مع بداية شهر رمضان في كل عام يحتار الناس ما هو الطعام الصحي المناسب لتناوله على وجبة الإفطار، كذلك ما هو الطعام الصحي المناسب للسحور بحيث يمنع العطش ويمنح الجسم الطاقة كي يحتمل ساعات الصوم.
والأهم من ذلك يرغب الصائم بمعرفة نوع الطعام الصحي والمفيد للجسم، والذي يعوض نقص العناصر الغذائية الذي حدث نتيجة الصوم، وبماذا يبدأ وجبة إفطاره، أيضا يحتاج أصحاب الأمراض المزمنة لمعرفة تأثير الصيام عليهم وهل يصومون أم لا.
الإفطار على ماء
أشارت أخصائية التغذية العلاجية أمل حداد إلى أنه "يجب على الصائم الإفطار على ماء ثم شوربة وسلطة، ومن بعدها تناول حصة من الفواكه أو التمر".
وحول الغذاء الصحي المناسب لوجبة السحور قالت أمل: "الأفضل هو تناول شطيرة جبنة أو بيض أو فول مع لبن وخضار، والتركيز على المكسرات غير المحمصة والسلطات".
وفي ما يخص أصحاب الأمراض المزمنة نصحتهم خبيرة التغذية أمل حداد، "بالإكثار من عدد الوجبات ولكن يجب أن تكون الكميات قليلة في كل وجبة، مع تقليل الدهون وخفض الملح، وبالطبع كل حالة تختلف عن الأخرى، ولهذا يُفضل مراجعة الطبيب الُمعالج وأخصائي التغذية لتحديد النظام الغذائي الأنسب لكل حالة، وتحديد هل يصوم المريض أم لا".
تنويع المجموعات الغذائية
من جهتها أكدت أخصائية التغذية آيات شطارة على "ضرورة التركيز في وجبة السحور على التنوع بالمجموعات الغذائية الكبرى، كالبروتينات والكربوهيدرات والدهون المفيدة".
وأوضحت آيات، أن "وجبة السحور يجب أن تحتوي على البقوليات فهي غنية بالبروتينات، وتمد الجسم بالأحماض الأمينية المختلفة، ولهذا يجب تناول الحمص والفول، فهي أيضا مليئة بالألياف الغذائية التي تشعرنا بالشبع لفترة أطول".
وتابعت: "وللتزود بالكربوهيدرات يجب تناول الخبز وحبوب الإفطار التي تحتوي على كمية وافرة من الألياف والتي تساعد هرمون الأنسولين في تنظيم مستوى السكر بالدم، مع ضرورة إضافة قمر الدين على وجبة السحور فهو يحمينا من العطش في النهار، ويمكن تناوله مع شرائح الخبز".
ونبهت إلى "ضرورة احتواء وجبة السحور على الخضار الطازجة والورقية وكأس من الحليب أو اللبن حتى تصبح وجبة كاملة ومتكاملة بكافة العناصر ولتقينا من الجوع طوال النهار".
وفي ما يتعلق بوجبة الإفطار قالت أخصائية التغذية آيات شطارة: "من المستحسن البدء بشرب الماء مع بضع حبات تمر، ثم الذهاب للصلاة كي يتسنى للجهاز الهضمي العودة للعمل دون حدوث تلبكات "تقلصات" معوية نتيجة مرور الطعام به دفعة واحدة، ثم البدء بتناول شوربات لتعويض النقص الناتج طوال فترة الصيام خلال النهار، وأخيرا إكمال تناول بقية الوجبة وخاصة البروتينات لمنع حدوث هزال في الجسم ولتقوية وحماية صحة العضلات والعظام".
وأكدت أنه "يجب تنويع العناصر الغذائية، بمعنى الاعتماد على نوع الطعام وليس الكمية".
استشارة الطبيب
وفي ما يخص المصابين بالأمراض المزمنة كالضغط والقلب والكلى والسكري، نبهت شطارة على "ضرورة استشارة الطبيب المُعالج قبل الصيام، حتى يبين لهم ما إذا كانوا يجب أن يصوموا أم لا، وكي يُنظم لهم الجرعات الدوائية منعا لحدوث مضاعفات صحية خطيرة، وبالطبع كل حالة مرضية لها حميتها الخاصة الموصوفة من قبل الطبيب المُعالج وأخصائي التغذية".
