حذّرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين من أنّ الأوضاع المعيشية الحالية في القطاع نتيجة استمرار حرب الإبادة الجماعية والقصف الوحشي والحصار وصلت إلى حافة الانهيار التام والتي تنذر بكارثةٍ حقيقيةٍ، خاصة في شمال قطاع غزة ومدينة غزة.
وأكّدت الجبهة في تصريح صحفي : أنّ مواصلة الاحتلال المجرم حصار القطاع براً وجواً وبحراً وإغلاق المعابر، ومنع دخول الدواء والمستلزمات الطبية والوقود، وقيامه بطريقة ممنهجة ومجرمة بقطع المياه وقصف محطات التحلية، واستهداف محطات الوقود والطاقة الشمسية والمخابز والمشافي ومراكز الإيواء يقرّب القطاع إلى خطر المجاعة، وانتشار الأوبئة والأمراض، وإلى كارثةٍ بيئيةٍ نتيجة آلاف الأطنان من المتفجرات والفوسفور الأبيض التي ألقيت على القطاع في ظل تواطؤ دولي وصمت عربي.
وأضافت أنّ أبناء شعبنا في القطاع خاصة آلاف المهجرين في مراكز الإيواء والبيوت أصبحوا غير قادرين على الحصول على مياه شرب صالحة؛ نتيجة شح المياه وتوقف محطات التحلية عن العمل نتيجة انقطاع الكهرباء، كما أنّ استمرار منع الوقود يهدد آلاف المرضى خاصة الذين يعانون من أمراضٍ مزمنةٍ كالكلى والسرطان، ويهدد حياة آلاف الأطفال الأجنة.
وحَملّت المجتمع الدولي وما يُسمّى العالم الحر والصمت العربي المسؤولية عن تدهور الأوضاع الإنسانية في القطاع نتيجة تواطؤها أو عجزها عن وقف العدوان، أو بالحد الأدنى فتح المعابر وإدخال الدواء والمواد الاغاثية والوقود إلى القطاع، مشدّدةً أنّ القطاع يمرّ بكارثةٍ إنسانيةٍ غير مسبوقة تحتاج إلى تدخلٍ عاجلٍ، وفرض فتح المعابر على مدار الساعة، وضمان تدفق كافة المساعدات دون قيودٍ من الاحتلال لتفادي كارثةٍ حقيقية.
وقالت "من العار أن يستمرّ عجز الأشقاء العرب وعدم قدرتهم على إنقاذ أطفال غزة من الجوع والمرضى من الموت عبر خطوات جدية تؤدي لكسر الحصار وإدخال المساعدات، وتعزيز قدرة شعب غزة على الصمود أمام آلة الموت الحربية الصهيونية المدعومة أمريكياً. ومن العار أيضاً أن يُمنع الوقود عن القطاع في الوقت الذي تعد فيه البلدان العربية أكبر المصدرين للنفط في العالم، ومن المستهجن أن تواصل الدول العربية تزويد دول غربية شريكة بالعدوان على غزة بالنفط والغاز الطبيعي، في الوقت الذي يُمنع الوقود عن المكلومين في قطاع غزة!!".
وختمت الجبهة بتصريحها بالتأكيد على أنّ حرب التجويع التي يمارسها العدو الصهيوني بشراكة تامة مع العدو الأمريكي لن تكسر إرادة وصمود شعبنا، ولن يرفع الراية البيضاء، حتى لو تعرض للجوع وللإبادة، وحتماً سينتصر على هذا العدو المجرم وكل المنظومة المتواطئة معه.