صعّد وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت من لهجته تجاه الوضع في الشمال،وقال إن "الوقت للتسوية قد انتهى"، وأن الخيار العسكري هو الوحيد المتبقي لإعادة سكان الشمال الذين أُجبروا على مغادرة منازلهم بسبب تهديدات حزب الله المستمرة.
وقال غالانت في اجتماع أمني مغلق عُقد في تل أبيب بمقر وزارة الجيش بحضور رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: "لقد تحدثنا سابقا عن تصعيد أو تسوية، ولكن لم يعد هناك خيار للتسوية. السبيل الوحيد هو استخدام القوة العسكرية الكاملة لإعادة الأمور إلى نصابها".
وذكرت "يديعوت أحرونوت" أن تصريح وزير الجيش يأتي في سياق تكهنات حول مستقبل غالانت في منصبه، وسط شائعات عن إمكانية استبداله بوزير آخر، مثل جدعون ساعر، رئيس حزب "اليمين الوطني".
ورغم هذه التكهنات، تمسك غالانت بموقفه، مؤكدا أنه لا يمكن التوصل إلى حل سياسي مع حزب الله الذي، بحسب قوله، يربط نفسه بحماس ويستمر في رفض أي محاولات لإنهاء الصراع.
في هذا السياق، اجتمع غالانت مع المبعوث الأمريكي الخاص لمنطقة الشرق الأوسط، عاموس هوكشتاين، الذي نقل بدوره تحذيرات من الإدارة الأمريكية بشأن احتمالية توسع المواجهة في لبنان لتشمل منطقة أوسع وتتحول إلى حرب إقليمية طويلة الأمد.
وأكد هوكشتاين في اجتماعاته مع نتنياهو ورئيس إسرائيل إسحاق هرتسوغ أن الولايات المتحدة لا ترى في التصعيد العسكري حلا ناجحا، وأعرب عن قلقه من الدعوات داخل إسرائيل لشن حملة عسكرية واسعة في لبنان.
على الجانب الإسرائيلي، تزايدت الدعوات للعمل العسكري بعد تصاعد الهجمات الصاروخية من لبنان على المستوطنات الشمالية، حيث أشار نتنياهو إلى أنه "لا يمكن استمرار الوضع على هذا النحو"، وأنه يجب تغيير ميزان القوى في الشمال لإعادة السكان إلى منازلهم بأمان.
كما أعلن الجيش الإسرائيلي استعداده لمواجهة عسكرية محتملة في لبنان، وسط تحذيرات أمريكية ودعوات دبلوماسية لتجنب التصعيد.
في الوقت ذاته، أعرب رئيس المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، الذي كان في زيارة إلى واشنطن، عن قلقه من تأخر الجهود الدبلوماسية، وحذر من أن الوقت قد ينفد، ليس فقط فيما يتعلق بالوضع في الشمال، بل أيضا فيما يتعلق بالأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة.
وقال لابيد: "هناك ما يقرب من 60 آلاف مواطن إسرائيلي لا يزالون بعيدين عن منازلهم في الشمال بسبب تصاعد التوترات، ولا يمكننا الانتظار أكثر".
وتظهر هذه التصريحات المتضاربة بين المسؤولين الإسرائيليين والأمريكيين تباينا واضحا في النهج بين الحل العسكري الذي تدعو له إسرائيل والتوجه الدبلوماسي الذي تدعمه الولايات المتحدة.