أكّد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي القائد زياد النخالة، عقب بدء سريان الهدنة الموقتة في قطاع غزة، أنّه "لن يخرج بقية أسرى العدو من الضباط والجنود دون حرية كل أسرانا".
ولفت، القائد النخالة، إلى أنّ "العدو لم يكن ليقبل بالاتفاق (بشأن الهدنة وتبادل الأسرى المحدود) لولا خسائره في الميدان"، مؤكدًا "أننا سنُجبر العدو لاحقا على عملية تبادل كبرى تضمن تحرير أسرانا جميعهم".
وشدد القائد النخالة على أنّ "إخواننا في حزب الله يشاركوننا مواجهة العدو من جنوب لبنان وتكبيده خسائر كبرى وإجبار مستوطنيه على مغادرة مستوطناتهم".
نص الكلمة كاملة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله محمد، وعلى آله وصحبه ومن والاه إلى يوم الدين.
يا شعبنا المجاهد...
السلام عليكم...
السلام على أرواح الشهداء، كل شهداء شعبنا، وشهداء أمتنا.
السلام على الجرحى، والسلام على العائلات الصابرة، والمحتسبة عند الله شهداءها وجرحاها ومعاناتها.
يا شعبنا الصابر والمقاتل...
يدخل اليوم وقف إطلاق النار يومه الأول تحت عنوان التهدئة لأربعة أيام على التوالي، بعدَ شهرٍ مِنَ العدوانِ البَريِّ المتواصلِ ، وبشعارات كبيرة رفعها العدو الصهيوني، بالتحالف مع الولايات المتحدة الأمريكية، وبتحالف عريض من الدول الأوربية، وصمت مريب من باقي دول العالم.
وتحت عنوان مزيد من الضغط يجعلهم يستسلمون، واجهناه بمزيد من المقاومة حتى نجعلهم يتراجعون.
ونحن نرى اليوم أن مزيدًا من العدوان خلق مزيدًا من المقاومة التي أجبرتهم على التفاوض من أجل إطلاق سراح الجزء المدني من أسراهم لدى المقاومة.
ونحن ما زلنا عند موقفنا، لن يخرج باقي أسرى العدو من الضباط والجنود دون حرية كل أسرانا، وهذا مرتبط بنهاية العدوان، وليس قبل ذلك بأي حال من الأحوال.
وهنا أود توضيح أمر الهدنة الذي يجري الآن، فهو اعتراف صريح بانتكاسة واضحة في موقف العدو الذي اضطر نتيجة خسائره في الميدان، وتعثر قواته بالتقدم في محاور القتال التي لا تتجاوز الآن أكثر من خمسين كيلو مترًا مربعًا، رغم الحشد الهائل من القوات البرية، ورغم الغارات الجوية التي دمرت كل شيء من مبانٍ وحياة... وقتل عشرات الآلاف من الأرواح البريئة، أطفالاً ونساءً وشيوخًا... وهذا لا يحتاج لشرح طويل، فوسائل الإعلام والفضائيات تنقل ذلك بشكل مباشر.
إن عقد اتفاق، كان يرفضه العدو منذ بداية العدوان، مصحوبًا بشعارات كبيرة، بإجبار المقاومة على إطلاق سراح أسراه لدى سرايا القدس وكتائب القسام، ودون قيد أو شرط، وبلا مقابل... والآن نحن أمام عملية تبادل للأسرى المدنيين واضحة، وبعد جهود مضنية قام بها وسطاء كثر، وأمام وقف لإطلاق النار لعدة أيام، لم يكن ليقبل به العدو لولا خسائره البشرية من الجنود والضباط وإعطاب آلياته العسكرية في الميدان، مصحوبًا بوقف تحليق الطيران الحربي من كافة الأنواع، في أجواء قطاع غزة.
وامتدادًا لذلك، فإننا بصمود مقاتلينا، وقتالهم في الميدان، سنجبر العدو لاحقًا، إن شاء الله، على عملية تبادل كبرى، تضمن تحرير أسرانا جميعهم، تحت عنوان الجميع مقابل الجميع. وعدا عن ذلك سنجبرهم، إن شاء الله، رغم عنجهيتهم اللغوية، وجرائمهم بحق المدنيين، على إعادة الإعمار، وشروط سياسية أخرى، ستفتح آفاقًا سياسية مهمة أمام الشعب الفلسطيني وحريته.
