فشل نادي باريس سان جيرمان، في الظفر بلقب دوري أبطال أوروبا، رغم ضخّه أموالا طائلة، وتعاقده مع نجوم بارزين في سبيل تحقيق البطولة الأغلى في القارة العجوز.
منذ المشاركة في الأولى في دوري أبطال أوروبا تحت الملكية القطرية، برئاسة ناصر الخليفي في موسم 2012/2013، فشل النادي العاصمي في فرنسا بتحقيق البطولة، بعد 11 مشاركة على التوالي.
وخرج باريس خلال المشاركات الإحدى عشرة السابقة، من دور الـ16 في خمس مرات، ومن دور ربع النهائي في أربع مرات، ومن دور النصف النهائي مرة واحدة، كما وصل إلى النهائي لمرة واحدة أيضا، وخسر أمام بايرن ميونيخ الألماني.
ويتشابه مشوار باريس في دوري الأبطال مع مانشستر سيتي، الذي فشل هو الآخر في تحقيق البطولة منذ انتظامه بالمشاركة فيها تحت الملكية الإماراتية، موسم 2011/2012.
وخلال المواسم الـ12 الماضية، خرج مانشستر سيتي من دور المجموعات مرتين، ومن دور الـ16 ثلاث مرات، ومن ربع النهائي ثلاث مرات، ومن نصف النهائي مرتين، كما وصل مرة واحدة إلى النهائي، وخسر أمام تشيلسي، رغم إنفاقه مئات الملايين خلال الأعوام الماضية.
إنفاق ضخم ونجاح محلي
سعى الملاك القطريون إلى تحقيق إنجاز أوروبي لباريس سان جيرمان، بعد النجاح الباهر على المستوى المحلي.
وخلال المواسم العشر الماضية، حقق باريس لقب الدوري في ثماني مرات، إذ لم يفلت منه اللقب سوى في موسمين لصالح ليل، وموناكو.
وقفز باريس سان جيرمان في غضون عشر سنوات فقط، من المركز العاشر كأكثر الأندية الفرنسية تحقيقا للقب الدوري برصيد بطولتين فقط، إلى المركز الأول مناصفة مع سانت إتيان بعشر بطولات.
كما أصبح أكثر الأندية تتويجا بلقب كأس فرنسا برصيد 14 بطولة، 6 منها تحت الملكية القطرية، ليبتعد عن أقرب منافسيه غريمه التقليدي مارسيليا بفارق أربع بطولات.
وجاء الإنجاز الضخم على المستوى المحلي، بعد تعاقد النادي على مدار السنوات الماضية مع نجوم بارزين، بمبالغ طائلة، إذ وصل الإنفاق إلى نحو مليار يورو تحت الملكية القطرية.
وضم النادي خلال السنوات الماضية نجوما في مقدمتهم الأرجنتيني ليونيل ميسي، والفرنسي كيليان مبابي، والبرازيلي نيمار، والسويدي زلاتان إبراهيموفيتش، إضافة إلى كوكبة من النجوم الآخرين، قام النادي الباريسي بمنحهم رواتب فلكية.
لماذا لا ينجح أوروبيا؟
يرى بعض النقاد أن التركيز الذي يوليه النادي على إنفاق الكثير من المال على لاعبين نجوم، جاء على حساب بناء فريق متماسك يمكنه المنافسة على أعلى مستوى.
عامل آخر يتم ذكره كسبب لفشل باريس في الفوز بدوري أبطال أوروبا، هو عدم التنافسية في الدوري الفرنسي، إذ فاز النادي بـ9 من آخر 11 موسما سابقا.
وخلال التعثرات في السنوات الماضية بدوري الأبطال، خلال المباريات الإقصائية، تسببت الأخطاء الفردية للمدافعين بنتائج كارثية أدت إلى الخروج، على غرار الخسارة من برشلونة 6-1 بعد الفوز ذهابا برباعية نظيفة.
وجاء الخروج الأخير أمام بايرن ميونيخ من دور الـ16، مخيبا لآمال رئيس النادي ناصر الخليفي، الذي انتشى بالنجاح الباهر لبلاده في تنظيم مونديال كأس العالم 2022، وصرح بأن العام 2023، سيكون الأنجح بالنسبة لنادي باريس سان جيرمان.
مخاوف على المشروع الجديد
شكل الخروج من دوري أبطال أوروبا للمرة 11 على التوالي، ضربة موجعة لباريس، وبدأت تثار تساؤلات حول إمكانية النادي في المحافظة على مشروعه الجديد.
صيف العام الماضي، وبعد التخبطات الكبيرة في طريقة إدارة مدير الكرة في النادي، البرازيلي ليوناردو، وفشل المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوتشيتينو في تحقيق الهدف بالفوز في الأبطال، تم إقالة الاثنين، والإعلان عن بدء مشروع جديد بقيادة المدرب كريستوف غالتييه، والمدير الرياضي البرازيلي لويس كامبوس.
تزامن هذا الإعلان، مع صفقة الموسم بتوقيع عقد جديد مع النجم كيليان مبابي، الذي كان على وشك الذهاب إلى ريال مدريد بعد انتهاء عقده مع باريس.
إلا أن الخسارة، والخروج المبكر من دوري الأبطال، مع تزايد الأنباء عن مغادرة النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي بالمجان الصيف المقبل، إضافة إلى إمكانية مغادرة نيمار، جعلت مشروع النادي مهددا بالتعثر.