أضاع العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، عاما دراسيا كاملا على طلاب المدارس والجامعات في القطاع، ولا سيما طلبة الثانوية العامة "التوجيهي" الذين لم يتمكنوا من الالتحاق بالامتحانات العامة التي تنطلق اليوم في محافظات الضفة والخارج.
لكن وزارة التربية والتعليم الفلسطينية في رام الله، أعلنت التزامها الكامل إزاء طلبة "التوجيهي" من أبناء قطاع غزة، حيث وعدت عقد دورة خاصة لهم لتقديم الامتحانات حال توفر الظروف الموضوعية والوصول للحد الأدنى من المادة التي يجب أن يمتحنوا فيها.
وقال الناطق باسم الوزارة، الخضور: إن "الوزارة وضعت خططاً لإنقاذ العام الدراسي بالوسائل المتاحة لكافة المراحل التعليمية، والتي يتطلب الشروع بتنفيذها وقف العدوان".
وقال الخضور: "يجب أولاً أن يتوقف العدوان والمجازر حتى نبدأ بتطبيق الخطط التي وضعتها الوزارة، وتم اعتمادها من مجلس الوزراء، لنتمكن من تجميع الطلبة وإعطاء المادة التعليمية بشكل مكثف لفترة من الزمن، ومن ثم التفكير بتحديد موعد لعقد الامتحان الخاص بطلبة التوجيهي".
وأشار إلى أن الخطوط العامة للخطة تقوم أولاً على تنفيذ مسح شامل للوقوف على حجم الخسائر وطبيعة الأضرار التي لحقت بالمؤسسات التعليمية الناجمة عن العدوان، واستيضاح أماكن تجمع المواطنين لإقامة وحدات صفية بديلة عن تلك المهدمة تراعي التوزيع الديمغرافي.
ونوه في ذات السياق، إلى أن التقديرات تشير إلى أن قطاع غزة بحاجة إلى 4500 غرفة صفية على الأقل، تعمل بنظام الفترتين الصباحية والمسائية.
وتقوم الخطة في البند الثاني على إنقاذ الفاقد التعليمي وفق خطة تستند إلى نظام الرزم التعليمية المكثفة، كما كان معمولاً به أيام جائحة "كورونا"، وتقديم التدخلات النفسية والاجتماعية لمساعدة الطلبة على التعافي مما لحق بهم من ضرر نفسي واجتماعي.
يذكر أن 630 ألف طالب وطالبة في قطاع غزة، حُرموا من حقهم في التعليم منذ السابع من تشرين الأول / أكتوبر 2023، يتوزعون بين مدارس الحكومة ومدارس وكالة الغوث والمدارس الخاصة، فضلاً عن 88 ألفاً من طلبة الجامعات، و80 ألف طفل في بلغوا سن الالتحاق برياض الأطفال.
وفي نيسان / أبريل الماضي، أكد 19 خبيرا ومقررا أمميا أن التدمير الذي طال أكثر من 80% يؤكد تعمد الاحتلال تدمير نظام التعليم الفلسطيني بشكل شامل، وهو ما يعرف باسم "الإبادة التعليمية" التي تشير إلى المحو المنهجي للتعليم من خلال اعتقال أو احتجاز أو قتل المعلمين والطلاب والموظفين، وتدمير البنية التحتية التعليمية.
وأكد الخبراء في بيان مشترك أن تلك الهجمات لا تمثل حوادث معزولة، وإنما تعبر عن نمط ممنهج من العنف يهدف إلى تفكيك أسس المجتمع الفلسطيني، وقالوا: "عندما يتم تدمير المدارس، يتم تدمير الآمال والأحلام كذلك".
وجاء في البيان أن "الهجمات القاسية المستمرة" على البنية التحتية التعليمية في غزة، لها تأثير مدمر طويل الأمد على حقوق السكان الأساسية في التعلم والتعبير عن أنفسهم بحرية، مما يحرم جيلاً آخر من الفلسطينيين من مستقبلهم".