أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” أن استمرار الحرب، وأوامر الإخلاء المتكررة في غزة، تؤدي إلى حلقة مفرغة من النزوح تبدو بلا نهاية، وتجعل من الصعب بشكل متزايد على الناس الوصول إلى المساعدات الإنسانية التي يحتاجون إليها للبقاء على قيد الحياة، بعد 10 أشهر من الحرب، في الوقت الذي أكدت فيه منظمتان أمميتان على الحاجة لـ “هدن إنسانية” لتطعيم الأطفال للتخفيف من خطر انتقال العدوى.
وأشار المكتب إلى أن فرقه تمكنت من الوصول إلى موقعين في مدينة خان يونس، حيث يشن الجيش الإسرائيلي عملية برية على الكثير من بلدات وأحياء المدينة، حيث أبلغتهم الأسر التي التقوها هناك بأنه بالإضافة إلى الصعوبات التي يواجهونها في الوصول إلى الأسواق، ونقص الغذاء وارتفاع الأسعار، فإنه في ظل غياب منتجات التنظيف والنظافة الشخصية، فإنهم يصابون بأمراض جلدية، تؤثر بشكل خاص على أطفالهم.
وأكد المكتب في تصريح صحافي أن تلك العائلات كان عليها أن تصنع مأوى خاصا بها من أي قماش أو قطع من الخشب أو كرتون يجدونها، فيما يتعرض الأطفال لمخاطر القوارض والحشرات في الليل بسبب ظروف المأوى السيئة.
وأضاف أنه مع ذلك، قد يضطرون إلى المغادرة مرة أخرى والبدء من جديد.
وفي هذا السياق، تمكنت فرق وكالة إغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين “الأونروا” من إصلاح بئر في خان يونس، ليصبح أكبر مصدر لمياه الشرب للعائلات النازحة في المنطقة، والذي كان دُمِر بالكامل قبل بضعة أشهر بسبب العمليات العسكرية المستمرة.
هذا وقد حذرت منظمتا الصحة العالمية والأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” من أن خطر انتشار شلل الأطفال في غزة لا يزال مرتفعا، ما لم تكن هناك استجابة عاجلة.
وأكدتا الحاجة إلى إجراء جولتين على الأقل من لقاح شلل الأطفال الفموي لوقف انتقال هذه العدوى.
وجاء تكرار التحذير على خلفية ما كشف عنه الشهر الماضي، عن فيروس شلل الأطفال من “النوع 2” المشتق من اللقاح في عينات الصرف الصحي في خان يونس ودير البلح.
وكانت الجهات الصحية في غزة، أعلنت عن ثلاث حالات شلل في أواخر تموز/يوليو، حيث تم إرسال العينات إلى الأردن لإجراء الاختبارات عليها.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، يمكن أن يكون للشلل الرخو الحاد أسباب عديدة منها فيروس شلل الأطفال.
وكانت الوكالة الأممية قد أشارت إلى أن غزة كانت تتمتع بتغطية ممتازة للقاح شلل الأطفال قبل الحرب، إلا أن أشهر القتال خلقت “البيئة المثالية” ليتحور فيروس شلل الأطفال الضعيف الموجود في اللقاح إلى نسخة أقوى قادرة على التسبب في الشلل بين أولئك الذين لم يتم تحصينهم بالكامل.
وقد أعربت منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف”، عن قلقهما إزاء أي تأخير في تسليم لقاح شلل الأطفال ومعدات سلسلة التبريد الحيوية في ظل استمرار القتال العنيف وانعدام الأمن في القطاع.
وشددت المنظمتان على الحاجة للهدن الإنسانية لتطعيم الأطفال للتخفيف من خطر انتقال العدوى.
وأعلنت المنظمتان أن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس غيبرييسوس، وافق على صرف 1.23 مليون جرعة من لقاح شلل الأطفال الفموي الجديد من “النوع 2” للاستخدام في غزة في محاولة لتطعيم أكثر من 640 ألف طفل تحت سن 10 سنوات.
وأكدت الأمم المتحدة في تقرير جديد نشر على موقع الأمم المتحدة، على ضرورة ضمان الوصول الآمن والمستدام وحماية العاملين الصحيين لضمان نجاح حملة التطعيم الجماعية، مشيرة إلى أن 16 مستشفى فقط من أصل 36 “تعمل جزئيا” في غزة.