يا شعبنا المجاهد والصابر...
إن العدوان الذي شنه العدو على الشعب الفلسطيني، لم يكن فقط ردًّا على فعل المقاومة في السابع من أكتوبر، والذي أحدث زلزالاً مدويًّا ما زالت آثاره تفعل فعلها في مستقبل الكيان الصهيوني، ولكنها كشفت أيضًا، بحسب رؤية الرئيس الأمريكي، ارتباطها بترتيبات الجغرافيا السياسية للشرق الأوسط، وبما يعيد هيبة الولايات المتحدة و"إسرائيل" في المنطقة والعالم.
وهذا ما يفسر الحضور الأمريكي الهائل، والمشاركة الكبيرة في العدوان على الشعب الفلسطيني، إن كان بالحضور العسكري، أو مجيء الرئيس الأمريكي شخصيًّا إلى المنطقة وقيادته، وحضوره مجلس الحرب الصهيوني في تل أبيب، إضافة إلى حضور قادة الدول الأوربية، مؤيدين ومساندين، وتقديمهم مساعدات في كل المجالات.
هذا هو حجم العدوان الذي نواجهه اليوم. وواجبنا أن نواجه هذا العدوان، وبجانب ذلك يجب أن ندرك أن شجاعة الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، وحضوره في الميدان أصبح مثار فخر واعتزاز كل شعوب العالم دون استثناء.
وهنا من المهم أن أذكر إخواننا في حزب الله، الذين يشاركوننا القتال والمواجهة من جنوب لبنان، ومقاومتهم الشجاعة والباسلة التي تقاتل العدو على مدار الوقت، وتوقع به الخسائر الكبرى، وتجبر مستوطنيه بعشرات الآلاف على الرحيل ومغادرة مستوطناتهم...
والذين يدفعون بأبنائهم البواسل في ميدان القتال، على طريق القدس، دفاعًا عن فلسطين، وعن القدس ومقاومتها وهويتها. وكذلك إخواننا المجاهدين في العراق الذين بحضورهم في ميدان المقاومة، وضربهم القواعد الأمريكية، وبمقاومتهم وبشهدائهم، يعيدون للعراق حضوره الذي افتقدناه طويلاً، وكذلك سوريا، واليمن التي تسجل حضورًا مميزًا بمشاركتها الفعالة في الدفاع عن فلسطين ومقاومتها.
والآن وبعد أن توصلنا لأيام من وقف القتال الذي لم ينتهِ، أقول إن الأهداف الصهيونية التي رفعها العدو منذ بداية العدوان ما زالت قائمة، وهي إنهاء المقاومة وكسرها وإعادة أسراه.
ولهذا علينا أن نستمر بالقتال لكسر العدوان، وكسر أهداف العدو، لأن العدو لن يتوقف عن عدوانه بعد أيام التهدئة. ومن المتوقع أن يكون العدوان أكثر دموية، وأكثر إجرامًا. وفقط المقاتلون الشجعان، من أبناء شعبنا في غزة والضفة، وإخوانهم من كل الساحات، هم الذين يستطيعون تغيير مسار الحرب، ومسار العدوان، وخلق وقائع جديدة تجبر العدو على التراجع.
وبهذه المناسبة، أقول لهؤلاء الذين يتحدثون عن حكم غزة وإدارتها: كفوا عن الثرثرة، والتفتوا للدفاع عن شعبكم، فهذا هو الطريق إلى الحرية، وليس التسابق مع الأعداء.
في نهاية كلمتي، أؤكد أننا لن ننكسر، ولن نستسلم، وسنقاتل ونقاتل... هذا هو خيارنا اليوم، وأكثر من أي وقت مضى. وشعبنا بعد كل هذه التضحيات المشهودة واستمرارها، يؤكد أنه يعبر عن إرادة كل الأحرار في العالم.
]قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ[.
المجد للشهداء
المجد لشعبنا
والنصر حليفنا إن شاء الله