أظهر استطلاع أجراه "المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية"، نشره أمس الأربعاء، أن أكثر من 60% من سكان قطاع غزة فقدوا أقرباء لهم في الحرب على غزة، بينما يؤيد ثلثي الجمهور الفلسطيني هجوم السابع من أكتوبر و80%، يعتقدون أنه وضع القضية الفلسطينية في بؤرة الاهتمام العالمي.
ووفقا للاستطلاع، الذي أجري في الضفة الغربية وقطاع غزة بين 26 أيار/مايو و1 حزيران/يونيو الجاري وشمل 1570 شخصا، فإن نصف سكان قطاع غزة يتوقعون انتصار حماس وعودتها لحكم قطاع غزة بعد الحرب.
ودل الاستطلاع على ارتفاع في المطالبة باستقالة الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، مقابل ارتفاع شعبية حماس والقيادي في حركة فتح، الأسير مروان البرغوثي، وكذلك في تأييد العمل المسلح مع هبوط في تأييد حل الدولتين. وأيد أكثر من 60% حل السلطة الفلسطينية.
وقال 40% إنهم يؤيدون حركة حماس، بينما أيد 20% حركة فتح، و7% قوى ثالثة، في حين قال 33% إنهم لا يؤيدون أيا منها أو لا تعرف. وتعني هذه النتائج ارتفاع التأييد لحماس بـ6% ولفتح 3%. وتعتقد نسبة تزيد قليلا عن النصف أن حماس هي الأحق بتمثيل وقيادة الشعب الفلسطيني اليوم، فيما تقول نسبة من 16٪ فقط أن فتح بقيادة عباس هي الأحق.
وفيما يتعلق بالمستوى القيادي، تبين استمرار صعود التأييد لمروان البرغوثي. وفي حال جرت انتخابات رئاسية بين عباس وزعيم حماس، إسماعيل هنية، ومروان البرغوثي، يفوز البرغوثي بأغلبية المشاركين في الانتخابات. وفي منافسة ثنائية بين البرغوثي وهنية، يفوز الأول بتأييد حوالي 60٪ من الناخبين المشاركين.نازحون في رفح يسعون للحصول على طعام
وفي حال عدم ذكر خيارات حول المرشحين، حصل البرغوثي على تأييد 29%، هنية 14%، محمد دحلان 8%، يحيى السنوار 7%، مصطفى البرغوثي 2%.
وأظهر الاستطلاع أن نسبة الرضا عن أداء عباس تبلغ 12٪ ونسبة عدم الرضا 85٪. وتقول نسبة من حوالي 90% أنها تريد استقالة الرئيس. وتبلغ نسبة المطالبة باستقالة عباس 94٪ في الضفة الغربية و83٪ في قطاع غزة.
وأولى الجمهور الفلسطيني الأهمية العليا لمعالجة آثار الحرب الحالية في قطاع غزة، للمصالحة وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وتقديم الخدمات الإنسانية. ثم جاء ثانيا تشكيل حكومة وحدة وطنية للتفاوض مع إسرائيل والمجتمع الدولي لإنهاء الحرب وإعادة إعمار قطاع غزة في المستقبل. وثالثا، أن تقوم السلطة الفلسطينية "بقيادة حملة لتقديم الخدمات الإنسانية لسكان غزة بالتعاون مع مصر والمجتمع الدولي".
وبلغ التأييد لحل الدولتين الثلث فقط، وتقول الأغلبية أنها تؤيد العمل المسلح. وقياسا بالاستطلاع السابق، انخفض تأييد حل الدولتين بشكل ملحوظ، وارتفع التأييد للكفاح المسلح. لكن الانخفاض في تأييد حل الدولتين جاء فقط من قطاع غزة، بانخفاض دراماتيكي قدره 30%. رغم ذلك، فإن نسبة تبلغ حوالي النصف في كل من قطاع غزة والضفة الغربية تعتقد أن الغاية العليا الأولى للشعب الفلسطيني ينبغي أن تكون تحقيق انسحاب إسرائيلي لحدود عام 1967 وإقامة دولة فلسطينية في الضفة والقطاع وعاصمتها القدس الشرقية.
وأيد أكثر من 60٪ حل السلطة الفلسطينية، وأيدت نسبة فاقت الخمس التخلي عن حل الدولتين والمطالبة بدولة واحدة للفلسطينيين والإسرائيليين. وقال أكثر من النصف أن إنهاء الاحتلال يتم من خلال "الكفاح المسلح"، واختار الربع المفاوضات.
وعارض 75% من الجمهور الفلسطيني التطبيع السعودي – الإسرائيلي، حتى لو كان ذلك مشروطاً بقبول إسرائيل بدولة فلسطينية واتخاذ خطوات ملموسة ولا تراجع عنها نحو ذلك الهدف.
