وصف الخبير السياسي الأمريكي ستيفن سيملر، الرصيف العائم الذي أنشأته إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن على شاطئ قطاع غزة لـ"إيصال المساعدات الإنسانية" إلى القطاع بأنه "مسرحية متكاملة الأركان، وفشل تماما في تحقيق هدفه".
جاء ذلك في مقابلة أجرتها الأناضول مع سيملر، أحد مؤسسي "معهد إصلاح السياسات الأمنية"، وهو مؤسسة بحثية أمريكية غير حكومية.
ولفت سيملر إلى أن منظمات الإغاثة الإنسانية واجهت صعوبات كبيرة بإيصال المساعدات القادمة عبر هذا الرصيف، فيما فسدت كميات كبيرة أخرى منها جراء سوء التخزين.
واعتبر أن إدارة بايدن فضلت إشغال الرأي العام العالمي بمشروع الرصيف العائم بينما تملك القدرة على إيقاف الحرب.
فشل ولم يحقق هدفه
الخبير السياسي قال إن الرئيس بايدن خيب أمله في مسألة الرصيف العائم الذي أنشأته وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" على ساحل غزة.
واعتبر سيملر أن هذا الرصيف "فشل تمامًا"؛ لأنه "لم يحقق أبدًا هدفه الأساسي المتمثل في تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة".
وأضاف "بدلاً من الضغط على إسرائيل وضمان مرور المزيد من المساعدات عبر المعابر البرية، حولت إدارة بايدن انتباه العالم إلى مكان آخر من خلال مشروع الرصيف المؤقت هذا، الذي يعد مسرحية متكاملة الأركان".
ولفت إلى حديث وزير جيش الاحتلال يوآف غالانت عقب هجوم المقاومة الفلسطينية على قواعد عسكرية ومستوطنات محاذية لغزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 حيث قال: "سنضع غزة تحت الحصار الكامل"، مذكراً بأنه تم قطع الغذاء والماء والكهرباء عن القطاع الفلسطيني بعد التصريح المذكور.
وقال: "إسرائيل هي المسؤولة بالكامل عن الوضع المأساوي الحالي" في غزة.
وفند سيملر مزاعم "إسرائيل" بأن السبب في الأزمة الإنسانية في غزة هو "استهداف بعض العصابات والمخربين مركبات المساعدات".
وذكر أن مثل هذه الحوادث لم تحدث قبل 7 أكتوبر/ تشرين الأول، وأن منظمات الإغاثة الإنسانية لم تواجه مثل هذه المشاكل في توصيل المساعدات إلى غزة قبل ذلك التاريخ.
ولفت سيملر إلى أن البنتاغون اكتفت بإنزال المساعدات الواصلة من قبرص الرومية على ساحل غزة عبر الرصيف العائم، "دون أن تعبأ بحفظها لتفسد كميات كبيرة منها جراء بقائها لفترات طويلة بالهواء الطلق تحت أشعة الشمس الحارقة".
وذكر أيضا أن منظمات الإغاثة المسؤولة عن إيصال المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين من منطقة التخزين على ساحل غزة تعمل في ظل ظروف "صعبة للغاية".
وبين أنّ "هذا الوضع سببه الجيش الأمريكي نفسه وإدارة بايدن؛ فمعظم القنابل التي أُسقطت على غزة هي أمريكية الصنع".
وأضاف أنه لا يجد مبررا للأمريكيين "لإلقاء اللوم على منظمات الإغاثة التي تواجه صعوبة في إيصال المساعدات للفلسطينيين في ظل أعنف عمليات قصف على غزة حتى الآن، في الوقت الذي تساهم واشنطن في الكارثة عبر دعم إسرائيل بالسلاح".
ذر الرماد في العيون
ولفت سيملر إلى أن البنتاغون تحاول خلق تصور بأنها نجحت في إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وقال إن الأمريكيين "يريدون فقط إعطاء الانطباع بأن المساعدات تم جلبها إلى الشاطئ عبر الرصيف المؤقت الذي أنشأوه، ولا يعبأون بمصير هذه المساعدات".
وقال إن العملية المذكورة كانت بمثابة "ذر الرماد في العيون" من قبل إدارة بايدن.
واعتبر سيلمر أنه "في الوقت الذي تملك فيه الإدارة الأمريكية القدرة على إجبار إسرائيل على قبول وقف إطلاق النار، إلا أنها فضلت إشغال الرأي العام العالمي عبر مشروع رصيف عائم مؤقت"، واصفا الأمر بـ"مسرحية المساعدات الإنسانية".
قرار بإزالة الرصيف
والجمعة، أعلنت الولايات المتحدة عزمها إزالة الرصيف العائم قبالة سواحل قطاع غزة بشكل نهائي.
جاء ذلك على لسان مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان، في مؤتمر صحفي، أوضح فيه أنه ستتم إزالة الرصيف بالكامل لأنه لم تعد هناك حاجة إليه لتوصيل المساعدات إلى غزة.
وأكد أن القرار النهائي بهذا الخصوص ستعلنه القيادة المركزية بالجيش الأمريكي "سنتكوم"، مضيفا: "ومع ذلك، أتوقع أننا سنوقف عمليات الرصيف تمامًا في وقت قصير".
جدير بالذكر أن الرصيف تعرض لأضرار بسبب رياح وأمواج عاتية ضربته في 25 مايو/ أيار الماضي، بعد نحو أسبوع من بدء تشغيله، لتتم إزالته لإجراء بعض الإصلاحات.
وفي 7 يونيو/ حزيران الماضي، تم إعادة تركيبه واستخدامه لنحو أسبوع ثم إزالته مرة أخرى بسبب سوء الأحوال الجوية في 14 يونيو.
وبعد أيام، تم إعادة تركيبه، لكن الأمواج العاتية أجبرت القوات الأمريكية على إزالته للمرة الثالثة في 28 يونيو، لتتم إعادة تركيبه مجددًا.
المصدر: الأناضول