شيع عشرات الفلسطينيين جثمان الشهيد مهدي سمير بيادسة (29 عاما) إلى مثواه الأخير في مقبرة البيرة الجديدة في مدينة البيرة وسط الضفة الغربية، بعد اثني عشر يوما على احتجاز سلطات الاحتلال لجثمانه، بعد أن أعدمته قوات الاحتلال بالرصاص على حاجز عسكري قرب قرية رنتيس غرب رام الله في التاسع من الشهر الجاري.
وانطلق الموكب الجنائزي من مجمع فلسطين الطبي في رام الله وسط الضفة، وصولا إلى منزل الشهيد وسط المدينة حيث ألقت عليه عائلته نظرة الوداع، وثم نقل الى مسجد العين في البيرة للصلاة عليه قبل مواراته الثرى.
ورافقت منال ناطور جثمان ابنها في مركبة الإسعاف من المشفى حتى وصل إلى منزلها وسط رام الله، لتودعه هناك عائلته في مشهد مؤثر امتد لقرابة الساعة، حيث فتحت والدته المصحف وقرأت له القرآن، ثم دعت له وسط تواجد عدد من ذويه.
وقالت ناطور إن العائلة لم تعلم عن ظروف استشهاده الكثير، وعلمت من المعارف باستشهاده واستبعدت في البداية، لكنها تأكدت لاحقا، مشيرة إلى أن روايات كثير خرجت حول حادثة استشهاده مثل ادعاء قيامه بمحاولة طعن على الحاجز، أو أنه ترجل من المركبة وذهب باتجاه أحد جنود الاحتلال.
وتحدثت ناطور عن حياة ابنها الذي عاش يتيما منذ كان بعمر 10 أعوام، وعاش معها في رام الله حيث انتقلت العائلة من مخيم الفارعة في طوباس بعد وفاة والده، قائلة إنه كان "مرضيا"، وأنها كانت تتمنى أن تزوجه، وتحدثت له حول ذلك قبل أسابيع من استشهاده بعد خطوبة شقيقته لكنه طلب منها تأجيل ذلك.
وروت جدته رحمة حماد رحلة ابنتها في تربية بيادسة وهو في عمر 10 أعوام حتى استشهد، حيث بدأت رحلة التعليم من جديد بعد وفاة زوجها وحصلت على شهادة جامعية، وعملت ممرضة، وأكدت أنه أكمل تعليمه.
وتابعت الجدة: "ليس كل شخص يمكن أن ينال الشهادة، لو كان مع ابنتي ملايين في البنك ما هو الأفضل لها لن تنال ما نالته بشاهدة ابنها، فتعبها أثمر في الأرض والسماء".
واستشهد بيادسة صباح يوم الجمعة 9 يونيو حزيران الجاري، بعد إطلاق جنود الاحتلال الرصاص عليه قرب حاجز رنتيس العسكري غرب رام الله، وكان جيش الاحتلال ادعى أن جندياً أطلق النار على فلسطيني بعد عراك نشب بينهما، عندما تم توقيف مركبة على الحاجز، وزعم الاحتلال أن الشهيد طعن الجندي وحاول الاستيلاء على سلاحه بعد محاولة إخضاعه للتفتيش.
واحتجزت سلطات الاحتلال جثمان بيادسة على مدار 12 يوما، وقامت بتسليم جثمانه لذويه مساء أمس الثلاثاء