يشعر الصائم خلال فترة النهار غالباً بالصداع، نتيجة تغير الروتين خلال شهر رمضان، وتقطّع فترات النوم، كما أن خلو الجهاز الهضمي من الطعام لعدة ساعات يسبب إفرازاً يساهم في الشعور بالصداع أيضاً.
ويؤكد الأطباء على أن تعوّد الشخص على شرب القهوة صباحاً يومياً، يفسر شعوره بالصداع في صباح رمضان، نظراً إلى تعوُّد جسمه على جرعة الكافيين الصباحية، وعليه ينصح استبدالها بالمشروبات غير الكافينية، أو تأخيرها إلى الفترة الليلية.
أسباب الصداع
بعض الدراسات تناولت عدة أسباب للإصابة بالصداع، منها:
- نقص كمية السكريات والكافيين التي تعوّد عليها الجسم (القهوة والشاي والمشروبات الغازية) طيلة أيام السنة، وتختلف درجة تأقلم الجسد مع الانخفاض في نسبة السكر والكافيين من شخص إلى آخر، وعلاجه هنا هو تخفيف تناول الكافيين قبل بدء شهر رمضان بأسبوع، وتناول الكافيين بعد الإفطار مع نسبة من السكر، مع تأخير وجبة السحور.
- انخفاض نسبة سكر الدم "هبوط" نتيجة للقيام بمجهود بدني خلال الصيام، ويتفاقم الصداع مع اقتراب موعد الإفطار.
- انخفاض كمية النيكوتين ومواد السجائر في الدم، نتيجة امتناع المدخن عن التدخين أثناء فترة الصيام، بحيث يقل عدد ما يدخنه يومياً.
- اختلاف مواقيت النوم، وانخفاض عدد ساعات النوم في فترة الصيام عن باقي الأيام، حيث يعتاد كثير من الناس على قضاء أوقات كثيرة من ليالي رمضان إما في قراءة القرآن وقيام الليل، أو السهر أمام وسائل الإعلام، وما يصاحب ذلك من اضطراب واختلال في دورة الحياة العادية عنه في غير رمضان.
- إن رافق الصداع هبوطٌ في ضغط الدم، فسيصاحبه شعور بالغثيان، وهنا يجب على الشخص الراحة ووضع رأسه بين الساقين، فإن لم يشعر بالتحسن فعليه الإفطار ومراجعة الطبيب.
- قد تزداد شدة نوبات الصداع عند المصابين بالصداع النصفي مع الصيام، بسبب ارتفاع نسبة حموضة الدم، والذي يؤثر بشكل مباشر على شدة النوبة، نتيجة تحرر المواد المسؤولة عن الألم، وهنا ينصحون بالإكثار من شرب الماء أثناء وقت الإفطار، وتفادي المجهود والتعرق.
- قد ينتج الصداع عن أسباب نفسية أو عضلية تسبب تقلص العضلات المحيطة بالرأس والرقبة، مما يضغط على الأعصاب. فعلى من يعانون هذا النوع من التوتر أن يتجنبوا الضغط والتوتر النفسي بقدر الإمكان، كما يمكن الاستعانة بحقن البوتكس التي ترخي هذه العضلات.
- قد يشعر بعض المرضى، مثل مرضى السكر أو ارتفاع ضغط الدم، بالصداع نتيجة عدم تناولهم أدويتهم بالشكل الصحيح، أو أخطاء في تغذيتهم، لذا عليهم مراجعة طبيبهم لتنظيم أدويتهم، وأخذ الإرشادات الغذائية حول وجباتهم.
تأخير السحور
ويؤكد الأطباء أن هناك أناساً عاديين يصيبهم الصيام وهم لا يشكون عادة منه خلال أشهر السنة الأخرى، ويحدث ذلك بسبب عدم انتظام النوم، أو الجوع غير المعتاد عليه.
أما أشهر سبب للصداع فهو الامتناع عن شرب القهوة أو التدخين طوال فترة الصيام، خصوصاً بالنسبة لمرضى الصداع المعتادين على نوبات الصداع المتكرر، فمن الممكن أن تزيد هذه النوبات من حيث العدد والوقت، فيكثر عدد النوبات وتزيد فترتها خلال شهر رمضان، ويحدث ذلك أيضاً لعدم انتظام الوجبات، أو النوم وعدم استخدام الأدوية بالطريقة المعتادة كما في الشهور الأخرى.
ولتفادي حدوث الصداع، يُنصح الصائمون بتأخير السحور، والتبكير بالإفطار الذي يفضَّل أن يحتوي على الحليب والتمر الغني بالسكريات، وفي الوقت نفسه عدم إرهاق الجهاز الهضمي بالإفراط في الأكل مباشرة بعد مدفع الإفطار، لكن ينبغي تنبيه المعدة بطبق شوربة، ثم القيام لصلاة المغرب، حتى يتهيأ الجهاز الهضمي لاستقبال الأكل.
ممارسة الرياضة
كما ينصح الأطباء بالانتظام في ممارسة الرياضة في رمضان، لما لها من تأثير مفيد جداً في الصحة عموماً، وفي تخفيف الصداع وتقليل نوباته، فالرياضة والحركة تنشطان الدورة الدموية وتروية الدماغ والعضلات.
كما يفرز الجسم خلال النشاط الرياضي مجموعة من الهرمونات والمواد المسكنة للألم، والتي تسبب الاسترخاء والراحة النفسية والجسدية، مما يفسر حب الرياضيين واحتياجهم لممارسة الرياضة والنشاط يومياً.
