إنهم الشهداء، فوارس فلسطين، يولدون في أجمل الأزمنة والأمكنة، يعطرون البلاد بروحهم وريحانهم، ويسيرون في صفوف الجهاد، قافلة من العاشقين لا تنتهي، ويرتقون شهداء على طريق القدس.
كان مخيم جنين على موعد مع فارسه محمود حسام السعدي بتاريخ 21 أبريل عام 1988م، لعائلة مجاهدة ربته على حب الجهاد والمقاومة وقدمت العديد من أبناءها شهداء وأسرى على طريق فلسطين، وقد تلقى تعليمه في مدارس المخيم.
انتمى فارسنا لحركة الجهاد الإسلامي ثم التحق بصفوف جناحها العسكري سرايا القدس وخاض العديد من المهام العسكرية التي أوكلت إليه، وتعرف إلى العديد من المجاهدين من الفصائل الوطنية، فكان يتميز بنفس الوحدة مع الجميع.
شارك إخوانه المجاهدين في إلصاق صور الشهداء، كما ساعد مجاهدي سرايا القدس المطلوبين لقوات الاحتلال في تأمين مأوى لهم ورصد الطرق لتحركاتهم، وخاض العديد من الاشتباكات وتعرض لإصابة في قدمه في إحدى الاشتباكات مع جيش الاحتلال.
شهيداً على طريق القدس
في 14 يوليو 2006م، داهمت الوحدات الخاصة الصهيونية بيت عزاء للشهيد فداء أبو قنديل وبدأت بإطلاق النار بشكل عشوائي، وكانت العملية تستهدف قادة من سرايا القدس.
وخرج فارسنا محمود من بيت عزاء صديقه الشهيد فداء، بعد سماع إطلاق النار، ليتم استهدافه بالرصاص، وحوصر مستشفى جنين لأكثر من 5 ساعات وهو داخل المستشفى، ثم تم نقله لعدة مستشفيات لتلقى العلاج عقب تردي حالته الصحية، لترتقي روحه الطاهرة في اليوم التالي 15 يوليو 2006م.