Menu
فلسطين - غزة °-18 °-18
تردد القناة 10873 v
بنر أعلى الأخبار

ماذا لو فاز ترامب بفضل الرصاصة التي لم تقتله؟

فلسطين اليوم//وكالات - لبنان

هل سيستغل الرصاصة التي أكسبته تعاطفاً شعبياً للوصول إلى البيت الأبيض، وبدا البطل الذي تحتاجه أميركا التي تنوء تحت ثقل التضخم؟

 

هل الرصاصة التي لم تصب دونالد ترامب بمقتل ستجعله رئيساً عن الحزب الجمهوري مرة ثانية؟ يخبرنا التاريخ أن إطلاق النار على الرؤساء في الولايات المتحدة هو عمل شائع منذ اغتيال أبراهام لنكولن وجيمس أ. غارفيلد وويليام ماكينلي وجون كينيدي إلى الذين أخطأتهم الرصاصات، وكان آخرهم الرئيس رونالد ريغان في ثمانينات القرن الماضي! 

بدأ الجمهوريون المعركة سواء انسحب بايدن أو لم ينسحب، لا يثير الموضوع الدهشة. هم يتصرفون وكأن صندوق الاقتراع مضمون لهم.

فما الذي ينتظر العالم مع دونالد ترامب؟ ربما لا ينتظر العالم الكثير من التغييرات، إن كان على رأس السلطة جمهوري أم ديمقراطي، فإن ما تعد به الولايات المتحدة العالم هو عدم الاستقرار، بدأ بتدخلات عسكرية وانقلابات تحت شعارات "التدخل الإنساني"، أو الديمقراطية أو عقوبات تؤدي إلى مشكلات اقتصادية واجتماعية في الدول المعادية لها.

هل من متغيرات ستصيب أوكرانيا؟

اتسمت حقبة بايدن بصنع سياسة أدت إلى استفزاز روسيا فاشتعلت حرب أوكرانيا وتحوّلت أوروبا إلى منفذ للسياسة الأميركية، الهمّ الأساسي لبايدن هو تسعير الحرب في أوكرانيا من أجل استراتيجية احتواء روسيا.

وهو لا يزال يسعى لتمديد هذه الحرب لتطال القوقاز، ويبحث عن نشرها في آسيا الوسطى، كما عمل على توسيع "الناتو" عبر ضمّ دول البلطيق إليه.

ترتعد فرائض الأوروبيين عندما تظهر استطلاعات الرأي الأميركية تقدم ترامب في الانتخابات فينتابهم الصداع.

 تستند سياسة ترامب إلى مقولة "أميركا أولاً " والوعد بإنهاء الحروب التي لا نهاية لها من أجل المصالح الوطنية للولايات المتحدة. 

يميل إلى إعطاء الأولوية للحوار مع روسيا وكوريا الشمالية والتركيز أكثر على الحرب التجارية مع الصين. وهو قال لشركائه في "الناتو" إن "الحماية المجانية قد انتهت". وهو سيقول للأوروبيين إن كنتم تشعرون بالتهديد من روسيا، فستموّلون هذه الحرب. 

يعتقد ترامب أن الحلفاء يستغلون الولايات المتحدة منذ تأسيس حلف "الناتو". لذلك، يجب إيقاف الحرب ومراجعة ميثاق "الناتو". يقف في مكان مختلف تماماً عن بايدن الذي يمثل الهوس الروسي في المؤسسة الأميركية، عدا عن مصالحه الشخصية في أوكرانيا. مشروع ترامب، حسب "واشنطن بوست"، إنهاء الحرب في أوكرانيا. قد يضغط على كييف للتخلي عن مطالبتها بالسيادة على شبه جزيرة القرم ودونباس. ربما تساعده علاقته بتركيا التي تحاول التوسط بين روسيا وكييف، والتي تؤيد السلام والتنازلات الإقليمية الواضحة في هذا الإطار. 
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد صرّح في أستانا في 5 تموز/ يوليو بأنه يأخذ تصريحات ترامب بشأن أوكرانيا على محمل الجد ". 

تبدو الصين أولوية ترامب وليس أوكرانيا، وما يطمح إلى تنفيذه يتمثل بتقليل الاعتماد على الصين. وما يقلقه هو مشروع زيادة الحواجز الجمركية إلى 60 في المائة وليس اهتمامه بعلاقة بكين ومشكلاتها مع تايوان.

