كشفت صحيفة الأخبار اللبنانية، يوم الإثنين، عن تفاصيل اغتيال القيادي في سرايا القدس – ساحة سوريا علي الأسود، بالرصاص، في ريف دمشق أمس، وهي العملية التي حمّلت الجهاد الإسلامي الكيان الإسرائيلي المسؤولية عنها.
وقالت الصحيفة إنه: "عند الثامنة وقليل من صباح أمس، غادر المقاوم منزله في ضاحية قدسيا قرب دمشق، وبينما كان يستعدّ لركوب سيارته، انهمر رصاص كثيف باتّجاهه".
وأضافت "أفرغ مجهولان أكثر من ثلاثين طلقة من رشاشات خفيفة، أصابت أكثر من عشر منها الأسود بإصابات قاتلة".
وتابعت "عند قدوم سيّارات الإسعاف والأجهزة الأمنية، كان المقاوم قد فارق الحياة".
وأشارت إلى أنه "بعد نقل الأسود إلى أحد مستشفيات العاصمة السورية لتشريح الجثة، تمّ إخراج عدد غير قليل من الرصاصات من جسده، ليتبيّن أنها من أسلحة متوسّطة، يبدو أنها غربية مخصّصة للاغتيالات".
ولفتت إلى أن "تقرير الطبّ الشرعي أظهر أن كمّية كبيرة من الرصاصات أصابت جسده، لكن اللافت أنه تعرّض للطعن بسكين حادّ بعد وقوعه أرضًا".
وبحسب بيان الطبيب الشرعي، فإن عمليات الطعن حصلت بعدما فارق الأسود الحياة، "فيما ينمّ عن رغبة العدو في إضفاء طابع متوحّش على العملية"، وفق الصحيفة.
كما أظهرت التحقيقات أن الرصاصات كانت من حجم كبير، ومعدّة أصلاً لضرب أهداف مدرّعة، "ما يعني أن القوة المهاجمة أخذت في الاعتبار أن يكون المقاوم الأسود مرتدياً واقياً للرصاص، أو أن العملية كانت لتقع ربّما عند ركوبه سيارته، ما يعني احتمال أن تكون سيارته مصفّحة".
وكان الأسود يعيش في مخيم اليرموك، لكنه نزح عنه بعد اندلاع الحرب في سوريا، وانتقل للإقامة في منطقة أخرى، ثمّ تزوّج وأنجب ابنتين وولدًا.
وكان الأسود يقظًا ويتّخذ إجراءات أمنية دقيقة في ضوء ارتفاع وتيرة العمل الإسرائيلي في سوريا، وفق الصحيفة.
وقبل فترة، انتقل للسكن في ضاحية قدسيا، حيث جرت عملية الاغتيال، "والتي دلّت على أن العدو كان يعرف به، وأن خلاياه الأمنية عملت على مراقبته من خلال تعقّب تقني وبشري أيضًا، وهي حضّرت ودرست مسرح الجريمة جيدًا حتى تمكّنت من تنفيذها وسحْب المنفذين إلى خارج موقعها"، وفق الصحيفة.
وأشارت إفادات لشهود عيان إلى أن سيارة "فان" شوهدت تغادر المنطقة سريعاً بعد دقائق من حصول العملية، ويَجري البحث عنها.
كما ظهرت بعض المؤشّرات أن عملية المراقبة المباشرة أخذت وقتاً غير قصير، فيما يتمّ التكتّم على تفاصيل كثيرة حول التحقيقات الجارية في سوريا.
والشهيد الأسود، ابن عائلة فلسطينية هاجرت إثر نكبة العام 1948 من قضاء حيفا، وسكنت في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في العاصمة السورية دمشق. وهو ولد في العام 1991، وتابع تحصيله العلمي في سوريا، وتخصّص في الكيمياء.
وطوّر الشهيد قدراته العلمية بجهد شخصي بعد انخراطه في "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي عام 2005 عن عمر 14 عامًا، وترقّى في المسؤوليات بعد خضوعه لدورات متخصّصة كثيرة، من بينها دورة قيادة وأركان.
وقالت الصحيفة: "كانت له إسهاماته في تطوير القدرات التقنية للسرايا، وكان معروفًا في أوساط الحركة بأنه قيادي عسكري مهمّ في الساحة السورية".
والأسود هو الشهيد السادس لسرايا القدس في ساحة سوريا منذ العام 2019.
وأعلنت سرايا القدس، صباح الأحد، اغتيال الأسود (٣١ عامًا)، في "عملية جبانة" بريف دمشق، مؤكدة أنها "تحمل بصمات العدو الصهيوني".