علّق عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أحمد المدلل، على التقرير الذي كُشف عن أماكن المقابر الجماعية وشهادات لناجين من مجزرة الطنطورة التي ارتكبتها العصابات الصهيونية إبان النكبة عام 1948.
وقال المدلل في تصريح صحفي، إن مجزرة الطنطورة تثبت الرواية الفلسطينية بأن الشعب الفلسطيني تعرض لجريمة التطهير العرقي، وتعرض لجرائم يندى لها جبين البشرية ارتكبتها عصابات الإجرام الصهيونية والتي أجبرت الشعب الفلسطيني على ترك أرضه ومدنه وقراه والتشتت فى كل منافى الأرض.
وأضاف أن "المجزرة التي تحدثت عنها صحيفة الغارديان، والتي اكتشفت مقابر جماعية مؤخرا تؤكد مقتل اكثر من 280 فلسطينياً من الأطفال والنساء والرجال ليست الوحيدة بل إنها تأتى في سياق مئات المجازر التي ارتكبها الاحتلال الصهيوني طوال خمسة وسبعين عاماً، ولا يزال يرتكبها إلى يومنا هذا في غزة والضفة وأراضي1948، حيث يتعرض أبناء شعبنا لعملية تطهير عرقي جديدة بطرد المتبقي منهم من أرض آبائه وأجداده والاستيلاء عليها من الحكومات الصهيونية المتعاقبة".
وتابع القيادي المدلل: "إذا كانت عصابات الإجرام الصهيونية هي التي ارتكبت هذه الجرائم فإن بريطانيا أيضاً تتحمل المسؤولية عن هذه الجرائم لأنها هي التي دعمت عصابات الإجرام الصهيونية حينها بالمال والسلاح وأدوات القتل والدمار وفتحت أبواب فلسطين عنوة لهجرات اليهود من كل بقاع الأرض إليها.
وشدد على أنه "لا يمكن أن يضيع حق الشعب الفلسطينى طالما أن هناك شعباً لا يزال حياً تعداده أكثر من 14 مليوناً، نصفه خارج فلسطين يعاني اللجوء والغربة والفقر، ونصفه الآخر داخل فلسطين يعاني من جرائم صهيونية بأشكال مختلفة، ولا تزال النكبة حاضرة فى حياة الشعب الفلسطيني بكافة عناوينها وتفاصيلها".
وأردف: "شعبنا لم تنكسر إرادته ولم يتنازل عن حقه بالحرية والعودة، ولا يزال يناضل من أجل استرداد حقوقه، ولم يتنازل عن حقوقه حتى ينالها كاملة".
وطالب القيادي المدلل، المجتمع الدولي أن يوقف سياسة الكيل بمكيالين عندما يتأكد له ومن خلال وسائل إعلام غربية مصداقية الرواية الفلسطينية، وأن الكيان الصهيوني هو المجرم والقاتل والمغتصب والمحتل، مشيرًا إلى أن أدوات الجريمة التاريخية لا تزال مثبتة وحاضرة.
كما شدد في قوله: "المطلوب من بريطانيا المجرمة، ليس فقط أن تعتذر للشعب الفلسطيني، وهى التي تتحمل المسؤولية بدعمها لعصابات الإجرام الصهيونية، بل على بريطانيا أن تعترف للشعب الفلسطيني بحقوقه كاملةً، والتعويض عما أصابه من نكبات ومآسٍ".
ودعا العالم كله لدعم شعبنا في نضاله ومقاومته، وأن يكف عن هذا الصمت بل أن يوقف شراكته مع الاحتلال الصهيوني، الذى لا يزال يرتكب المجازر تلو المجازر ضد شعبنا الأبي الصامد".
الجدير بالذكر أن تقريرًا صدر من قبل لجنة أهالي الطنطورة ومركز عدالة ومؤسسة فروزنيك اركيتكشر الدولية، عن أماكن المقابر الجماعية وشهادات لناجين من مجزرة الطنطورة التي ارتكبتها العصابات الصهيونية إبان النكبة عام 1948. كما يحوي التقرير الذي يحمل اسم "الطنطورة"، مواد أرشيفية وخرائط التاريخ الشفوي وصور القرية الواقعة جنوبي مدينة حيفا قبل النكبة الفلسطينية.