تحبس غزة الأنفاس، وتترقب الساعات القادمة بانتظار إعلان رسمي لإنجاز اتفاق وقف إطلاق النار الذي أخطأ طريقه مرات عدة .. وترك القطاع وأهله وسط إبادة جماعية استمرت 15 شهرا متواصلة.
حيث تتلاحق الأخبار من العاصمة القطرية "الدوحة" التي تستضيف مفاوضات الصفقة المرتقبة، وتتسابق تصريحات المسؤولين بإعلان وشيك يتوّج شهورا من التفاوض على تفاصيل الاتفاق ومراحل تنفيذه وكذلك مفاتيح تبادل الأسرى بين الاحتلال وحركة حماس.
فقد نقل موقع "أكسيوس" اليوم الأربعاء عن مسؤول إسرائيلي أن "هناك تقدما في مفاوضات الدوحة للتوصل لاتفاق بشأن المحتجزين في قطاع غزة، وأن هناك تفاؤلا بإمكانية التوصل إلى اتفاق بشأنهم غدا على أبعد تقدير".
كما ذكرت وسائل إعلام عبرية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أُبلغ بإنجاز صفقة تبادل الأسرى، موازاة مع إعلان جهات عدة عن تفاؤلها بقرب إنجازها في وقت قريب.
حيث أفادت القناة 12 العبرية نقلا عن مصدر إسرائيلي أن "خرقا تحقق في المفاوضات وأن إسرائيل تستعد لإنجاز اتفاق الصفقة قريبا"، في حين نقلت القناة 13 أن "نتنياهو سيجري مشاورات مساء اليوم مع أعضاء الوفد الإسرائيلي المفاوض الموجود في الدوحة".
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية قد ينعقد الليلة وإن الوزراء عدلوا برامجهم.
من جهتها، قالت صحيفة معاريف: أن "الصفقة في طريقها إلى التوقيع".
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال"، نقلت صباح اليوم عن مصادر مطلعة أن المفاوضين استأنفوا اليوم نشاطهم بالدوحة، في مسعى للتوصل إلى اتفاق بشأن غزة، فيما أفادت شبكة "إن بي سي" بأن اتفاق الهدنة في غزة على وشك الاكتمال.
رد حماس والجهاد
صرح مصدران فلسطينيان قريبان من المفاوضات التي تجري بالدوحة أن حركتي حماس والجهاد الإسلامي وافقتا على اتفاق وقف النار وصفقة تبادل الأسرى والرهائن
وأكد مصدر لوكالة الصحافة الفرنسية أن "حماس والجهاد الإسلامي أبلغتا الوسطاء بالموافقة على المسودة النهائية لاتفاق وقف النار وصفقة تبادل الأسرى"، بينما قال مصدر آخر إن "حماس سلمت إسرائيل عبر الوسطاء الرد الإيجابي.. بعد الاتفاق حول كافة النقاط والتفاصيل".
وكان وفد قيادي من الجهاد الإسلامي وصل إلى الدوحة مساء أمس، فيما قالت حماس إنها أجرت سلسلة من الاتصالات والمشاورات مع قادة الفصائل الفلسطينية بقصد وضعهم في مسار التقدم الحاصل في المفاوضات الجارية.
تفاصيل الاتفاق
من المتوقع أن يُنفَّذ وقف إطلاق النار هذا على ثلاث مراحل، بمجرد الإعلان عن اتفاق،
المرحلة الأولى:
- سيتم تبادل 34 رهينة - من المتوقع أن يكونوا مدنيين - مقابل أسرى فلسطينيين.
- بحسب ما نقلته القناة 12، ينص الاتفاق على الإفراج عن 3 محتجزين باليوم الأول و4 باليوم السابع و3 في اليوم الـ14، كما يتضمن الاتفاق إطلاق سراح 3 محتجزين في اليوم الـ28 و3 في اليوم الـ35، بينما يُطلق الباقون في الأسبوع الأخير.
- سيسمح الاحتلال في اليوم الـ22 للنازحين في جنوب غزة بالعودة إلى الشمال.
- زيادة المساعدات الإنسانية لقطاع غزة إلى 600 شاحنة يوميا.
- سينسحب من محور نتساريم في المرحلة الأولى من الاتفاق، كما ستنسحب معظم قواته من محور فيلادلفيا، ولن تبقى إلا قوة صغيرة.
- ستبدأ المفاوضات التفصيلية للمرحلتين الثانية والثالثة ستبدأ، في اليوم السادس عشر من وقف إطلاق النار.
المرحلة الثانية
- تبدأ اعتبارا من اليوم الـ43 وتستمر 42 يوما.
- سيُطلق سراح الرهائن المتبقين - الجنود وجنود الاحتياط - في مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين.
- استكمال انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من القطاع.
المرحلة الثالثة والأخيرة
- تبادل الجثث بين الجانبين
- إعادة إعمار غزة، وهو أمر قد يستغرق سنوات.
- سيحتفظ الاحتلال بمنطقة عازلة داخل غزة على طول حدود القطاع.
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، بدأت محاولات الوسطاء ومجلس الأمن وقف إطلاق النار، وقد مرّت هذه المفاوضات والقرارات الدولية بمحطات عدة خلال الـ15 شهرا الماضية.
وهي على النحو التالي:
- 16 أكتوبر/تشرين الأول 2023: مجلس الأمن الدولي يصدر قرارا يدعو من خلاله إلى وقف فوري وتام لإطلاق النار، لكن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا واليابان صوتوا ضد القرار.
- 18 أكتوبر/تشرين الأول 2023: الولايات المتحدة تعيق قرارا آخر من مجلس الأمن يدعو إلى "هدنة إنسانية" تسمح بدخول المساعدات إلى غزة، فيما تذرّعت واشنطن بأن القرار لم يذكر حق "إسرائيل" في الدفاع عن نفسها.