الرد على هجمات المستوطنين: أخيرا، على ضوء الزيادة في الهجمات التي يشنها المستوطنون ضد البلدات والقرى الفلسطينية، سألنا سكان الضفة الغربية عن الوسائل الأكثر فاعلية، والأكثر واقعية في الوقت ذاته، في مكافحة هذا العنف:
وفيما يتعلق بالرد على اعتداءات المستوطنين، أيد أقل من النصف "تشكيل مجموعات مسلحة من قبل سكان المناطق المستهدفة"، واختار أكثر من الربع بقليل "نشر قوات الشرطة الفلسطينية في المناطق المستهدفة"، وقالت نسبة من حوالي الخمس أنها مع المطالبة ب"اتخاذ الجيش الإسرائيلي إجراءات فاعلة لمنع إرهاب المستوطنين"، واختارت نسبة ضئيلة "تشكيل مجموعات غير مسلحة من قبل سكان المناطق المستهدفة".
وقال 64٪ من سكان قطاع غزة إن لديهم ما يكفي من الطعام ليوم أو يومين؛ 36٪ يقولون إنه لا يوجد لديهم ما يكفي من الطعام ليوم أو يومين.
وعندما يحتاجون إلى الغذاء أو الماء، فإن 26٪ فقط من سكان قطاع غزة يقولون إنهم يستطيعون الوصول إلى مكان يمكنهم فيه الحصول على المساعدة. وتقول نسبة من 72٪ أنها تستطيع ذلك ولكن بصعوبة أو مخاطرة كبيرة، وتقول نسبة من 2٪ أنها لا تستطيع ذلك.
وأفاد61٪ من سكان قطاع غزة بأن فردا أو أكثر من عائلتهم قد قُتل خلال الحرب الحالية، وقال 65٪ إن فردا أو أكثر من عائلتهم قد أُصيب خلال هذه الحرب. عند الجمع بين إجابات السؤالين وحذف الإجابات المشتركة، تظهر النتائج أن 78٪ قد قتل أو أصيب واحد أو أكثر من أفراد عائلتهم، وأن 22٪ فقط لم يُقتل أو يُصاب أحد من أفراد عائلتهم.
وفيما يتعلق بتوفر الاحتياجات الأساسية: الماء والغذاء والكهرباء والخيام والأغطية والملابس والرعاية الطبية والمراحيض، تراوحت نسبة الذين قالوا "نعم، متاحة" بين 26٪ للخيام 44٪ للطعام. لكن نسبة أكبر قالت إنه يمكن الحصول عليها أو الوصول إلى هذه الاحتياجات ولكن بصعوبة ومخاطر كبيرة. كان هذا هو الحال بشكل خاص بالنسبة للرعاية الطبية والخيام والغذاء والماء والكهرباء. وتظهر النتائج أن الاحتياجات التي تبدو غير متوفرة بشكل كبير بالنسبة لمعظم سكان قطاع غزة هي الخيام والملابس والأغطية والعناية الطبية والكهرباء لشحن التليفونات.
وحول الجهة المنظمة أو المسؤولة عن توفير الخدمات للنازحين، قال 53% إنها الأونروا؛ 17% جهة حكومية؛ 15٪ قالوا إنها مجموعة فلسطينية محلية، وقالت نسبة من 11٪ أنها منظمات دولية أخرى.
وقالت الغالبية العظمى (76٪) أنه يوجد تمييز في التوزيع بناءً على اعتبارات سياسية فيما قالت نسبة من 24٪ فقط أن التوزيع عادل.
وقالت أغلبية من 78٪ أن مشروع الرصيف البحري الذي أنشأه الجيش الأميركي لا يساهم في التخفيف من معاناة السكان وإيصال المساعدات، فيما قالت نسبة من 22٪ أنه يساهم في ذلك.
وقالت أغلبية من 63٪ إنها تلوم إسرائيل على معاناة سكان قطاع غزة الراهنة، فيما تقول نسبة من 22٪
إنها تلوم الولايات المتحدة؛ 8٪ فقط يضعون اللوم على حماس؛ و4٪ فقط يلومون السلطة الفلسطينية.
ورفض 76% أقوال عباس في مؤتمر القمة العربي في المنامة إن "هجوم حماس في السابع من أكتوبر قد وفر لإسرائيل المزيد من الذرائع والمبررات لكي تهاجم قطاع غزة"، لكن 20% وافقوا على ذلك.
كذلك رفض 79% أقوال عباس في المؤتمر ذاته إن "موقف حماس الرافض لإنهاء الانقسام وقبول الشرعية الدولية خدم المخطط الإسرائيلي في تكريس فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية". وتقول نسبة من 17% (29% في قطاع غزة و9% في الضفة الغربية) إنها توافق على ذلك التصريح.
وفيما يتعلق بالرضى من الجهات العربية والإقليمية الفاعلة، تبين أن نسبة الرضا الأعلى من اليمن وبلغت 80%، حزب الله (57٪)، قطر (55٪)، إيران (49٪)، الأردن (25٪)، مصر (18٪).
المصدر: عرب ال_48