شهدت المخيمات والتجمّعات الفلسطينية في لبنان، اليوم الإثنين، إضرابًا واسعًا رفضًا لقرار وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بحق مدير ثانوية "دير ياسين"، رئيس اتحاد المعلمين، فتح شريف، الذي تعرض للتهديد بالفصل من وظيفته بسبب موقفه الداعم للقضية الفلسطينية، والتضامن مع أهالي غزة.
وانطلقت المسيرات الحاشدة من أمام مدارس الوكالة الدولية، وجالت شوارع وأزقة المخيمات، ورفع الطلاب والمعلمون والأهالي عبارات رفض واحتجاج لقرارات الأونروا بحق "شريف"، مؤكدين رفضهم الكامل لكافة المشاريع والسياسات التي تنتقص من حق الشعب الفلسطيني وموظفي الأونروا، في التعبير عن انتماءهم لأرضهم ووطنهم وشعبهم.
وألقيت كلمات عدة، في كافة المسيرات، أكدت "رفض المقايضة بين وظيفة الأونروا والانتماء الوطني الذي تمارسه إدارة الأونروا بحق الموظفين، مؤكدين أن الدفاع عن القضية الفلسطينية واجب وطني وأخلاقي وإنساني ولا يمكن المساومة عليه".
وأكد المتحدثون "استمرارهم في التحركات في كافة المخيمات، وبشكل تصاعدي في حال عدم تراجع الأونروا عن سياستها المنحازة للاحتلال الإسرائيلي".
وتفجرت الأزمة، بعد أن "طالبت إدارة الوكالة من المعلّم فتح شريف، الخميس الماضي، تقديم استقالته ضمن مهلة يومان، على خلفية نشاطه السياسي والوطني"، حسبما أوضح الاتحاد في بيانه.
وقال الاتحاد إنّ "هذه الإدارة رضَخت مؤخّرا لابتزاز جهاتٍ مُعيّنة وطلبت بموجبه من الأستاذ فتح شريف أن يُقدِّم استقالته خلال يومين، وإلّا تعرّض لتحقيقٍ لا تحمد نتائجه".
وتذرعت الوكالة، بحسب بيان "الاتحاد"، بأنّ "الدول المانحة لن تقوم بدعم الأونروا إن لم تقم الإدارة بمثل هذه الإجراءات بحقّه وبحقّ موظّفين آخرين نتيجةَ بلاغات كيديّة من جهات معروفة أو وهميّة".
تجدر الإشارة، إلى أنّ إجراء وكالة "أونروا" بحق الأستاذ "شريف"، كان قد مورس بحق عدّة معلمين خلال السنوات السابقة، تحت ذريعة "مخالفة الحيادية"، ما فجّر حالة من الغضب والتحركات النقابية، أدت الى تراجع الوكالة عن قراراتها.