اعتبر ما يسمى رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية للاحتلال الإسرائيلي ("أمان") الأسبق، أهارون زئيفي فركاش، إنه توجد في هذه الفترة "شرارة" يمكن أن تؤدي إلى اشتعال أكثر من جبهة إسرائيلية واحدة، حسبما قال في بودكاست نشره الموقع الإلكتروني لصحيفة "هآرتس" اليوم، الثلاثاء.
وتطرق فركاش إلى تحذير "أمان" من نشوب حرب، على إثر التصعيد العسكري قبل أسبوعين، الذي شمل إطلاق قذائف صاروخية من جنوب لبنان وقطاع غزة وسورية باتجاه الاحتلال الإسرائيلي، في أعقاب اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي بوحشية على المعتكفين والمصلين في المسجد الأقصى. وقال إن هذا التحذير "من الحالات المعدودة التي تقول أمان فيها للمستوى السياسي: انتبهوا، توجد هنا إمكانية لتصعيد كبير جدا".
ويرتبط هذا التحذير بالأزمة السياسية "الإسرائيلية" الداخلية على خلفية خطة حكومة الاحتلال الإسرائيلي لإضعاف جهاز القضاء. وقال فركاش في هذا الخصوص إنه "بإمكاني القول بصورة واضحة إنه وفقا للمعلومات الاستخباراتية، واضح أن الخصوم يدركون أنه يوجد هنا شرخ آخذ بالاتساع، برأيهم وبرأي قسم منا".
واعتبر فركاش أنه "يوجد في المنطقة تكتل متعدد الجبهات: تقدم البرنامج النووي الإيراني، قابلية اشتعال هائلة في الحلبة الفلسطينية وحزب الله. وعندما تربط المحور بين إيران وحزب الله والتكتل المتعدد الجبهات، فإنه ينبغي إصدار التحذير. وأعتقد أن تحذير أمان يستند إلى معلومات استخباراتية".
ورأى فركاش أن الوزراء الأعضاء في المجلس الوزاري للاحتلال الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت) هم جاهلون في المواضيع الأمنية والإستراتيجية. "وتوصلت إلى الاستنتاج بأنه حتى عندما تقول الأمور بشكل واضح، فإنه يصعب أحيانا تغيير أفكار رجل سياسي".
وأضاف "أنا أنظر إلى ماذا كان يعلم الوزراء قبل حرب يوم الغفران (تشرين 1973)، لكنهم انشغلوا بالانتخابات. ونتنياهو كان وزير المالية (في حكومة أريئيل شارون في العامين 2004 – 2005) عندما توليت رئاسة أمان، وقدمنا إنذارا إستراتيجيا واضحا أن حزب الله سيبذل كل ما بوسعه من أجل استدراجنا إلى حرب، بواسطة خطف جنود. وفي نهاية الأمر تحقق هذا" في العام 2006.
ولفت فركاش إلى أن العلاقات بين الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة هي أهم عنصر بين عناصر الأمن القومي الإسرائيلي. وحذر من أن استمرار الأزمة الحالية بين حكومة نتنياهو وإدارة بايدن، على خلفية خطة إضعاف جهاز القضاء وتعبير الأخيرة عن معارضتها الشديدة للخطة، من شأنه أن يؤدي إلى "امتناع الولايات المتحدة عن تزويد الاحتلال الإسرائيلي بأسلحة وذخيرة خلال حرب ونفاذ الذخائر في إسرائيل"