حمَلَت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الإدارة الأميركية والمجتمع الدولي، مسؤولية التداعيات الخطيرة لأي اجتياح بري إسرائيلي لمدينة رفح جنوبي قطاع غزة، التي تستضيف مئات الآلاف من النازحين المُهجرين عن منازلهم ومناطقهم، وتعاني أيضاً من أزمة إنسانية كارثية وصحية ومعيشية غير مسبوقة في التاريخ الحديث.
وقالت الجبهة في البيان، اليوم الثلاثاء، إنّ "الإدارة الأميركية والمنظومة الدولية بمشاركتها في حرب الإبادة الصهيونية وتماهيها مع جريمة الاحتلال بإجبار مئات الآلاف من أبناء شعبنا للنزوح إلى مدينة رفح، تساهم في ارتكاب جريمة حرب غير مسبوقة عبر خلق أكبر "غيتو" مكتظ بالسكان على مستوى العالم".
وأضافت أنّ الفلسطينيين المحاصرين في رفح بمساحة جغرافية ضيقة تعاني من عذابات النزوح ومن أوضاع كارثية، وانتشار للأوبئة والأمراض، ووجود نقص حاد في الأدوية وشح في المواد الإغاثية والمياه الصالحة للشرب، إلا أنّ الأخطر من ذلك هو تعرض هذه المساحة المكتظة بالنازحين إلى القصف العنيف الذي يتسبب يومياً بارتقاء عشرات الشهداء والمصابين.
وأكدت الجبهة أنّ الاحتلال الإسرائيلي يسعى للهروب من هزائمه المتلاحقة التي يتعرض لها في المناطق التي اجتاحها برياً والخسائر الكبيرة التي يتكبدها في جنوده وآلياته، وعدم تحقيقه أي هدف أو انجاز ميداني على الأرض عبر تسويق كذبة" انتهائه من تطهير جيوب المقاومة وتحقيقه إنجازات ميدانية في خان يونس والوسطى وغزة والشمال".
وأشارت الجبهة إلى أنّ الاحتلال مهّد لهذا الاجتياح عبر تكثيف قصفه العنيف على المدينة وعلى منازل المواطنين الآمنين في الساعات الأخيرة.
وشددت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في ختام بيانها على أنّ "المقاومة بكافة أذرعها العسكرية في رفح جاهزة للتصدي لأي اجتياح صهيوني بري للمدينة"، وتؤكد أنها "كما كانت دوماً ستجعل من أزقة المدينة ومخيماتها وشوارعها مقبرة للغزاة الصهاينة، ومحرقة لآلياته ودباباته كما تفعل المقاومة في جميع مناطق القطاع.