- 25 أكتوبر/تشرين الأول 2023: الولايات المتحدة تقترح قرارا لمجلس الأمن يدعو إلى "وقف القتال" وينصّ هذه المرّة على حق "إسرائيل" في الدفاع عن نفسها، لكن روسيا والصين تستخدمان حق النقض الفيتو ضد المقترح الأمريكي، بدعوى أنه "لا يساعد في حل المشكلة".
- 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2023: مجلس الأمن الدولي يتبنى قرارا يدعو إلى "توقفات إنسانية عاجلة ومطوّلة وفتْح مسارات وطُرق"، وإلى الإفراج غير المشروط عن الرهائن الذين تختطفهم حماس، وامتنع عن التصويت على القرار كل من الولايات المتحدة، وروسيا والمملكة المتحدة. ولم يذكر القرار وقفاً لإطلاق النار.
- 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2023: التوصل إلى اتفاق بشأن هدنة لمدة أسبوع بوساطة مصرية وقطرية، نَصُّ الاتفاق لم يُنشر للعلن، لكن تضمّن الإفراج عن 80 إسرائيليا و25 من جنسيات أخرى لدى حماس، في مقابل إفراج الاحتلال عن 240 سجينا فلسطينيا، فضلاً عن السماح بدخول المزيد من المساعدات إلى قطاع غزة المحاصر.
- 8 ديسمبر/كانون الأول 2023: الولايات المتحدة تستخدم حق النقض الفيتو ضد مقترح في مجلس الأمن الدولي، يدعو إلى "وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية".
- 13 ديسمبر/كانون الأول 2023: أستراليا، نيوزيلاندا وكندا تنضم إلى 150 دولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة للمطالبة بوقف لإطلاق النار وبإطلاق باقي الرهائن الإسرائيليين، لكن قرارات الجمعية العامة غير ملزمة.
- 22 ديسمبر/كانون الأول 2023: روسيا والولايات المتحدة تمتنعان عن التصويت على قرار بمجلس الأمن الدولي يدعو إلى "خطوات عاجلة" تسمح بدخول المساعدات إلى غزة، كما يدعو إلى "تهيئة الأوضاع لوقف مستديم للأعمال العدائية"، القرار مرّ بالفعل، لكن دون أن يكون له مردود ملموس على المحاصرين في غزة.
- 26 يناير/كانون الثاني 2024: محكمة العدل الدولية تجد سنداً "معقولا لاتهام إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية" في غزة، وتصدر قرارا غير نهائي يقضي على "إسرائيل" باتخاذ تدابير فورية وفاعلة تسمح بدخول الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية إلى غزة، لكن المحكمة لم تأمر بوقف إطلاق النار.
- 20 فبراير/شباط 2024: الولايات المتحدة مجددا تعيق قرارا في مجلس الأمن الدولي يدعو إلى هدنة إنسانية فورية، لكنها في المقابل تدفع بخطة منفصلة تدعو إلى "هدنة مؤقتة".
- 25 مارس/آذار 2024: مجلس الأمن الدولي يمرّر قرارا من أجل "وقف فوري لإطلاق النار" في غزة، لكن الولايات المتحدة تمتنع عن التصويت على القرار قائلة إنه "غير ملزِم"، وعلى الأرض، لم يكن للقرار الأممي أثر كبير.
- 6 مايو/أيار 2024: حماس توافق على مقترح بوقف فوري لإطلاق النار تقدّمت به مصر وقطر، المقترح دعا إلى تبادُل رهائن وسجناء بين الجانبين في المرحلة الأولى، على أن يعقُب ذلك "هدوء مستدام"، ثم "انسحاب الجنود الإسرائيليين من غزة" و"إنهاء الحصار" على القطاع. لكن الاحتلال يرفض المقترح ويتأهب لاجتياح رفح حيث يلجأ نحو 1.4 مليون فلسطيني.
- 31 مايو/أيار 2024: الرئيس الأمريكي جو بايدن يعلن عن مقترح إسرائيلي لوقف إطلاق النار. ويشتمل المقترح (خريطة الطريق) على ثلاث مراحل: الأولى تبدأ بوقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع، وبانسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة في غزة، وبتبادل الرهائن والسجناء بين الجانبين. المرحلة الثانية تتضمن انسحاب الجنود الإسرائيليين بشكل كامل من قطاع غزة، على أن تطلق حماس سراح جميع الرهائن الأحياء الباقين لديها، قبل الانتقال لوقف دائم للأعمال العدائية. أما المرحلة الثالثة من الخطة فتشمل إطلاق عملية إعادة إعمار لقطاع غزة.
- 10 يونيو/حزيران 2024: مجلس الأمن الدولي يوافق على مقترح لوقف إطلاق النار تدعمه الولايات المتحدة.
- 11 يونيو/حزيران 2024: حركتا حماس والجهاد الإسلامي توافقان على قرار في مجلس الأمن لوقف إطلاق النار.
- 5 يوليو/تموز 2024: حكومة الاحتلال ترسل فريقا برئاسة مدير الموساد إلى دولة قطر من أجل التفاوض على مقترح بايدن، لكن المقترحات الإسرائيلية في هذه الجولة من المفاوضات لم تلقَ قبولا من جانب حماس، حسبما أفادت تقارير.
- 15 أغسطس/آب 2024: قطر تستضيف محادثات لوقف إطلاق النار في غزة، على أمل التوصل لاتفاق يحول دون شنّ إيران هجوما على "إسرائيل" من شأنه توسيع دائرة الحرب، وحماس تتغيب عن المفاوضات مشككة في جدواها.