قال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ومنظمة العفو الدولية في الأيام الأخيرة إن "إسرائيل" تقوم باعتقال الفلسطينيين في قطاع غزة بشكل جماعي، ولا تنشر معلومات حول مكان احتجاز الكثير منهم أو سبب احتجازهم، ودعتا في بيانات منفصلة إلى إجراء تحقيقات عاجلة في الانتهاكات المحتملة للقانون الإنساني.
وأثارت صور ومقاطع فيديو للاعتقالات الجماعية في غزة الغضب في وقت سابق من هذا الشهر. وأظهرت رجالًا مقيدين في الخارج ويرتدون الملابس الداخلية فقط. كذلك أشخاصًا معصوبي الأعين محشورين في شاحنات عسكرية تابعة للاحتلال، وذكر تقرير الأمم المتحدة والمفوضية السامية لحقوق الإنسان، إن هذه الصور وثقت بعضًا مما أسمته "العديد من التقارير المثيرة للقلق حول تصرفات جيش الاحتلال في شمال قطاع غزة".
وقال أجيث سونغاي، رئيس المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، إن جيش الاحتلال لم يؤكد لعائلات العديد من المعتقلين الفلسطينيين، أو للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية، أين يتم احتجاز الأشخاص، ولماذا، أو ما هي حالتهم.
وأضاف: "لقد قلنا باستمرار منذ البداية أن المعتقلين يجب أن يعاملوا بشكل إنساني"، مشيرًا إلى أن هذه المشاهد لم تكن فقط في مكان واحد أو مكانين، ولكن في أماكن كثيرة في غزة وشمال غزة، ووصفها بـ "أمر مروع وصادم للغاية".
فيما حذر مراقبو حقوق الإنسان من أن " الاعتقالات الجماعية " قد تنتهك قواعد الحرب، وقالت منظمة العفو الدولية إن رفض "إسرائيل" تقديم معلومات حول مصير ومكان وجود العديد من المعتقلين يتوافق مع تعريف "الاختفاء القسري" بموجب القانون الدولي، وهو انتهاك خطير لحقوق الإنسان.
وتقول جماعات حقوق الإنسان إن "عمليات الاختفاء القسري" من الحكومات أو الجهات التي تدعمها الدولة غالبًا ما تُستخدم كوسيلة للسيطرة على المجتمعات المستهدفة وإرهابها. ويصفها الفريق العامل التابع للأمم المتحدة المعني بحالات الاختفاء هذه بأن لها "تأثيرًا مضاعفًا" لأن المعتقلين "يُحرمون من حماية القانون، ويتعرضون في كثير من الأحيان إلى التعذيب وفي خوف دائم على حياتهم"، بينما تُترك عائلاتهم "تتساءل وتنتظر، لسنوات أحيانًا، أخبارًا قد لا تأتي أبدًا".
وقالت منظمة العفو الدولية إن من بين هذه الحالات صحفيان، هما نضال الوحيدي وهيثم عبد الواحد، اللذان اعتقلا بعد تغطيتهما لعملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول.
وقالت المنظمة إنها تحقق فيما إذا كانت "إسرائيل" قد نفذت عمليات اختفاء قسري على نطاق واسع، كما تشير الشهادات التي تلقتها من عائلات في غزة.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز، التي أدرجت تقريرًا يتناول قضية الاعتقالات الجماعية، أن جيش الاحتلال و"الشاباص" لم يستجيبا لطلب من الصحيفة للحصول على معلومات حول مكان وجود الصحفيين.
المصدر: الترا فلسطين