يرجح جيش الاحتلال الإسرائيلي أن الكثير من مقاتلي حركة حماس في رفح غادروا المدينة، فيما رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، قلل من الحديث عن كتائب حماس الأربع في رفح، وفي الفترة القريبة لن يتوقف مقاتلو حماس عن القتال، وفق ما جاء في تقرير للمحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، اليوم الجمعة.
وأفاد هرئيل، بما يتعلق بالقوات الإسرائيلية في قطاع غزة، بأن "غياب الأهداف الواضحة في القتال يعزز مشاعر التآكل والاستنزاف في صفوف وحدات الاحتياط والوحدات النظامية. وضباط في الاحتياط يرصدون تراجعا عميقا في أداء كتائب نظامية، في سلاح الهندسة ولواء المدرعات 401 وألوية سلاح المشاة، ’غفعاتي’ و"هَناحال’ والمظليين، الذين يتحملون عبء القتال في القطاع بشكل متواصل تقريبا منذ بدء المعارك" قبل ثمانية أشهر.
وأضاف أنه "في صفوف الاحتياط، يتزايد عدم الارتياح لأنه لا يتم تقاسم الأعباء بشكل متساو بين المواطنين وبسبب حقيقة أن الجيش ليس قادرا على التخطيط مسبقا لخطوتين إلى الأمام، ويستدعي دون توقف وحدات للخدمة العسكرية بدون إنذار مسبق".
وبحسبه، فإنه "عندما يحضر ضباط كبار إلى الجبهة، ويحاولون تشجيع روح ضباط الاحتياط بواسطة مواعظ صهيونية، يقابلون بالاستهجان في أفضل الأحوال. ويضاف إلى ذلك تراجع متواصل في الطاعة العسكرية، التي يتم التعبير عنها أيضا من خلال عدم الحفاظ على قيم القتال المعلنة للجيش الإسرائيلي".
ولفت هرئيل في هذا السياق إلى أن "جنودا يفيدون بإطلاق نار غير مبرر على مواطنين (فلسطينيين) الذين يقتربون من مناطق تحت سيطرة الجيش، حتى من دون أن يشكل المواطنون خطرا بارزا، وباستخدام دائم لـ’إجراء الجار’، من خلال إرغام فلسطينيين على تفتيش مواقع مشبوهة (بأنها مفخخة أو يتواجد مقاتلو حماس فيها) قبل دخول الوحدات الإسرائيلية إليها".
وأشار إلى "وجود سرايا احتياط، وخاصة كتلك التي يسيطر على هرميتها القيادية طابع أيديولوجي – ديني واضح، التي تعمل وفق مشيئتها في التعامل مع الفلسطينيين. وقل ضابط في الاحتياط في القطاع إن "أجزاء من غزة هي خارج نطاق أي اعتبار. وبالنسبة لبعض ضباط هذه الوحدات، في المستويات الدنيا، قوانين الجيش والقانون الدولي لا يسري هناك. وقيم القتال التي وعظنا بها طوال سنين تآكلت. ومعظم القيادة العليا لا تعي هذا الأمر، أو أنها لا تكلف نفسها معالجة هذا الموضوع".