نقلت وكالة (رويترز) للأنباء عن مصدر حكومي ليبي، الاثنين، أن رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبدالحميد الدبيبة، أقال وزيرة الخارجية، نجلاء المنقوش، بعد أن أثار لقاؤها مع نظيرها الإسرائيلي إيلي كوهين احتجاجات وغضباً واسعاً في البلاد.
يأتي ذلك بعد أن أوقف الدبيبة، الوزيرة المنقوش عن العمل احتياطياً، وإحالتها للتحقيق، في حين دعت رئاسة مجلس النواب الأعضاء إلى جلسة طارئة تعقد بمقر المجلس في مدينة بنغازي، مساء الاثنين، لمناقشة ما وصفته بـ"الجريمة المرتكبة بحق الشعب الليبي وثوابته الوطنية" من خلال لقاء المنقوش بنظيرها الإسرائيلي.
وتنديداً باللقاء، أضرم محتجون ليبيون النيران، فجر الاثنين، أمام مبنى رئاسة مجلس وزراء حكومة الوحدة الوطنية في العاصمة طرابلس، وردد المحتجون هتافات داعمة للقضية الفلسطينية، ورافضة لأي تواصل ليبي مع الحكومة الإسرائيلية.
كما تسببت الاحتجاجات بإغلاق بعض الطرق الرئيسية والفرعية في طرابلس، كما وثقت المقاطع المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي خروج مظاهرات في مدن مصراتة والزاوية، وصبراتة، وصرمان، والزنتان.
وفي وقت سابق من صباح اليوم، أفادت وسائل إعلام ليبية بأن وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش غادرت البلاد متجهة إلى تركيا، مؤكدة وصول طائرتها إلى مطار إسطنبول الدولي.
ونقلت (بوابة الوسط الليبية) عن مصدر أمني فجر اليوم الاثنين، تأكيده أن "المنقوش غادرت مطار معيتيقة الدولي متجهة إلى تركيا، بمساعدة جهاز الأمن الداخلي التابع للحكومة"، مشيراً إلى أنها غادرت على متن طائرة خاصة نوع (فالكون) تابعة لحكومة الوحدة الوطنية، حسب قوله.
من جهته، نفى جهاز الأمن الداخلي ما يتداول على وسائل التواصل الاجتماعي بشأن السماح أو تسهيل سفر المنقوش، مؤكداً أن الوزيرة الموقوفة عن العمل "لم تمر عبر القنوات الرسمية بمنفذ مطار معيتيقة، سواء الصالة العادية أو الخاصة أو الرئاسية وفق السياق المتعارف عليه وستوضح كاميرات المراقبة ذلك".
وبين الجهاز الأمني، في منشور عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) أنه قام بإدراج اسم الوزيرة في قائمة الممنوعين من السفر إلى حين امتثالها للتحقيقات، مؤكداً وقوفه مع تطلعات الشعب الليبي واحترام مشاعره اتجاه كافة القضايا وخاصة القضية الفلسطينية، مجدداً استنكاره لما قامت به المنقوش.
في سياق متصل، كشفت قناة (كان) الإسرائيلية، اليوم الاثنين، عن تفاصيل جديدة حول لقاء وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين مع نظيرته الليبية نجلاء المنقوش، في العاصمة الإيطالية، روما، الأسبوع الماضي.
ونقلت القناة عن مسؤولين سياسيين إسرائيليين، إنه "خلال التنسيق للقاء وزير الخارجية إيلي كوهين مع وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش، تم الاتفاق على أن تفاصيل اللقاء ستخرج للإعلام، وهذا كان واضحاً للطرفين".
وزعمت، نقلاً عن المسؤولين الإسرائيليين أن "اللقاء بين إيلي كوهين ونجلاء المنقوش، تم التنسيق له من قبل كبار المسؤولين في ليبيا، واستمر قرابة الساعتين".
وكانت وزارة الخارجية الإسرائيلية، كشفت أمس الأحد، عن لقاء وصفته بـ "التاريخي"، جرى في العاصمة الإيطالية، روما، بين وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، ونظيرته الليبية، نجلاء المنقوش.
ووصفت الخارجية الإسرائيلية، في بيان، اللقاء بأنه يشكل "الخطوة الأولى في العلاقة بين إسرائيل وليبيا"، مضيفةً أن "مكانة ليبيا وموقعها الاستراتيجي يمنحان العلاقات معها أهمية كبيرة وإمكانات هائلة لدولة إسرائيل".
في أعقاب ذلك، هاجم يائير لبيد، زعيم المعارضة الإسرائيلية، الاثنين، وزير الخارجية إيلي كوهين، على خلفية تسريبه خبر عقده اللقاء مع نظيرته الليبية.
وقال لبيد: "دول العالم تتابع هذا الصباح التسريب غير المسؤول لاجتماع وزيري الخارجية الإسرائيلي والليبية، وتتساءل: هل هذه دولة يمكننا أن نقيم معها علاقات خارجية؟ هل هذه دولة يمكنك الوثوق بها؟".
وأضاف لبيد، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام إسرائيلية، لابيد: "هذا ما يحدث عندما تعين، وزيرًا للخارجية إيلي كوهين، وهو شخص لا خلفية له بهذا المجال".
كما اعتبر لبيد أن تسريب عقد الاجتماع مع وزيرة الخارجية الليبية "عمل غير احترافي، وغير مسؤول، وفشل خطير في الحكم".