أدان مجلس الإفتاء الأعلى في فلسطين استهداف قوات الاحتلال للمدنيين الفلسطينيين العزل في المحافظات الفلسطينية كافة،
حيث أعلنت السلطات الإسرائيلية حرباً حقيقية على الشعب الفلسطيني، من خلال التصعيد الخطير الذي تمثل في الاقتحامات الكبيرة من الجيش الإسرائيلي للعديد من مناطق الضفة الغربية، وحملة الاعتقالات والمداهمات الشرسة التي طالت وزراء سابقين، ورئيس المجلس التشريعي وبعض نوابه، ومعظم الأسرى القدامى الذين تم الإفراج عنهم مؤخراً.
ودعا المجلس المؤسسات الدولية وفي مقدمتها مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة إلى سرعة التدخل لتوفير الحماية الدولية لشعبنا الأعزل، ومنع الحكومة الإسرائيلية من استباحة المناطق الفلسطينية والاعتقالات العشوائية، وجر المنطقة إلى دوامة من العنف وعدم الاستقرار, تحت ذرائع شتى.
من جانب آخر، استهجن المجلس دعوة جماعة الهيكل المزعوم عبر المواقع اليهودية المتطرفة وصفحات التواصل الاجتماعي لاقتحام المسجد الأقصى المبارك للصلاة فيه، وقال المجلس: إن المقدسات الإسلامية وفي مقدمتها المسجد الأقصى هي لصلاة المسلمين فقط، مؤكداً أن المستوطنين والجماعات اليهودية المتطرفة تمارس الأنشطة والبرامج الإجرامية والخطط الممنهجة التهويدية، تحت حماية سلطات الاحتلال الراعية والمشرفة على هذه الممارسات من أجل طمس معالم القدس، ودثر المقدسات، وهدم المسجد الأقصى، وبناء الهيكل المزعوم مكانه، لا قدر الله، محذراً من تبعات هذه المشاريع التهويدية، التي تأتي امتداداً لغطرسة الاحتلال وعدوانه على الأراضي الفلسطينية بعامة، في إطار سياسة مبرمجة تهدف إلى فرض الأمر الواقع على الأرض من خلال إجراءات عدوانية مباشرة وغير مباشرة، تعبر عن تعنت الاحتلال الإسرائيلي وإصراره على الإجرام وتزييف الحقائق.
ووجه المجلس تحية إكبار واعتزاز لأسرانا في سجون الاحتلال ومعتقلاته لصمودهم البطولي، وخاصة المعتقلين الإداريين الذين يخوضون إضراباً عن الطعام بهدف جذب اهتمام العالم نحو قضيتهم العادلة، وعنصرية الاحتلال وقوانينه المنتهكة لحقوق الإنسان، وحقوق الشعوب الواقعة تحت الاحتلال. محملاً سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى المضربين عن الطعام، وما قد يلحق بهم جراء عدم
الاستجابة لمطالبهم العادلة. ومحذراً من تعريض حياتهم للخطر.