دعا مسؤول العلاقات الإسلامية لحركة الجهاد الإسلامي في لبنان الحاج شكيب العينا، أبناء شعبنا في الداخل والخارج لضرورة حماية المقاومين والإلتفاف حول المقاومة ودعمها بكافة الوسائل والطرق إن كان ماديا أو معنويا أو إعلاميا ولوجستيا.
كلام العينا جاء خلال إحياء الذكرى السنوية للشهيد محمد الكبش بدعوة من رئيس تيار الإرتقاء في لبنان، الشيخ خضر الكبش، حيث قال إن أقل واجب علينا تجاه هؤلاء الشهداء العظماء هو إحياء ذكراهم وذلك لما شكلته حركتهم الجهادية والإستشهادية العظيمة نموذجا تسير وفقها أجيالنا القادمة، بل ويجب علينا غرس قيمهم وحبهم للشهادة في نفوس أبنائنا ليحذوا حذو هؤلاء الأبطال.
وتابع العينا قائلا: إننا عندما نحي ذكرى الشهداء فأننا نحي فينا روح الشهادة ونرسخ في واقعنا مبدأ الشهادة في سبيل الله سبحانه وتعالى، وفي سبيل الحق في إقامة العدل ومواجهة الظلم والطغيان والإجرام، خصوصا ونحن في هذا العصر نواجه كشعوب مستضعفة تحديات كبيرة، ومرحلة من المراحل التي نواجه فيها قوى الطغيان العالمية، وقوى الإستكبار الإجرامية بمكرها وخداعها وطغيانها وهيمنتها في داخل مناطقنا ووسط شعوبنا ممثلة بالإدارة الأمريكية ومن خلفها العدو الصهيوني.
ولذلك مهما كانت التحديات ومهما كانت الصعوبات والأخطار فإن أمة تعشق الشهادة في سبيل الله تعالى هي ستظل أمة صامدة وثابتة وقوية، لا تهزها العواصف ولا تنحني أمام الأحداث الكبيرة، وستبقى هي الأمة التي لا تكبلها قيود الخوف والمذلة، أمة لا تستعبد بالترهيب ولا يهيمن عليها بالسطوة والجبروت والبطش، من قبل الطغاة والظالمين والمجرمين.
مضيفا في هذا المقام لا بد لنا من أن نسلط الضوء على ما يحدث يوميا في فلسطين وخصوصا في القدس وباحات المسجد الأقصى المبارك وداخل حرمه الشريف، من إعتداءات ممنهجة على المصلين والمعتكفين فيه خلال هذا الشهر المبارك، وهو أمر ليس بجديد على هذا العدو المجرم والجبان، في ظل صمت عربي وعالمي رهيب يلامس حد التآمر مما يجري هنالك، وترك الشعب الفلسطيني وحيدا يواجه مصيره وحده من دون أي مساندة.
وهنا لا بد من القول بأن أبناء شعبنا الأبطال ورغم قلة الزاد والمعين، والشح في الإمكانيات والقدرات، إلا أنهم يسطرون أعظم البطولات والمواجهات ولا يقبلون بالذل أو الهوان، يقاتلون هذا العدو بصدورهم العارية وبقبضاتهم القوية رافضين أن يفرض عليهم هذا العدو واقعا جديدا.
في المقابل العدو يعلم علم اليقين بأن هذه الأمور والعربدات لن تمر مرور الكرام، وما حصل من إطلاق المقاومة الفلسطينية لضربات صاروخية خلال اليومين الماضيين وما تلاها من اطلاق الصواريخ من جنوب لبنان بإتجاه العدو شمال فلسطين المحتلة، وما رافق ذلك من قصف العدو لمواقع في جنوب لبنان وغزة، ورد المقاومة عليه الصاع صاعين من خلال قصف المستوطنات الصهيونية بالصواريخ والعمليات البطولية التي استهدفت العدو في عمقه الأمني في منطقة الأغوار وتل أبيب وعملية القدس بالأمس وإطلاق الصواريخ من سوريا باتجاه المستعمرات في الجولان المحتل، والقادم أعظم بإذن الله، كل هذا ماهو إلا بداية وتحضيرا لما قد يحصل في حال إستمر العدو في أفعاله الإجرامية، فسيف القدس لم يغمد بعد بل ما زال مسلطا على رقاب العدو الصهيوني وقطعان مستوطنية، والمعادلة اليوم تختلف عن المرة الماضية فهناك لاعبا جديدا دخل ساحة القتال وهو الكتائب المقاتلة على الأرض في الضفة الغربية، والتي لعبت وما زالت تلعب أدوارا مفصلية في مواجهة العدو الصهيوني وإستنزافه ومشاغلته، اضافة الى ساحات محور المقاومة خارج فلسطين التي أكدت على جهوزيتها في مساندة الشعب الفلسطيني ومقاومته دفاعا عن القدس والمسجد الأقصى وكل فلسطين.
وإن أي حماقة يرتكبها هذا الكيان، فإن الرد عليها سيكون جاهزا، من قبل أبناء شعبنا ومقاوميه في الضفة وغزة وكل فلسطين، وهو ما يؤكد على مفهوم وحدة الساحات التي أرسته حركة الجهاد الإسلامي قولا وفعلا في الميدان، من خلال هذه المعركة وحافظت على إنجازات معركة سيف القدس ومنعت العدو من الإستفراد بالمقاومة وفصل الساحات عن بعضها البعض.
ووجه العينا رسالة إلى الدول العربية والإسلامية جمعاء، خصوصا المطبعة منها مع الكيان الصهيوني، مفادها بأن رهانكم على هذا العدو خاسرا، وعليكم أن تراجعوا أنفسكم قبل فوات الأوان، فالتاريخ لن يرحم وهو الشاهد على أن من كان مع فلسطين وقضيتها إنتصر، ومن تخلى عنها خاب وإندثر وأصبح في مزبلة التاريخ.
أما لأبناء شعبنا، دعا العينا جميع أبناء شعبنا الفلسطيني في الداخل والخارج لضرورة الإلتفاف حول المقاومة وقواها المجاهدة، من خلال دعمها ومساندتها عبر كافة الوسائل والطرق ماديا ولوجيستيا و إعلاميا وعلى مختلف الصعد.
أما للقوى السياسية الفلسطينية الوطنية والإسلامية فقال: آن الأوان أن نرمي خلافاتنا السياسية جانبا، ومواكبة هذه الوحدة الشعبية والجهادية الميدانية التي تجلت في كل المدن والمخيمات في الضفة الغربية والقدس والمسجد الأقصى وحمايتها من خلال الإتفاق على إستراتيجية فلسطينية موحدة، أساسها الوحدة وحفظ المقاومة وحمايتها وإستمرارها بكل أشكالها.