ذكر موقع "تسارغراد" الروسي في تقرير أن الغرب يتجه نحو حرب كبيرة تتجلى ملامحها في تصعيد الوضع في الشرق الأوسط وأوروبا بعد مواصلة السويد إجراءات الانضمام إلى "الناتو"، واعتزامها بعد ذلك إرسال قواتها إلى أراضي البلطيق من أجل احتواء روسيا.
ونقل عن الخبير الإستراتيجي الروسي أندريه بيرلا قوله إن هناك محاولات لاستفزاز روسيا عبر بوابة السويد، إذ إن الأمر لا يتوقف عند دعوة وزير سويدي مواطنيه إلى الاستعداد لمواجهة مع روسيا، ولكن أيضا في حقيقة أن السويد أخذت على عاتقها التزامات محددة بإدخال قواتها المسلحة إلى أراضي البلطيق فور قبولها رسميا في حلف الناتو من أجل "ردع العدوان الروسي".
وزاد بيرلا بأن الهجوم الروسي لم يكن مخططا له بطريقة أو بأخرى، لكن برغم ذلك، ليس سرا أنهم يبحثون جر روسيا إلى صراع مسلح مع دول البلطيق.
وقال الخبير الروسي إن هناك مسرحا ثانيا للحرب، لكن في الشرق الأوسط، وأضاف أن "إسرائيل" في حرب مع غزة وحزب الله، وتقصف جنوب لبنان، كما أنها كثيرا ما تشن هجمات عدوانية ضد سوريا.
وتابع بأن "إسرائيل" تستفز الولايات المتحدة للدخول في حرب مع إيران، وقال إن طهران تقاوم بكل قوتها الانجراف نحو حرب كبرى لكنها لا تستطيع تجاهل الاستفزازات، لذلك فإن تصرفات الحوثيين في اليمن أو حزب الله في لبنان، أصبحت قاسية على نحو متزايد.
وأفاد تقرير الموقع الروسي بأن الأميركيين افتتحوا مسرحا ثالثا للعمليات العسكرية وهو المسرح البحري بعد الإعلان عن عملية "حارس الازدهار" في محاولة لمنع الحوثيين من عرقلة حركة السفن في مضيق باب المندب.
ووفقا لبيرلا، فإن الحزب الديمقراطي بالولايات المتحدة مع جو بايدن يريد خوض حرب، لكن بشرط أن تكون حربا سهلة مضمونة الانتصار، وذلك لأن بايدن وفريقه أججوا غضب الأميركيين بسبب تدهور الوضع الاقتصادي وخسارة الحرب التي شنوها ضد روسيا، ولهذا يسعون جاهدين لشن حرب صغيرة يحققون نصرا فيها، يقدمونه لناخبيهم من أجل البقاء في السلطة.
وتابع الخبير الروسي بأن الولايات المتحدة علقت آمالا على تحقيق هذا النصر الصغير عبر "إسرائيل" في حربها على غزة، غير أن آمالها توجت بالخيبة رغم كمية الذخيرة المقدمة لها كدعم.
ويرى بيرلا أن تقديم المزيد من الدعم لإسرائيل ولأوكرانيا وإرسال قوات وطائرات للتحليق فوق سماء اليمن ولبنان يستنزف الموارد الأميركية والذخيرة التي ترغب في إنفاقها ضد الروس، وهو ما يقودهم إلى الهزيمة.
وبحسب بيرلا، يقف خصوم روسيا أمام خيارين للخروج من هذا الوضع، يتمثل الأول في التوصل إلى هدنة ولو مؤقتة على الأقل من أجل التراجع وإعادة تجميع الوحدات، أما الثاني فيتمثل في التصعيد.
ويشير بيرلا إلى أنه "حين تتاح للغرب وعملائه فرصة الاختيار، فإنهم يختارون التصعيد"، وهو ما يحدث فيما يتعلق بروسيا. في المقابل لوقف مثل هذه الزيادة في التوتر ليس أمام روسيا خيار غير تحقيق النصر.
وشدد بيرلا على أنه في ظل تصاعد الصراع يتعين على روسيا الهجوم أولا لخلق تصعيد أقوى من ذلك الذي خلقه خصومها.
المصدر : الصحافة الروسية