قال خبراء الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إن "إسرائيل" دمرت النظام الغذائي في غزة واستخدمت الغذاء كسلاح، خلال أكثر من 100 يوم على العدوان وحرب الإبادة في قطاع غزة.
وبين الخبراء في تقرير لهم اليوم الثلاثاء، أن سكان غزة باتوا يشكلون الآن 80% من الأشخاص الذين يواجهون المجاعة أو الجوع الكارثي حول العالم، ما يمثل أزمة إنسانية لا مثيل لها في قطاع غزة وسط استمرار القصف والحصار الإسرائيلي.
والخبراء هم: المقرر الخاص المعني بالحق في الغذاء مايكل فخري، والمقررة الخاصة المعنية بالحق في التعليمفريدة شهيد، والمقررة الخاصة المعنية بحق كل إنسان في التمتع بأعلى مستوى يمكن بلوغه من الصحة البدنية والعقلية تلالينغ موفوكينغ، والمقرر الخاص المعني بالحق في السكن اللائق بالاكريشنان راجاجوبال، والمقررة الخاصة المعنية بحقوق الإنسان للمشردين داخلياً باولا جافيريا بيتانكور، والمقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 فرانشيسكا ألبانيز، والمقررة الخاصة المعنية بالعنف ضد النساء والفتيات وأسبابه وعواقبهريم السالم، والمقرر الخاص المعني بحق الإنسان في الحصول على مياه الشرب المأمونة وخدمات الصرف الصحي بيدرو أروجو أغودو.
وقال الخبراء: "في الوقت الحالي، يعاني كل شخص في غزة من الجوع، ويعاني ربع السكان من الجوع الشديد ويكافحون من أجل العثور على الغذاء والمياه الصالحة للشرب، والمجاعة وشيكة. ولا تتلقى النساء الحوامل التغذية والرعاية الصحية الكافية، مما يعرض حياتهن للخطر. وبالإضافة إلى ذلك، فإن جميع الأطفال دون سن الخامسة -335,000 طفل- معرضون بشدة لخطر سوء التغذية الحاد مع استمرار خطر المجاعة في التزايد، وأصبح جيل كامل الآن معرضًا لخطر الإصابة بالتقزم، والذي يحدث عندما يعوق نمو الأطفال الصغار بسبب نقص التغذية الكافية ويسبب إعاقات جسدية وإدراكية لا يمكن إصلاحها، وهذا من شأنه أن يقوض القدرة على التعلم لجيل كامل".
وأكد الخبراء أنه "لا يوجد مكان آمن في غزة، فمنذ 9 تشرين الأول/أكتوبر، أعلنت إسرائيل وفرضت حصارا شاملا على غزة، مما أدى إلى حرمان 2.3 مليون فلسطيني من الماء والغذاء والوقود والأدوية والإمدادات الطبية، وذلك تشديدا للحصار المستمر منذ 17 عاما، والذي تسبب في معاناة ما يقرب من نصف سكان غزة من انعدام الأمن الغذائي".
ومنذ الأول من كانون ثاني/يناير الحالي، لم يصل سوى 21% (5 من أصل 24) من المساعدات المقرر تسليمها والتي تحتوي على المواد الغذائية وغيرها من الإمدادات المنقذة للحياة إلى وجهتها شمال وادي غزة، وفقا للخبراء.
ووفق بيانهم: "يشعر الخبراء بالقلق بشكل خاص إزاء الأوضاع في شمال غزة، حيث يواجه السكان نقصًا طويل الأمد في الغذاء وتقييدًا شديدًا في الوصول إلى الموارد الأساسية. وفي جنوب غزة، يعيش عدد كبير من الأفراد في ملاجئ غير ملائمة أو في مناطق خالية من المرافق الأساسية، مما يؤدي إلى تفاقم الوضع الوحشي".
وشددوا على أنه "أمر غير مسبوق أن يعاني سكان مدنيون بأكملهم من الجوع بشكل كامل وبسرعة. إسرائيل تدمر النظام الغذائي في غزة وتستخدم الغذاء كسلاح ضد الشعب الفلسطيني، كما تقوم إسرائيل بتدمير الأراضي الزراعية والبحر ومنع الوصول إليها. ووفق التقارير الأخيرة قامت القوات الإسرائيلية بتجريف ما يقرب من 22% من الأراضي الزراعية، بما في ذلك البساتين والدفيئات الزراعية والأراضي الزراعية في شمال غزة. وبحسب ما ورد دمرت إسرائيل ما يقرب من 70% من أسطول الصيد في غزة".
وتابع الخبراء: "حتى مع القليل من الإنسانية، ومع السماح بدخول المساعدات، لا يزال الناس يفتقرون إلى الغذاء والوقود اللازم للطهي. معظم المخابز متوقفة عن العمل بسبب نقص الوقود والمياه ودقيق القمح بالإضافة إلى الأضرار الهيكلية، وتتضور الماشية جوعا ولا تستطيع توفير الغذاء أو أن تكون مصدرا للغذاء. وفي الوقت نفسه، لا يزال الوصول إلى المياه الصالحة للشرب يتضاءل بينما انهار نظام الرعاية الصحية بسبب الدمار الواسع النطاق الذي لحق بالمستشفيات، مما أدى إلى زيادة كبيرة في انتشار الأمراض المعدية".
وأشار الخبراء إلى "تدمير إسرائيل أكثر من 60% من منازل الفلسطينيين في غزة، مما أثر بشكل مباشر على القدرة على طهي أي طعام، وتسبب في قتل المنازل من خلال التدمير الشامل للمساكن، مما جعل المنطقة غير صالحة للسكن".
وتشير تقديرات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إلى أن ما يقرب من 85% من سكان غزة -أي ما يمثل 1.9 مليون شخص- هم نازحون داخليًا، بما في ذلك العديد ممن نزحوا عدة مرات، حيث تضطر العائلات إلى التنقل بشكل متكرر بحثًا عن الأمان.
"وقال الخبراء: لقد دققنا ناقوس الخطر بشأن خطر الإبادة الجماعية عدة مرات، مذكّرين جميع الحكومات بأن عليها واجب منع الإبادة الجماعية".
وقال الخبراء إن "إسرائيل لا تقتل المدنيين الفلسطينيين وتسبب لهم أضرارًا لا يمكن إصلاحها من خلال قصفها العشوائي فحسب، بل إنها تفرض أيضًا عن علم وقصد معدلًا مرتفعًا من المرض وسوء التغذية لفترات طويلة والجفاف والمجاعة من خلال تدمير البنية التحتية المدنية. "يجب تسليم المساعدات لسكان غزة على الفور ودون أي عوائق لمنع المجاعة".
"وأضافوا أن "انزعاجنا من الإبادة الجماعية التي تتكشف لا يشير فقط إلى القصف المستمر لغزة، بل يتعلق أيضًا بالمعاناة البطيئة والموت الناجم عن الاحتلال الإسرائيلي طويل الأمد والحصار والتدمير المدني الحالي، حيث إن الإبادة الجماعية تتقدم من خلال عملية مستمرة".
وأكد خبراء الأمم المتحدة أن "الطريق الواضح لتحقيق السلام والأمن والاستقرار يكمن في تحقيق تقرير المصير الفلسطيني. ولا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال وقف فوري لإطلاق النار وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي".