أعلنت مصادر في وزارة الداخلية بغزة، مقتل أكثر من 20 شخصا من عصابات لصوص شاحنات المساعدات، في عملية أمنية نفذتها الأجهزة الأمنية بالتعاون مع لجان عشائرية.
وأضافت مصادر الوزارة اليوم الاثنين، أن "العملية الأمنية اليوم لن تكون الأخيرة"، مؤكدة أنها "بداية عمل أمني موسع تم التخطيط له مطولاً وسيتوسع ليشمل كل من تورط في سرقة شاحنات المساعدات".
وشددت على أن "الأجهزة الأمنية ستعاقب بيد من حديد كل من تورط في مساعدة عصابات اللصوص"، موضحة أن "الحملة الأمنية لا تستهدف عشائر بعينها وإنما تهدف للقضاء على ظاهرة سرقة الشاحنات التي أثرت بشكل كبير على المجتمع، وتسببت في بوادر مجاعة جنوب قطاع غزة".
وأشارت الداخلية إلى أن "الأجهزة الأمنية رصدت اتصالات بين عصابات اللصوص وقوات الاحتلال في تغطية أعمالها وتوجيه مهامها، وتوفير غطاء أمني لها من قبل ضباط إسرائيليين، مؤكدة أن "الأجهزة الأمنية وضعت الفصائل الفلسطينية في مخطط العملية، وحظيت بمباركة وطنية واسعة".
من جانبه أكد مصدر في المستشفى الأوروبي، شرق المدينة، وصول 15 جثة لثلاجة الموتى بعد الحادثة
وتأتي العملية بعد ساعات من إعلان مسؤولين في وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) أن قافلة مؤلفة من 109 شاحنات تعرضت لعملية نهب باستخدام العنف، السبت، بعد الدخول إلى غزة، مما أسفر عن فقد 98 شاحنة.
وذكر المسؤولون في تصريحات صحفية أن القافلة المحملة بالمواد الغذائية من "الأونروا" وبرنامج الأغذية العالمي "تلقت أمرا من دون فترة إعداد كافية من إسرائيل بالدخول عبر طريق غير معتاد من معبر كرم أبو سالم".
وكانت صحيفة "واشنطن بوست"، كشفت أمس استنادًا إلى تصريحات مسؤولين في منظمات إغاثة ومذكرات داخلية للأمم المتحدة، عن عمليات نهب واسعة تنفذها عصابات منظمة تستهدف المساعدات الإنسانية المخصصة لقطاع غزة.
ونقلت الصحيفة عن مذكرة أممية داخلية أن هذه العصابات تعمل بحرية في مناطق تخضع لسيطرة الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، وأنها تستفيد من تساهل إن لم يكن حماية من قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي المنتشرة في القطاع.
وكانت 29 منظمة دولية "غير حكومية" قد أفادت يوم الجمعة الماضي، بأن "جيش الاحتلال الإسرائيلي يشجع على نهب المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، عن طريق مهاجمته قوات الشرطة الفلسطينية التي تحاول تأمين المساعدات".
وجاء في تقرير مشترك لهذه المنظمات، ومن بينها "أطباء العالم" و"أوكسفام" والمجلس النرويجي للاجئين أن "النهب مشكلة متكررة، نتيجة استهداف (إسرائيل) ما تبقى من قوات الشرطة في غزة، ونقص السلع الأساسية، وانعدام الطرق وإغلاق معظم نقاط العبور، ويأس السكان الذي يؤدي إلى هذه الظروف الكارثية".
وأضاف التقرير أن "جيش الاحتلال لا يمنع نهب شاحنات المساعدات ولا يمنع العصابات المسلحة من ابتزاز المال من المنظمات الإنسانية"، مشيرا بشكل خاص إلى تقرير نشرته صحيفة هآرتس العبرية، الاثنين الماضي، تحت عنوان "الجيش (الإسرائيلي) يسمح لعصابات غزة بنهب شاحنات المساعدات وابتزاز الأموال من سائقيها مقابل الحماية".
وأوضحت مذكرة داخلية للأمم المتحدة أن قائد إحدى العصابات أنشأ ما يشبه قاعدة عسكرية في منطقة خاضعة لنفوذ الجيش الإسرائيلي، بينما ذكرت مصادر في منظمات الإغاثة أن القوات الإسرائيلية كانت على مقربة من حوادث نهب ولم تتدخل.