المتواصل على قطاع غزة،

دفعت بالشبان الفلسطينيين إلى التعبير عن الغضب الكامن في نفوسهم ضد أعمال التعسف التي يمارسها الاحتلال، وازداد هذا الغضب بعد مقتل الفتى محمد أبو خضير على يد قطعان المستوطنين، وهبت القدس ومدن الضفة الأخرى على الانتفاض وعدم السكوت على الجرائم المستمرة ضد الشعب الفلسطيني.

من غير شك أن هذه الأحداث وضعت السلطة الفلسطينية في حالة ارتباك وعدم معرفة كيف ستتصرف، وخاصة أن هذه القيادة التي تعارض المقاومة أو أي انتفاضة كما صرحّ محمود عباس في عدة مناسبات وتشعر هذه القيادة بانزعاج من انفلات الأمور من بين يديها، وتطور الأمور إلى انتفاضة شعبية لا يمكن للقيادة من كبح جماحها.

أظهرت الأحداث أن الشعب الفلسطيني في واد والسلطة في واد آخر ويظهر الشرخ الواسع بين شعب أراد نيل حريته بالمقاومة وقيادة فاوضت الاحتلال 20 عاماً ولم تحقق طموحات هذا الشعب، وأن هذه القيادة مستعدة للتفاوض إلى ما لا نهاية مع معرفتها المسبقة أن دولة الاحتلال لن تقدم الحقوق الفلسطينية على طبق من ذهب، وأن الطريقة الوحيدة هي انتزاع الحقوق بالقوة إلى جانب التحرك سياسياً على الصعيد الدولي.

 أصبح الشعب الفلسطيني متقدماً على قيادته الذي يعبّر عن موقفه بالانتفاض ومقاومة المحتل وعدم مهادنته لانتزاع الحقوق، بينما السلطة التي أعلنت أنها أصبحت دولة وهناك رئيس دولة لا تستطيع وتخاف الانضمام إلى المنظمات الدولية خوفاً على وجودها، وتسمح للمحتل من الإفلات من جرائمه التي يمارسها على الأرض الفلسطينية، والأنكى من ذلك تقوم هذه السلطة بالتنسيق الأمني المقدس بالنسبة لمحمود عباس، إن هذا التنسيق من الممكن أن يكون مقدساًً بالنسبة لدولة الاحتلال لأنها المستفيدة، ولأن هذا التنسيق يحميها من أعمال المقاومة، لكن جهة أخرى أن هذا التنسيق هو عار على جبين السلطة التي تقدم خدمات للمحتل من أجل استمرارها واستمرار الامتيازات وممارسة السلطة على الشعب الفلسطيني وقمعه دون القدرة على حمايته من جنود الاحتلال وقطعان المستوطنين.

في ظل ما يجري من تطورات على الأراضي الفلسطينية فإن موقف القيادة الفلسطينية يكاد لا يسمع، وإن سمع فهو لا يرقى إلى التطورات الجارية، وان هذه المواقف تعبر عن الضعف والارتباك، ويتضح هنا ان الشعب الفلسطيني هو صاحب الميدان والكلمة ان أراد، فهذه القيادة تضع رأسها في الرمال املة في انتهاء هذه الاحداث بأسرع ما يمكن وعودة الهدوء وعدم تفجير أي انتفاضة، لأنها تخاف على مستقبل هذه السلطة وعدم دفع الرواتب وفقدان المناصب.

الشعب الفلسطيني منذ زمن لا يراهن على هذه القيادة التي تكرر أن لها الحق بالانضمام إلى المنظمات الدولية، ولكن ماذا تنتظر أكثر من ذلك القتل والاعتقال وقضم الأراضي وتدنيس المقدسات، إن السكوت عن أعمال الاحتلال هو تواطؤ معه وتشجيع له على الاستمرار في تنكيله وتعسفه بحق الشعب الفلسطيني.

آن الأوان للوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وعدم المتاجرة به من قبل سلطة وجدت من أجل خدمة المحتل وقمع من يخالفها الرأي وتعمل ضد أي مقاومة مسلحة تريد مقارعة المحتل وكنسه، آن الأوان للإعلان عن فشل هذه القيادة بتحقيق طموحات الشعب الفلسطيني، وإذا لا تريد هذه السلطة مقاومة المحتل فالتتنحى جانباً وتسمح بالمقاومة، لأن المفاوضات باءت بالفشل وأي مفاوضات قادمة هي لكسب الوقت من قبل المحتل لسرقة المزيد من الأراضي، وذلك يتم لأنه لا يوجد في يد الطرف الفلسطيني أي ورقة قوية، لأن السلطة الفلسطينية ترفع شعارات لا انتفاضة، لا مقاومة، لا انضمام إلى المنظمات الدولية، فماذا تريد القيادة الفلسطينية، وكيف ستستعيد الحقوق الفلسطينية.