قال ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلية، اليوم الجمعة، إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أقر خططا لشن عملية عسكرية في رفح جنوبي قطاع غزة، بينما حذرت الأمم المتحدة من عواقب وخيمة للاجتياح المحتمل.
وأضاف ديوان رئاسة الوزراء، في بيان، أن "الجيش الإسرائيلي جاهز للجانب العملياتي ولإجلاء السكان"، دون تقديم تفاصيل عن هذه العملية التي تلوّح بها تل أبيب منذ أسابيع.
ويأتي الإعلان عن التصديق على خطط اجتياح رفح على الرغم من التحذيرات الدولية من أن يؤدي الهجوم على المدينة المكتظة بالنازحين إلى مذبحة كبيرة.
كما يأتي بعد يوم من إعلان نتنياهو أنه لن يرضخ للضغوط الدولية لثنيه عن القيام بعملية عسكرية في رفح. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي إن الهدف من مهاجمة رفح هو القضاء على كتائب حركة حماس المتبقية.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قالت إن الجيش الإسرائيلي ليس جاهزا لبدء عملية عسكرية في رفح، حتى وإن أقرت القيادة السياسية خططا لذلك.
وفي نيويورك، وصف ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، موافقة رئيس الوزراء على خطط لاجتياح رفح بالأمر المقلق جدا.
وقال دوجاريك إن العملية البرية المحتملة في رفح ستكون لها عواقب وخيمة على السكان وعلى عمليات إدخال المساعدات الإنسانية، معربا عن أمله في منع حدوثها.
من جهتها، حذرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إسرائيل من شن هجوم على رفح، مشيرة إلى وجود أكثر من 1.4 مليون مدني فلسطيني بالمدينة.
كما حذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم من عواقب الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح، مشيرا إلى أن بلاده تسعى إلى وقف إطلاق النار في غزة.
وفي واشنطن، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن بلاده لم تتسلم بعد أي خطة إسرائيلية قابلة للتنفيذ بشأن حماية المدنيين في جنوبي قطاع غزة.
وأضاف بلينكن أنه يجب أن تكون هناك خطة واضحة وقابلة للتنفيذ بشأن العملية العسكرية في رفح لا مجرد إبعاد المدنيين من طريق الأذى، وأن أي خطة يجب أن تشمل الاعتناء بالمدنيين في المأوى والطعام والدواء والملابس بعد إخراجهم، وهو ما لم تره الولايات المتحدة، بحسب تعبيره.
وفي الأيام القليلة الماضية، أكد الرئيس الأميركي جو بايدن ومسؤولون في إدارته أن واشنطن لن تدعم عملية عسكرية إسرائيلية في رفح "ما لم تكن هناك خطة لأمن المدنيين" هناك.
في الأثناء، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي آري شاليكار اليوم إن الجيش سيعمل على نقل المدنيين في مدينة رفح إلى "منطقة آمنة" حال تنفيذ الجيش عملية عسكرية هناك.
وأضاف شاليكار أن الجيش الإسرائيلي يشتبه في وجود قادة من حركة حماس في مدينة رفح، فضلا عن العديد من المقاتلين المتبقين من الحركة.
وتابع المتحدث الإسرائيلي أنه في حال شن عملية عسكرية في رفح، سيتم نقل السكان إلى مناطق أكثر أمانا مثل مخيم المواصي.
وتبعد منطقة المواصي نحو 28 كيلومترا إلى الجنوب من مدينة غزة، وتنقسم لمنطقتين تتبعان إداريا لمحافظتي خان يونس ورفح.
وتضم رفح نحو 1.5 مليون شخص، أغلبهم من النازحين الذين فروا من شمال ووسط القطاع.
وكانت رفح تعرضت على مدى الأسابيع الماضية لغارات إسرائيلية أوقعت أعدادا كبيرة من الشهداء، واستهدف القصف قبل يومين أكبر مستودع تابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين انروا في المدينة.