امانة حمل الرسالة لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين والتي بدأها الشهيد الدكتور المؤسس الشهيد فتحي الشقاقي رحمه الله, واورثها للأمين العام المغفور له بإذن الله الدكتور رمضان عبد الله شلح رحمه الله, بكل ما بها من أعباء وهموم وعقبات, توارثها اليوم الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي القائد زياد النخالة حفظه الله ورعاه, أعباء ثقيلة ملقاه على عاتقه, وامانة لا تقدر على حملها الجبال, لكن القائد النخالة اصلب من الجبال, واقدر على حمل الأمانة, وهو راسخ وثابت في مواقفه السياسية, يحافظ على مسيرة بدأها الشقاقي وضحى من اجلها حتى تم اغتياله على يد الموساد الصهيوني في العام 1995م , ثم ارسى قواعدها الأمين العام الدكتور رمضان شلح, الذي عزز من مكانة الحركة سياسيا وعسكريا, وساهم في انتشارها وتوسعها شعبيا, فكان مفكرا بكل ما في الكلمة من معنى, يخاطب العقول ويصنع السياسات ويؤثر في القرار الفلسطيني, ويحافظ على الثوابت الفلسطينية ويحمي حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال حتى لقى الله عز وجل راضيا مرضيا في السادس من يونيو 2020م, ملبيا نداء ربه عز وجل, ومحافظا على الأمانة التي حملها إياه الدكتور المعلم فتحي الشقاقي, وقد جاء القائد النخالة ليحمل الوصيتين وصية الشقاقي ووصية الدكتور رمضان رحمهما الله, ويمضي بهما وسط الصعاب والعقبات والاثقال, وهو يحمل الأمانة ويؤدي الرسالة وينهض بالحركة وينتقل بها من مرحلة الى اخرى, وكلما كبرت الحركة واتسعت زادت الأعباء وثقلت الأمانة, خاصة ان القائد النخالة يؤمن ايمانا مطلقا لا يقبل المساومة بمقاومة الاحتلال ومشاغلته والاشتباك الدائم معه, وان السبيل الوحيد لوقف مؤامراته ومخططاته العدوانية وانتزاع حقوق شعبنا منه هو القتال والمجابهة, وان «السلام» مع هذا الكيان المجرم هو «زيف ووهم» ولا يمكن الرهان عليه, وان الصراع معه هو صراع وجود, وفلسطين لا تتسع لشعبين, فهي ارض فلسطينية خالصة وتاريخها وتراثها ومقدساتها تشهد بذلك, من اجل هذا اتسم القائد أبو طارق النخالة بالصلابة في مواقفه, والقدرة على التخلص من الضغوط والقيود, والحجة التي يملكها لمحاورة من يطالبه بالتوقف عن القتال, وان يسلك مسالك سياسية تعطيه استراحة محاربة كي يتخلص من الضغوط والقيود, ويحمي نفسه ويحمي حركته وقادتها وعناصرها, لكنه كان صلبا في مواقفه, يتحدث عن الشهادة كأنها قدره الحتمي الذي لا مفر منه.
القائد زياد النخالة بدأ من حيث انتهى الشقاقي وشلح رحمهما الله, وايقن ان المرحلة تتطلب قوة عسكرية واستعداداً لمعارك متواصلة مع الاحتلال الصهيوني, لذلك خاض معارك عدة ضد الاحتلال, ولم يتردد لحظة واحدة في الرد على جرائمه بحق شعبنا ومقدساتنا وارضنا, كانت معركة سيف القدس علامة فارقة في تاريخ المواجهة العسكرية مع الاحتلال الصهيوني, استطاعت خلالها المقاومة الفلسطينية فرض معادلات جديدة على الاحتلال الصهيوني, الذي بات يدرك تماما ان المقاومة في غزة قوية وحاضرة وجاهزة دائما للمعركة, وان إرادة الفصائل المستمدة من إرادة الشعب الفلسطيني, كفيلة بإحباط مخططات الاحتلال العدوانية, وتحقيق إنجازات لصالحها, والتأسيس لواقع جديد على الأرض, لذلك اطلق الاحتلال على قطاع غزة اسم «الجبهة الجنوبية» على غرار جبهة الشمال وجبهة الجولان, بعد ان ايقن ان قدرات المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة تكبر وتتصاعد وتتنامى, وحتى يعطي مبررا لنفسه لارتكاب جرائم حرب في القطاع ويجد نفسه ملاحقاً في المحاكم الدولية لذلك فكر في اطلاق اسم جبهة على قطاع غزة, حتى يتخلص من الملاحقة القضائية والضغوط الدولية اذا ما مورست عليه من جهة ما, كما خاضت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين جولات قتال منفردة ضد الاحتلال الصهيوني, وصمدت صمودا اسطوريا في وجه الاحتلال, ورغم تعرضها لضربات قوية في صفوف قادتها العسكريين, الا انها لم تتأثر بتغييب ابرز قيادتها العسكرية, لان بناءها بناء مؤسسي قائم على التتابع في الولاية والتكامل في الميدان, وهذا يحسب كإنجاز كبير للأمين العام القائد زياد النخالة, الذي ارسى بناء هيكليا في الحركة على المستوى السياسي والعسكري, غير مرتبط بأشخاص بعينهم, ان يرتبط بهيكلية متدرجة وفق قاعدة راسخة في البناء الهيكلي لا تترك فراغا, ولا تتأثر بغياب قادة او كوادر او افراد, لذلك صمدت حركة الجهاد الإسلامي في المعارك التي خاضتها بقيادة الأمين العام القائد النخالة, ولم تتراجع عن مواقفها, وفرضت شروطها على الاحتلال, واليوم باتت الجهاد الإسلامي اصلب عودا واقوى عسكريا, وتتوسع وتنتشر جماهيريا, ويحسب لها انها خاضت معركة ثأر الاحرار ووحدة الساحات, التي باتت شعارا فلسطينيا يتمسك به الجميع, ويتجسد واقعا من خلال وحدة الميدان بين القدس والضفة وغزة والأراضي المحتلة عام 48, فهى مترابطة وموحدة في الفعل الميداني المقاوم.
الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين القائد زياد النخالة يحمل لواء المعركة, ويستكمل مهمته بأداء الأمانة حتى النصر والتحرير, وهو يدرك مدى حالة التربص به وبحركته, لكن اتكاله دائما على الله عز وجل, فكما كان يقول ويردد الدكتور فتحي الشقاقي, «حافظ العمر الاجل, والضربة التي لا تقتلني تقويني», واليوم في ذكرى انطلاقة حركة الجهاد الإسلامي السادسة والثلاثين, تجدد حركة الجهاد الإسلامي بقادتها وكوادرها وجنودها الابطال البيعة للأمين العام القائد زياد النخالة, ان تبقى وفية لدماء الشهداء الاطهار, ولوصية الشهيد المعلم الدكتور فتحي الشقاقي والدكتور المفكر رمضان شلح, فالقائد يخلفه الف قائد, والمقاومة عنوان المرحلة.
بقلم / أ. خالد صادق