 ترامب والعلاقة بالقضية الفلسطينية وإيران 

شكلت إدارة بايدن الداعم السياسي والمموّل لحرب "إسرائيل" على غزة، والمعرقل الأساسي لوقف إطلاق النار في مجلس الأمن الدولي. كما فشل بايدن في الوفاء بوعده والعودة إلى الاتفاق النووي مع إيران، وهو يعيش تحت ضغط اللوبي الصهيوني المسيحي في دعمه غير مشروط لـ "إسرائيل"، لكن كلفة الدعم كانت عالية إذ ابتعد كثير من الناخبين عنه، أما بعض فريقه من الحزب الديمقراطي فعدّ سياسته خرقاء، فهو لم يستطع اكتساب تأييد مموّلي حملته من الصهاينة الذين هددوا بالابتعاد عنه ودعم ترامب بسبب حالته الصحية. 

ترامب في رئاسته السابقة كان محابياً لـ "إسرئيل"، تخطى السياسة التقليدية للولايات المتحدة الأميركية واتفاقات أوسلو وأعلن القدس عاصمة لـ "إسرائيل"، وفي المناظرة تحضيراً للانتخابات الرئاسية مند أسابيع اتهم بايدن بعدم دعم "إسرائيل" بما فيه الكفاية، وبأنه وقف في وجه إنجاز "إسرائيل" مهمتها في غزة، والتي في نظره كان عليها أن تنهي ما بدأته ضد حماس.

 وقف ترامب ضد إيران. تخلى عن الاتفاق النووي، وتفاخر بأن اغتيال قاسم سليماني "كان هجوماً مثالياً وهو يدعو إلى أقصى قدر من الضغط عليها، وما هو متوقع محافظة ترامب على نهج متشدد تجاه إيران كما فعل في ولايته الأولى، من خلال تصعيد الضغوط الاقتصادية وفرض عقوبات اقتصادية واستكمال سياسة "الضغط القصوى". وكان رئيس مركز أبحاث البرلمان الإيراني حذّر من التبعات الاقتصادية في حال عاد ترامب إلى السلطة، ووصفها بـ"الصدمة الاقتصادية".

يُنتظر أن يتعامل ترامب بشكل أكثر صداماً مع الجمهورية الإسلامية، ما سيجعل طهران تتخذ خطوات إلى الخلف للحفاظ على تموضعها الاستراتيجي إقليمياً. 

في غضون ذلك، من المتوقع أن يقدم ترامب الدعم الكامل وغير المشروط لـ "إسرائيل"، أسوة بما فعله خلال ولايته الأولى، وأن يواصل تعزيز شرعية "إسرائيل" في المنطقة والضغط على الدول العربية لإكمال التطبيع معها، وستسمح خطة ترامب بإعلان السيادة الإسرائيلية على مناطق معينة من الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك المستوطنات الإسرائيلية وغور الأردن، وقد يشجع ذلك "إسرائيل" على ضمّ الضفة الغربية.

سياسة ترامب في الشرق الأوسط شخصية مصلحية وهو ينصاع إلى مصالح صهره اليهودي جاريد كوشنر الذي ينظر إلى الملف الفلسطيني من خلال الاقتصاد والمصالح.

وهو يروّج لفكرة ترحيل الفلسطينيين إلى سيناء، لما يمثله ساحل غزة من قيمة تجارية كبيرة. وفي خطابه الذي ألقاه في جامعة "هارفرد" في آذار/مارس الماضي، قال إنه سيبذل جهده لإخراج الناس من غزة، ووفقاً له يمكن لـ "إسرائيل" أيضاً إعادة توطين سكان غزة في صحراء النقب، وبالتالي حل المشكلة مرة واحدة.

 تولي دونالد ترامب السلطة سيكون تتويجاً للجهود التي قامت بها جماعات الضغط والمصالح واللوبي الصهيوني في أميركا و "إسرائيل"، حتى وصف ترامب في الشارع اليميني الإسرائيلي بمنزلة المخلص للكيان، وهو نفسه من زعم بسيادة "إسرائيل" على هضبة الجولان. هذا ما يراهن عليه بنيامين نتنياهو في إطالة أمد العدوان على قطاع غزة حتى تشرين الثاني/ نوفمبرالقادم، فهو يرى في فوز ترامب ضوءاً أخضر لتوسيع العدوان والاستمرار في سياسته التهجيرية. 

خطة نتنياهو تتضمن توسعة الحرب في الشمال ليصل إلى لبنان، في ظل تقارير تتحدث عن قرب موعد الصدام بين حزب الله في لبنان و "الجيش" الإسرائيلي، وتبعاتها. 

هل سيقتنع بايدن بسحب ترشيحه عن الحزب الديمقراطي لتحل مكانه شخصية قوية من حزبه يمكنها أن تنافس ترامب الذي استغل المناظرة التي أظهرت بايدن خرفاً وتعباً؟ وهل سيستغل الرصاصة التي أكسبته تعاطفاً شعبياً للوصول إلى البيت الأبيض، وبدا البطل الذي تحتاجه أميركا التي تنوء تحت ثقل التضخم؟