Menu
فلسطين - غزة °-18 °-18
تردد القناة 10873 v
بنر أعلى الأخبار

انتزاع الحرية بقراءة الأمين العام.. ملحمة الدفاع عن الحرائر

بقلم: خالد صادق

لم يكن مشهد الاعتداء على سيدة فلسطينية في الثمانين من العمر في باحات المسجد الأقصى المبارك على يد جنود الاحتلال الصهيوني ليمر مرور الكرام, ولم يكن الحدث الجلل في الخليل بتعرية خمس فلسطينيات تحت التهديد على يد الجيش النازي الصهيوني ليمر مرور الكرام, ولم يكن ركل فتاة فلسطينية بالقدم وتوجيه لكمات لها على يد جندي صهيوني نازي في القدس ليمر مرور الكر ام, فأسرى سجن جلبوع ابطال عملية انتزاع الحرية خلقوا واقعا جديدا مفعما بالكرامة والعزة والفخر, بان لا يقبل الفلسطيني أي مهانة, وان يرد الصاع صاعين على الاحتلال, وان يقاتل من اجل حقه, صحيح ان هذه العادات مصاحبة لشعبنا دائما وابدا, لكن كتيبة انتزاع الحرية من الاسرى الابطال جددت العهد على التصدي للاحتلال ومواجهة مؤامراته العدوانية, لذلك كانت انتفاضة القدس المسلحة التي يشارك فيها كل شرائح مجتمعنا الفلسطيني بمن فيهن الحرائر الابطال اللواتي اعتدى عليهن جنود الاحتلال الصهيوني بوحشية, وارادوا المس بهن وهم لا يعلمون ان عملية الهروب الكبير من سجن جلبوع المحصن, أصبحت حدثا ملهما لشعبنا الفلسطيني في كل مكان, وأثبتت هشاشة الجيش الصهيوني وادت لتآكل قوة الردع امام إرادة الفلسطينيين, وقدرتهم على قهر الاحتلال واذلاله, لقد مثلت ملحمة انتزاع الحرية التي فجرها الاسرى الابطال حالة من حالات الدفاع عن الحرائر من الفلسطينيات الماجدات, فأصبحت الفلسطينية الحرة شريكة في الفعل المقاوم بشكل اكبر واكثر تطورا وابداعا, وحصنا حاميا لها, وهى التي جعلت الام الفلسطينية الحرة تودع ابنها الشهيد بالزغاريد وتنثر الورد على جثمانه وتستقبل التهاني من المشيعين والاقارب والأصدقاء, وكأنها تزف ابنها الشهيد عريسا يزف الى الحور العين, ( بالهنا يا امه زفي الى احضانه احلى صبية... بالهنا يا امه بيعي ثيابك واشتري له بندقية..) يا له من مشهد تصنعه حرائر فلسطين وكأنها تنسج خيوط المجد بدموعها وعذاباتها من اجل ان تبعث الامل في تلك الامة التي غابت وشابت وتنكرت لواجبها الديني والوطني نحو فلسطين.

الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين القائد زياد النخالة، وصف تلك الحالة التي تعيشها الضفة اليوم, والتي جاءت بالجهد والبذل والعطاء والتضحيات بالقول « أن ما تشهده الضفة الباسلة اليوم من مقاومة لا تتوقف هي أثر من آثار فعل أبطال سجن جلبوع، الذين صنعوا مرحلة جديدة في مسيرة نضال الشعب الفلسطيني», لذلك نرى كل هذا العنفوان والاستبسال في الفعل المقاوم رغم كل أساليب القهر والجبروت التي يمارسها الاحتلال, فنازية الاحتلال تولد مقاومة اشد وابداعاً اكبر في الفعل المقاوم, وتفجر ملاحم بطولية في وجه الاحتلال المرتبك والمأزوم والمتردد امام الفعل المقاوم المتنامي في الضفة الغربية والقدس المحتلة وفي كل الأراضي الفلسطينية, القائد النخالة، قال: «في الذكرى الثانية لنفق الحرية، وذكرى الحضور الدائم لإخواننا الأبطال الذين صنعوا بعبورهم من السجن إلى الحرية في عملية تاريخية ما زالت آثارها تكبر وتملأ علينا حياتنا, والذين صنعوا مرحلة جديدة في مسيرة نضال الشعب الفلسطيني بكل ما تعني الكلمة من معنى». نعم ذلك لانهم قهروا المستحيل, وكشفوا هشاشة المنظومة الأمنية والعسكرية الصهيونية, وكشفوا زيف الشعارات البراقة التي كان يرددها الاحتلال ليدلل على انه الأقوى ويستطيع ان يفرض قوانينه الجائرة بالقوة, لقد أصبحت عملية انتزاع الحرية حدثا تاريخيا أسس لمرحلة جديدة في مواجهة الاحتلال الصهيوني, فلولا تضحيات اسرى نفق الحرية الابطال, والنموذج الحي الذي اثبتوه بعظم عطائهم وجهدهم وقدراتهم, بحيث لم يكن معهم سلاح, الا سلاح الإرادة ومعية الله عز وجل, فصنعوا الملحمة «النموذج» من العدم, وبعثوا الامل في النفوس بان الإرادة والعزيمة والإصرار تصنع المستحيل, وكل فعل فلسطيني مهما كان حجمه او نوعه يقربنا من لحظة الانتصار ودحر الاحتلال عن ارضنا المغتصبة « لا يطؤون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا الا كتب لهم به عمل صالح», فأي غيظ اغاظ به هؤلاء الابطال عدوهم الصهيوني بفعلهم الملحمي البطولي الفذ وانتزاع حريتهم من بين انياب الاحتلال.     

القائد النخالة، أكد إن ما تشهده الضفة الباسلة اليوم من مقاومة لا تتوقف هي أثر من آثار فعلهم المعجز، فها هي مقاومة الشعب الفلسطيني تتصاعد يوماً بعد يوم، وتنتشر الكتائب المقاتلة وفرسانها الشجعان تيمناً بهم، في كل مكان من ضفتنا الصامدة، وتفتح أفقاً جديدا أمام الشعب الفلسطيني بالحرية وطرد الاحتلال من بلادنا», نعم فهذا هو الإنجاز الحقيقي لأبطال معركة انتزاع الحرية, لقد تنسموا عبير الحرية ولو لساعات, لكن هذه الساعات كانت كفيلة بتحول الأرض الى براكين غضب في وجه الاحتلال, وان تكون الضفة هي رأس الحربة في معركة شعبنا الفلسطيني مع الاحتلال الصهيوني, فاي انجاز هذا الذي تحقق على ايدي هؤلاء الابطال, انه انجاز ستتحدث عنه الأجيال وسيذكره التاريخ ويخلده, كما يذكر ويخلد التاريخ اليوم اسرى عملية الهروب الكبير لأبطال الجهاد الإسلامي من سجن غزة المركزي, وشدد القائد النخالة على أن أبطال الحرية الشجعان مازالوا في معتقلهم يُشكلون حالة الهام لشعبنا ومقاتلينا ولكل الذين يسعون للحرية، لا يكسرهم حقد السجان ونازيته , ولا تذهب بإرادتهم سنوات السجن الطويلة. وقال:» سنبقى أوفياء لهم نقطع وإياهم طريق الآلام نحو حريتهم وحرية شعبنا», انه رد الجميل للأسرى الابطال، والوفاء لهم ان نعيد لهم الامل بالحرية والانعتاق من سجون الاحتلال، فالمقاومة تملك أوراق قوة بيدها للإفراج عن اسرانا الابطال، ومبادلتهم بجنود صهاينة لدى مقاومتنا الباسلة.