مع حلول عيد الفطر المبارك هذا العام، على وقع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة .. لا أثر لمظاهر العيد المعتادة في غزة.
لم تبقى بيوت لتتزين استعداد لاستقبال المهنيئين، ولا شوارع لتضاء بأنوار مبهجة إيذانا بحلول موسم الفرح .. والصور العائلية بدت ناقصة أو مفقودة فآلاف العائلات استشهد بعض أفرادها أو كلهم في القصف الإسرائيلي الغاشم على كل محافظات القطاع.
لذا ففي أول أيام عيد الفطر .. قضى فلسطينيون يومه في زيارة قبور أحبائهم الذين رحلوا شهداء في غارات الاحتلال الغادرة لمنازل الآمنين.
كما أدوا صلاة العيد بجوار ركام المساجد وفي الشوارع المدمرة، إذ خيم الوجع والقهر على الأجواء.
وبينما يقضي ملايين المسلمين حول العالم العيد في أجواء احتفالية وتجمعات عائلية، بالكاد يوجد في غزة من يمكنه أن يشعر بفرحة العيد.
فبعد مرور ستة أشهر على بدء العدوان، لا يشغل بال سكان القطاع سوى النجاة من الضربات الجوية الإسرائيلية والقصف، ناهيك عن توفير لقمة العيش جراء تفاقم الأزمة الإنسانية، والوضع الكارثي للنازحين في خيامهم.
فقد قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة: إن "القطاع يستقبل عيد الفطر بالحزن والأسى والألم، بسبب استمرار الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي".
حيث بلغ عدد شهداء العدوان على غزة من الأطفال 14350، ويشكلون 44 في المائة من إجمالي عدد الضحايا في غزة.
وتقول وزارة الصحة إن أكثر من 70 في المائة من الضحايا هم نساء وأطفال، وبحسب الإحصاء الفلسطيني، تقتل "إسرائيل" 4 أطفال كل ساعة، لكن وسط كل هذا الحزن الطافح، حاول الغزيون الانتصار للحياة.
ومع ساعات الصباح الأولى لحلول العيد جال مراسل فلسطين اليوم في مناطق قطاع غزة، ليرصدوا أجواء العيد التي بات أغلبها مفقودا.
حيث قال أحد الآباء من وسط المقابر إن سكان القطاع لا يشعرون بأي بهجة، وإنهم لا يملكون سوى الصبر، في حين قالت إحدى الأمهات إنه لا يوجد بيت في القطاع خال من الهم.
وقالت أخرى إنها تذكرت ابنها الذي كان يزورها ويقبلها ويحضر لها الطعام صباح كل عيد، مؤكدة أنها لا تملك سوى الصبر والاحتساب، في حين تحدثت والدة شهيد آخر عن ابنها وهي تبكي وتروي ما كان يفعله معها في هذا اليوم.
في المقابل، قال أحد سكان القطاع إنهم يحاولون إسعاد الأطفال بما لديهم من إمكانات رغم ما يعيشونه من قصف ودمار، فكثير من العائلات فضلت صنع كعك العيد -وهو الطبق الأكثر شهرة على موائد الفلسطينيين أيام العيد- بأبسط ما توفر من مكونات سعيا لإضفاء شيء من الفرح، ورغبة في إسعاد الصغار.
من جهته قال أحد الأطفال إنهم سيواصلون البحث عن البهجة مهما كان وضعهم.
هذا وتواصل قوات الاحتلال ارتكاب مجازرها اليومية بحق المواطنين في قطاع غزة، وليلة أول أيام العيد استشهد 14 مواطنا معظمهم أطفال، في قصف استهدف منزلا في مخيم النصيرات وسط القطاع.
فيما استشهد آخرون صباح اليوم الثاني، في غارة إسرائيلية استهدفت منزلا في المخيم الجديد بالنصيرات الذي يكثف الاحتلال من استهدافاته منذ أيام في مناطقه لاسيما الشمالية والشرقية منه.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، اليوم الأربعاء، ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 33,482 شهيدا، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وأوضحت المصادر، أن حصيلة المصابين ارتفعت إلى 76049، فيما لا يزال آلاف المواطنين في عداد المفقودين تحت الأنقاض وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.