بعد يومين على انعقاده في مدينة كربلاء برعاية العتبة الحسينية المقدسة إختتم مؤتمر نداء الأقصى الدولي الثاني أعماله بحضور حاشد شهدته جامعة الزهراء عليها السلام وبمشاركة واسعة من الوفود المدعوة.
حفل الختام إستهل بعد القران الكريم بكلمة ترحيبية لرئيسة جامعة الزهراء الدكتورة زينب السلطاني شددت فيها على أهمية بناء مجتمع واع يواجه التحديات التي تعترض الأمة لا سيما الإساءة للمقدسات والإنحرافات الأخلاقية وغيرها، مشيرة إلى أولوية القضية الفلسطينية في وجدان الأمة.
الشيخ يوسف عباس المنسق العام للحملة الدولية للعودة إلى فلسطين ربط في كلمته بين النهضة الحسينية وقضية فلسطين التي تتعرض للظلم لكنها ستبقى بوصلة الشرفاء في العالم.
بدوره، مفتي الديار اليمنية الشيخ شمس الدين شرف الدين تطرق إلى أهمية رفض التطبيع لما له من مخاطر على القضية الفلسطينة وعلى العالم الإسلامي بشكل عام، داعياً إلى دعم الفلسطينيين بكل ما هو متاح من أجل تحقيق عودتهم إلى وطنهم وتحريره من رجس الإحتلال.
ومن المغرب تحدث الدكتور أحمد الكافي عضو لجنة الفتوى في الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين عن دور العلماء في توجيه الأمة وشبابها في الصراع مع العدو الصهيوني، ودعا إلى تطبيق الدين والوحدة بين المسلمين ليتحقق الإنتصار على العدو.
ومن الهند، أشار توشار غاندي حفيد المهاتما غاندي إلى دور الأحرار العالم في دعم القضية الفلسطينة وأعاد التذكير بضرورة التفكير ملياً بثورة الإمام الحسين والإقتداء بها في كل تفاصيل الحياة.
الأب بول أيوب منسق ومرشد شبيبة بيروت للروم الكاثوليك في لبنان رأى أن النهضة الحسينية ستبقى حاضرة وتتجسد في الثورة الفلسطينية المستمرة على مدى عقود.
ثم أكد الشيخ جواد رياض وهو من علماء الأزهر الشريف الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وعدم التخلي عنه حتى استعادة أرضه المحتلة على يد الصهاينة.
الوزير الكويتي السابق عبد الهادي الصالح ربط بين الظلم الذي لاقاه الإمام الحسين وأهل بيته عليهم السلام وما يتعرض له الشعب الفلسطيني والمقدسات من عدوان مستمر من قبل الصهاينة ورعاتهم وأعوانهم في المنطقة.
بعد ذلك صدر البيان الختامي لمؤتمر نداء الأقصى الدولي الثاني وجاء فيه بنوده:
1- إنَّ القيم والمبادئ التي تمثلها ثورة الإمام الحسين (ع)، وشهادته العظيمة في سبيل صيانتها، وخاصة منها العدل والإصلاح ومناهضة الظلم، هي قيم عالمية عامّة، يشترك في الإيمان بها عقلاء البشر من كل جنس ولون، ويحتاج إليها جميع أبناء البشرية في كل زمان ومكان.
2- إنَّ القضية الفلسطينية هي ساحة الصراع الأولى ما بين أحرار العالم والقوى الاستعمارية التي يمثلها المشروع الصهيوني، وهي قضية عدالة وحقوق مشروعة غير قابلة للمساومة.
3- إنَّ الربط ما بين نهضة الإمام الحسين (ع) كمثال إنسانيّ رائد، وفلسطين كقضية عالميةٍ راهنة، مسألةٌ أساسية، تعني استمرار المشروع الحسيني في الحاضر، وتوضح قيمة النضال الفلسطيني في سبيل إقامة العدالة ونفي الظلم في العالم كلّه.
4- يؤكد المشاركون على دور العلماء والمثقفين والإعلام ومؤسسات المجتمع المدني في توضيح الأبعاد العالمية للقضية الفلسطينية وللنهضة الحسينية، وأهمية وضع برامج عمل واقعية لنقل هذه الحقائق إلى الناس.
5- يؤكد المشاركون على أهمية نشر صوت الجرحى وعوائل الشهداء والأسرى، وتعريف العالم بما يتعرّضون له من انتهاكات لا إنسانية، ضمن مسلسل الإجرام الصهيوني اليومي بحق كل الشعب الفلسطيني.
6- يوجه المؤتمر التحية إلى أبناء الشعب الفلسطيني، ويقدّرون ثباتهم وتضحياتهم العظيمة أمام كل أشكال الجبروت الصهيوني.
7- يعتبر المشاركون في المؤتمر أنّ الإساءة إلى الكتب السماوية، وفي مقدمتها الأفعال الشنيعة التي جرت مؤخراً بحق المصحف الشريف، هي أعمال تستند إلى دعم واضح من الجهات نفسها التي تساند الكيان الغاصب، وهي تهدف إلى إثارة الفتنة وهدم القيم وصرف أنظار الناس عن الاستغلال والسرقة والقتل الذي تمارسه القوى الكبرى بحقّ العديد من شعوب العالم، وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني.
8- يرفض المؤتمر التطبيع مع الكيان الصهيوني، ويدعو علماء الأمة وأحرار العالم للعمل على مواجهة كافة أشكاله.
9- يدعم المؤتمر حقّ الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه، وتحقيق عودة اللاجئين إلى ديارهم، وصيانة مقدساته، حقاً مشروعاً تكفله كل القوانين والشرائع، حتى تحرير أرضه من البحر إلى النهر.
10- يثني المؤتمر على مواقف الشعب العراقي الأصيلة في الدفاع عن القضية الفلسطينية، منذ أوائل القرن العشرين، والتي تستمر حتى اليوم.
11- يعبّر المؤتمر عن تقديره لمواقف المرجعية الدينية الرشيدة الداعمة لفلسطين دون حدود، وعلى رأسها سماحة المرجع الديني الأعلى سماحة السيد علي السيستاني حفظه ورعاه.
وقدم المشاركون في المؤتمر كل الشكر والامتنان للعتبة الحسينية المقدّسة التي كان لرعايتها الفضل الكبير في عقد هذا اللقاء الدولي ولجميع الجهات العراقية الأخرى التي ساهمت في الدعوة إليه والتحضير له ويعربون عن أمنياتهم الطيبة للعراق وشعبه الأبيّ والمعطاء بتحقيق الأمن والرخاء ودوام العزة والسيادة.