القهوة هي المشروب الصباحي المُفضل لدى الملايين حول العالم؛ فالكثيرون منا لا يستطيعون بدء صباحهم دون تناول كوب من القهوة لزيادة النشاط واليقظة. وتحتوي القهوة على مادة الكافيين، وهي مادة أصبحت تُدرج في معظم مكملات حرق الدهون التجارية، كما تُعد إحدى المواد القليلة التي تساعد في تحريك الدهون من الأنسجة الدهنية وزيادة عملية التمثيل الغذائي؛ ومن هنا يظهر التساؤل الذي أصبح شائعاً بين عشاق القهوة الذين يرغبون في خسارة الدهون والحصول على قوام مثالي: "هل تساعد القهوة على حرق الدهون؟".
مكونات القهوة
تحتوي حبوب البن المُكوِّنة لمشروب القهوة على العديد من المواد النشطة بيولوجياً، التي يمكن أن يؤثر العديد منها في التمثيل الغذائي، أبرزها ما يلي:
-الكافيين: المنشِّط الرئيسي في القهوة.
-الثيوبرومين: المنبِّه الرئيسي في الكاكاو، وهو يوجد أيضاً بكميات أقل في القهوة.
-الثيوفيلين: منبِّه آخر موجود في كل من الكاكاو والقهوة، وقد تمَّ استخدامه في السابق لعلاج الربو.
-حمض الكلوروجينيك: أحد أهم المركَّبات النشِطة في القهوة؛ وهو يساعد في إبطاء امتصاص الكربوهيدرات.
كيف يمكن لتناول القهوة حرق المزيد من الدهون؟
يعمل الكافيين عن طريق منع ناقل عصبي مثبط يُسمى الأدينوزين؛ ومن خلال هذا المنع، يزيد الكافيين من إطلاق الخلايا العصبية وإطلاق النواقل العصبية مثل الدوبامين والنورادرينالين؛ ما يجعلكِ تشعرين بمزيد من النشاط واليقظة، لذلك تساعدكِ القهوة على البقاء نشيطة عندما تشعرين بالتعب، وهو ما يُمكن أن يحسِّن أداءكِ للتمارين الرياضية بنسبة 11-12% في المتوسط.
من ناحية أخرى، تساعد القهوة في تحريك الدهون من الأنسجة الدهنية؛ حيث يحفز الكافيين الجهاز العصبي الذي يرسل إشارات مباشرة إلى الخلايا الدهنية ويطلب منها تكسير الدهون، عن طريق زيادة مستويات هرمون الأدرينالين في الدم، وينتقل الإبينفرين، المعروف أيضاً باسم الأدرينالين عبر الدم إلى الأنسجة الدهنية، فيشير إليها لتفكيك الدهون وإطلاقها في الدم. ولكن لن يساعدك إطلاق الأحماض الدهنية في الدم على فقدان الدهون، إلا إذا كنتِ تحرقين سعرات حرارية أكثر مما تقومين باستهلاكه يومياً خلال نظامك الغذائي، وهي الحالة التي يُطلق عليها اسم "توازن الطاقة السلبي".
كيف يمكن إيجاد التوازن لحرق الدهون؟
يمكن الوصول إلى توازن طاقة سلبي إما عن طريق تناول كميات أقل من الطعام أو ممارسة المزيد من التمارين، كما أن هناك إستراتيجية أخرى وهي تناول مكملات حرق الدهون مثل الكافيين. ويمكن للقهوة أن تزيد من معدل الأيض في الجسم، بينما يُسمى المعدل الذي تُحرق به السعرات الحرارية في أثناء الراحة «معدل الأيض في أثناء الراحة «RMR»»، وكلما زاد معدل الأيض لديكِ؛ كان من الأسهل عليكِ فقدان الوزن.
هل تفكرين في التعرف إلى المزيد عن الحلويات التي لا تزيد الوزن؟
وتُظهر الدراسات أن الكافيين يمكن أن يزيد من معدل الأيض في أثناء الراحة بنسبة 3-11%. وأظهرت إحدى الدراسات أن الكافيين يزيد من حرق الدهون بنسبة تصل إلى 29% لدى الأشخاص النحيفين، بينما كانت الزيادة نحو 10% فقط لدى الذين يعانون من السمنة، ولكن يبدو أن هذا التأثير المذهل للكافيين في حرق الدهون ينخفض أيضاً مع تقدم العمر، ويكون أكبر لدى الأفراد الأصغر سناً.
جانب آخر من جوانب فوائد القهوة لخسارة الوزن، هو أنها تمنع جسمكِ من الاحتفاظ بالسوائل؛ إذ لا يمكن لجسمكِ تخزين الكافيين، ما يعني أنه بعد ست ساعات من شرب القهوة، يتم إفراز الكافيين من خلال زيادة إنتاج البول، وهذه الزيادة في إنتاج البول تساعد الجسم على عدم الاحتفاظ بالماء؛ إذ يمكن أن يعوق الاحتفاظ بالسوائل في الجسم عملية فقدان الوزن، لأنكِ غالباً ما تشعرين بالانتفاخ الأمر الذي يعوق قدرتكِ على ممارسة التمارين.
ولا تتوقف فوائد القهوة على فقدان الوزن وحرق الدهون فقط؛ إذ ثبت أن القهوة هي أكبر مصدر لمضادات الأكسدة، حيث توفر نحو 64% من إجمالي تناول مضادات الأكسدة، وهي مواد تحمي الجسم من الأضرار الناجمة عن جزيئيات ضارة تُسمى الجذور الحرة وتسبب الأمراض..