انتقد محللون "إسرائيليون" قبول حكومة بنيامين نتنياهو بتبادل أسرى سياسيين، واعتبروه مكافأة لهم على العمليات التي نفذوها ضد الإسرائيليين، فيما قال آخرون إن تل أبيب تريد استعادة الموجودين في غزة، وليست أمامها خيارات سوى التفاوض.
وقالت ضيفة على قناة "كان" الإسرائيلية إن الحكومة تفرض تشديدا واضحا على الأسرى السياسيين منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وإنه تم فضل المنتمين إلى حماس عن المنتمين لحركة (فتح)، ووجهت المدعية العامة الإسرائيلية بتجميد كافة المفاوضات مع هؤلاء.
وأضافت "مع ذلك، وبدلا من أن يحاكموا فإن حكومة إسرائيل تقدم لهم هدية عبر التفاوض معهم ومع هيئات الدفاع عنهم، أي أنها تعمل على تسوية أوضاعهم رغم أنه لا ينكرون العمليات التي نفذوها ضد الإسرائيليين لكنهم أيضا يتفاخرون بها".
وقال دينيس بغون قائد سجن نفحة إن أسرى حماس والجهاد الإسلامي معزولون حاليا وفي ظروف سيئة بحيث يظل الواحد منهم في زنزانة مغلقة لمدة 24 ساعة، ولا يسمح بالخروج إلا في ظروف شديدة جدا تنفيذا لتعليمات مفوضة السجون الإسرائيلية.
وحاول تسيفي يحزقئيلي محلل القناة الـ13 الإسرائيلية الحديث عن الأمر بواقعية، فقال إنيحي السنوار وحماس يمتلكان تفوقا في هذه اللحظة، وإنهما يجيدان التفاوض إلى حد كبير، مؤكدا أن للعملية العسكرية نتائج لكن هذه النتائج لم تكتمل حتى الآن.
وأضاف "أنت تعقد صفقة مع حماس وتدفع أثمانا لا نعرفها، لكن ما نعرفه أن لكل صفقة عيوبا وميزات".
واعتبر يحزقئيلي أن عيوب هذه الصفقة هي أن السنوار "سيحرر ربع ما لديه من أوراق الضغط، وسيعود ذلك بالنفع عليه لأنه بالفعل أوقف الحرب الإسرائيلية، أما الميزات فهي أن الآباء والأمهات سيرون أولادهم وبناتهم مرة أخرى، ونحن لا نملك حلا".
لكن المشكلة أن الخلاف سيظهر بين عائلات الأسرى وسيظهر للعلن، برأي يحزقئيلي الذي قال إن العنوان الرئيسي لهذه الصفقة حتى الآن "هو أن السنوار وحماس ما زالا يعملان، وقد نجحا في نقل الحديث عن الحرب إلى الحديث عن الأسرى والمحتجزين داخل إسرائيل".
أما أوريان أدار -وهي حفيدة يافا أدار المحتجزة في غزة- فتقول إنهم يعيشون أياما حزينة وصعبة ومؤلمة جدا، ويشعرون بأنهم في هاوية، ولا يعرفون كيف ولا متى ستنتهي هذه الأزمة، مضيفة "الشك يأكل ما تبقى من أجسادنا، والأمل يتراجع كل لحظة".