صوم الأطفال
كثيرا ما يرغب بعض الأطفال في الصوم إما تقليدا للأبوين وإما رغبة من الأهل في تعويدهم عليه حتى لا يجدوا مشقة في قادم الأيام حينما يكبرون، ولكن ما هو السن المناسب لصوم الأطفال وما هي وجبة الإفطار الصحية المناسبة لهم.
أخصائية التغذية العلاجية أمل حداد تقول إن "الأمر يعتمد على المجهود اليومي الذي يبذله الطفل، فمثلا إذا كان في إجازة بالبيت وينام وقتا كافيا ويشرب ماء ويتم تنويع الأكل له فلا بأس بالصوم، ولكن يجب مراقبة الجفاف لدى الأطفال".
بدورها ترى أخصائية التغذية آيات شطارة، أن "الطفل ذا السبع سنوات يُفضل أن لا يصوم، بل يجب البدء بتدريبه على الصيام مثلا لمنتصف النهار، أو التعويد بشكل تدريجي، مثلا امتناعهم عن تناول الأطعمة المفضلة لديهم وتخفيف عدد الوجبات خلال النهار، لكن الأهم أن يشاركوا الأهل وجبة الإفطار وأن يتناولوا الوجبة كاملة، ويجب أن تكون متنوعة بحيث تضم جميع العناصر الغذائية المفيدة لصحتهم".
شرب الماء ومرضى الكلى
اعتاد الناس أن يشربوا كميات كبيرة من الماء على وجبة السحور ظنا منهم أنهم بذلك لن يشعروا بالعطش في النهار، كذلك يحتاج مرضى الكلى ومن يعانون من حصى الكلى إلى شرب كميات وافرة من الماء.
ولكن دائما ما يؤكد خبراء الصحة أن شرب الماء الكثير على وجبة السحور له نتائج عكسية، حيث يزيد العطش في النهار، وفقا لاستشاري جراحة الكلى والمسالك البولية، بهاء الرضاونة.
وأوضح الرضاونة أن "شرب السوائل ومنها الماء بكثرة، يُساهم في زيادة عمل الكلية بخاصية تسمى الإدرار، وهذا يُساهم في العطش في النهار، ولذلك فمن الأفضل شرب كوب أو كوبين من الماء على وجبة السحور".
وحول الكمية المناسبة من الماء الواجب شربها من بدء الإفطار وحتى السحور، وأي أنواع العصائر المناسبة لصحة الكلى، قال الرضاونة: "يُفضل عدم شرب أي نوع عصير وتحديدا في بداية الإفطار، والاكتفاء فقط بالماء، وذلك عبر شرب كوب إلى كوبين في بداية الوجبة، ثم كوب كل ساعة حتى وجبة السحور".
وفي ما يتعلق بهل يمكن لمرضى الكلى والذين يعانون من حصى الكلى الصوم قال: "الأفضل عدم صومهم ولكن إذا اضطروا فيجب عليهم الإكثار من شرب الماء بعد الإفطار، والتركيز على تناول الموز والتمر والمشمش المجفف على وجبة السحور، لاحتوائها على نسبة بوتاسيوم عالية والذي يحافظ على هرمون الدوستيرون والذي يُساهم في منع العطش".
وأضاف: "أيضا المرضى الذين يركبون قسطرة بولية أو حالبية لا يُنصح لهم الصوم، كذلك مرضى قصور الكلى الذين يعانون من ضعف في الكلى وتكون نسبة "الكرياتنين" لديهم مرتفعة أي أعلى من 1.5 ملليغرام، يُفضل أن لا يصوموا، وبشكل عام الأفضل استشارة الطبيب قبل بداية رمضان، وهو يقرر لكل حالة أن تصوم أم لا حسب وضعها الصحي".
ونصح الرضاونة جميع الصائمين خاصة مرضى الكلى، بتجنب "تناول الأطعمة التي تحتوي على أملاح وسكريات على وجبة السحور، مثل المخللات والحلويات لأنها تزيد من العطش".