انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، من مدينة طولكرم، ومخيمي طولكرم و"نور شمس"، شمالي الضفة الغربية المحتلة، في ساعة متأخرة من الليلة الماضية، معلنة انتهاء العملية العسكرية الواسعة التي اسمرت نخو 45 ساعة، مخلفة دمارا واسعا في البنية التحتية وعددا من الشهداء والجرحى.
وقالت مصادر طبية أن قوات ثمانية مواطنين فلسطينيين استشهدوا برصاص قوات الاحتلال، بينهم سبعة من سكان مخيم طولكرم ، وآخر من مخيم (نور شمس).
وأعلنت أن الشهداء هم: أحمد طارق نعمان فرج (18 عاماً)، وليد إبراهيم محمد غانم (17 عاماً)، أحمد موسى مطلق بدو (17 عاماً)، أحمد معين ذيب مهداوي (35 عاماً)، عبد الرَّحمـٰن عصام إبراهيم عثمان (23 عاماً)، محمد مطيع محمود سليط (22 عاماً)، وجميعهم من سكان مخيم طولكرم ، كما استشهد الشاب أشرف أحمد ياسين ياسين (22 عاما) من عزبة (الجراد) شرق طولكرم ، محمّد فيصل دواس أبو عواد (27 عاما) من مخيّم (نور شمس).
وقالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال أقدمت على هدم وتفجير العديد من منازل ومنشآت المواطنين الفلسطينيين، بعد تفخيخها، وإجبار سكانها وسكان المنازل المجاورة على إخلائها تحت تهديد السلاح، ما تسبب في إحداث دمار كبير فيها، وبالأبنية المحيطة بها، وانتشار الدخان بشكل كثيف في سماء المنطقة.
وأشارت المصادر إلى أن غالبية هذه المنازل تعود لعائلات شهداء ومقاومين، عرف منها منازل عائلات: الشهيد عبد الكريم بديرات، والشهيدين محمد وأحمد مطيع سليط، والشهيد عدي الزيات، وعزمي غسان غانم، ومحمد مسلم، ومحمد شحادة، وأبو بكر الحصري، ومنزل عائلة مصطفى سرحان ومحل لعائلة أبو حيش، وواجهات منزل عائلة الصباريني، إضافة إلى منازل لعائلة عمارة التي تم تفجيرها.
كما اقتحمت قوات الاحتلال منازل المواطنين ومحالهم التجارية التي لم تسلم هي الأخرى من التخريب والتدمير والتكسير لمحتوياتها، كما دمرت وخربت العشرات من مركبات المواطنين الفلسطينيين، إضافة إلى تجريف الشوارع وتخريب شبكات المياه والصرف الصحي والاتصالات.
كما حاصرت قوات الاحتلال، المستشفيات وفتشت سيارات الإسعاف وأعاقت عملها في نقل الجرحى والمرضى، وتصرر إحدى سيارات الإسعاف التابعة لجمعية الهلال الأحمر بعد تعرضها لقصف من جانب طائرة مسيرة، مما أسفر عن إصابة مسعف وتضرر سيارة الإسعاف.
وأشارت المصادر إلى أن قوات الاحتلال عملت على تغيير تضاريس المخيمين، من خلال هدم عدد من المنازل أو أجزاء منها، بهدف شق شوارع جديدة في أزقة المخيمين الضيقة، لتسهيل تحرك آلياتها داخل المخيمين.
ووصف عدد من سكان مخيم طولكرم، ما جرى بأنه نكبة جديدة، تشبه إلى حد ما نكبة عام 48، فالشوارع عادت ترابية بعد أن دمرت البنية التحتية في المخيم بشكل كامل.
كما شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة في صفوف سكان مخيم طولكرم، طالت مئات الشبان، واحتجزتهم لساعات طويلة، ونقلتهم إلى مراكز تحقيق ميدانية أقامتها في عدد من المنازل، تحت ظروف سيئة، تضمنت تعصيب العيون وربط الأيدي، والتنكيل والاعتداء على الكثير منهم بالضرب المبرح، والتهديد بالقتل، الأمر الذي تطلب نقل عدد منهم إلى المستشفى.
وقال أحد المعتقلين المفرج عنهم: "حكولنا هاي بالنسبة النا البداية .. ضربونا واعتقلونا بس احنا هنضل صامدين بالمخيم".
ووصف رئيس اللجنة الشعبية لخدمات مخيم طولكرم فيصل سلامة، الوضع في المخيم بالكارثي، وأصبح منطقة منكوبة، حيث تسبب هذا العدوان في تفاقم الوضع الحياتي للمواطنين.