Menu
فلسطين - غزة °-18 °-18
تردد القناة 10873 v
بنر أعلى الأخبار

المعتقلون الفلسطينيون والإسناد المطلوب

المعتقلون الفلسطينيون والإسناد المطلوب

  يثبت الأسرى الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية، الذين يواصلون إضرابهم المفتوح عن الطعام لليوم الـ57 على التوالي، احتجاجاً على سياسة الاعتقال الإداري التي تمارس بحقهم دون تهمة أو محاكمة عادلة، أنهم يخوضون حرباً قاسية من نوع آخر، ضد آخر احتلال عرفه التاريخ.

 

إضراب الأسرى المفتوح طوال هذه المدة، يكشف الانتهاكات الإسرائيلية بحقهم، بتكتم "إسرائيل" على أوضاعهم الصحية المتدهورة، بعد أن نقل بعضهم إلى المستشفيات، وخاصة الأسير الإداري أيمن أطبيش الذي دخل إضرابه اليوم الثاني عشر بعد المئة على التوالي للمرة الثانية، ويحيط به السجّانون، الذين نكثوا باتفاقهم معه العام الماضي، حيث علق إضراباً بعد 105 أيام، عقب توصله إلى اتفاق مع السلطات الإسرائيلية بتحديد سقف اعتقاله الإداري، ولكنّ مصلحة السجون لم تلتزم بذلك الاتفاق، وجددت له مرات عدة بعدها.

لكم أن تتخيلوا كم هي صعبة هذه المعركة، إنها معركة إرادة وصبر، فكل منا يتناول وجبتين أو ثلاثاً في اليوم الواحد، هذا عدا عن الفاكهة والمشروبات المختلفة، وعندما يعود أحدنا إلى المنزل، أول ما يسأل عنه، هو الطعام والشراب، فيتناول وجبته قبل أن يخلد للنوم أو القيلولة، أو يعود إلى ممارسة حياته الاعتيادية، فماذا يكون موقفكم إن علمتم أن الأسرى قرروا خوض معركة الامتناع عن تناول الطعام والشراب، وأن أياماً وأسابيع طويلة مضت من دون أن يتذوقوا فيه طعاماً أو شراباً، سوى بضع قطرات من الماء وحبيبات من الملح، كنوع من الكفاح لتسليط الضوء على جزء من معاناة الشعب الفلسطيني جراء الاحتلال..

تكمن خطورة القضية أن الأيام تمر بسرعة مع عدم وجود ضغوط حقيقية أو تدخلات دولية فعالة على السلطات الإسرائيلية، ما يدفعها إلى استغلال عامل الوقت ووصول الأسرى المضربين إلى مرحلة اليأس لوقف إضرابهم، لذلك لا بد من فعاليات شعبية تدعم معركتهم ضد الاحتلال وتشعره بقوة الفلسطينيين وصعوبة المواجهة معهم، وبالتالي إجباره على التراجع عن تعنته والاستجابة لمطالب الأسرى وحل قضية الاعتقال التعسفي..

إصرار السلطات الإسرائيلية على تجديد أوامر الاعتقال الإداري بحق المضربين، يكشف نياتها بالإصرار على اعتقالهم وتوجيه صفعة قوية لكل المؤسسات الحقوقية والإنسانية الدولية، من خلال تعريض حياة الأسرى لإجراءات قاسية والتسبب لهم بأمراض كثيرة والتعجيل بانهيار أوضاعهم الصحية، فضلاً عن ممارسة كل أشكال الانتهاكات الإنسانية المحرمة ضدهم.

لا شك أن قرار الأسرى إعلانهم الإضراب عن الطعام لم يأت من فراغ، بل نتيجة طبيعية لإحساسهم بالظلم الممارس ضدهم من قبل الاحتلال، نتيجة اعتقالهم من دون مبرر، وأن انتصار إرادتهم هو انتصار لكل الفلسطينيين، لذلك لا بد أن تواكب معركتهم خطوات جماعية، على المستويين الرسمي والشعبي، لإسماع صوتهم للعالم وإغلاق ملف الاعتقال الإداري بشكل نهائي.

 

صحيفة "القدس" الفلسطينية