نظّمت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم الاثنين، مؤتمرًا وطنيًّا؛ لدعم المقاومة وصمود شعبنا في الضفة الغربية المحتلة وخاصة مدينة القدس ، بمشاركة المئات من الشخصيات الوطنية والفعاليات الشعبية المختلفة.
وفي كلمة له، نيابة عن فصائل العمل الوطني والإسلامي دعا بسام الفار إلى تفعيل المقاومة الموحدة للجم غطرسة الاحتلال الصهيوني، وانتهاكاته المتواصلة بحقّ الشعب الفلسطيني ومقدساته الإسلامية والمسيحية.
وأوضح: تتعرض القدس إلى هجمة غير مسبوقة من الهدم والتهجير والاعتقالات التي تنفذها حكومة الاحتلال الفاشية والتي ستتسبّب بإشعال الحرائق في المنطقة بقراراتها العنجهية".
وتوجه بالتحية إلى أبناء شعبنا في القدس المحتلة، داعيًا إلى مزيد منا لثبات والتحدي وتفعيل كل أشكال العصيان المدني في وجه الاحتلال"، مطالبًا الشعوب العربية إلى التعبير عن رفضها لتطبيع حكومتها مع الاحتلال.
وطالب الفار المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان بفضح الممارسات الفاشية التي تمارسها حكومة الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني وتحمل مسؤولياته تجاه الحقوق الفلسطينية المسلوبة"، مشيراً إلى ممارسات الاحتلال التي تنتهك هذه الحقوق ومنها: الاستيطان في القدس، وتشريع القوانين تخول السلطات بسحب بطاقات الهوية والممتلكات المقدسية في البلدة القديمة ومحيطها.
كما طالب الفار بضرورة إدانة سياسة الاعتقال التعسفي والإداري، والإهمال الطبي المتعمد القاتل للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، والتعبير الصريح عند دعمهم الأسرى، والسعي للإفراج عن الأسرى، وجثامين الشهداء المحتجزة، ووقف سياسة الإبعاد، والحبس المنزلي، وغيرها من الإجراءات التعسفية.
وفي السياق، حث المحكمة الجنائية الدولية على إنجاز التحقيق الجنائي بحق مرتكبي جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية، بحق الشعب الفلسطيني ومحاسبتهم عليها، ومحاسبتهم عن جرائم "الضم والعدوان وحصار غزة، والاعدام الميداني المتعمد، والتهجير القسري، وغيرها من الجرائم".
كما دعا إلى البدء بتنفيذ استراتيجية فلسطينية عربية مشتركة لإنصاف الشعب الفلسطيني، وتقديم المشورة العلمية والمساعدات الفنية والإدارية والمالية، وترجمة الدعم السياسي إلى دعم ينقذ المدينة المقدسة ويُعزيز صمود أهلها ومؤسساتها ضد مساعي الاحتلال التهويدية" وختم حديثه، بمطالبة أهالي الضفة والداخل و غزة بتطوير واستخدام كل أشكال المقاومة وتصعيد الاشتباك مع الاحتلال
من جانبه، قال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية زياد جرغون، إن إمعان الاحتلال في جرائمه بحق الشعب الفلسطيني لن يرهبه وسيزيده قوة وصلابة.
وأضاف جرغون في كلمة له عن الفعاليات الشعبية، أن الشعب الفلسطيني يواجه التصعيد الفاشي الصهيوني برفع وتيرة المقاومة. وأكد أن إرادة وعزيمة أبناء شعبنا الفلسطيني ستحطم جدران السجون الصهيونية وسيخرج أسرانا الأبطال.
وأكد أن الشعب الفلسطيني يخوض مقاومةً وانتفاضة متجددة ضد قوات الاحتلال "الإسرائيلي"، مشددًا على ضرورة وضع آليات نضالية ووقف عمليات التنسيق الأمني مع الاحتلال ووقف العمل باتفاقية "أوسلو".
من ناحيته، قال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" صالح العاروري إن الحكومة "الإسرائيلية" الجديدة تختلف عن كل ما سبقها من حكومات إجرامية، "فتركيبتها إجرامية، ولا تأخذ بالاعتبار لا قانونًا ولا مجتمعًا دوليًا".
وأكد العاروري، في كلمة له، أن الحكومة الجديدة تريد أن تستولي بشكل كامل على القدس والضفة الغربية، مشددًا على أنّ "الحكومة الصهيونية الجديدة تعتقد أن إسرائيل هي الضفة الغربية، وتعني لهم أكثر من تل أبيب والنقب، ويريدون أن يفتعلوا توترًا جديدًا في المنطقة كي يكملوا فيها تهجير كامل شعبنا واحتلال باقي الضفة والقدس".
ولفت العاروري إلى أن وحدة الساحات، شعار متحقق بآلية التوافق بين الفصائل المقاومة، "فغزة حين تخوض الحروب ليس من أجل غزة، بل من أجل كل الساحات".
وقال: "معركة سيف القدس التي خاضتها المقاومة في غزة، كانت من أجل القدس وكل الساحات، وليس من أجل غزة، وسنظل نعتبر أن قضيتنا وحربنا ومهمتنا المقدسة ما زالت قائمة".
وتابع العاروري أن "الحكومة الإسرائيلية الجديدة تريد أن تستولي على جزء من المسجد الأقصى، إذا لم يتمكنوا من السيطرة الكاملة عليه، وعندهم برنامج لتهجير أهلنا حتى في داخل الـ 48، لأن لديهم هدفًا واحدًا، هو تهجير شعبنا والتخلص منه".
وفي هذا السياق، قال "إن خطط هذه الحكومة الجديدة تستهدف وجودنا في كل مكان، لذلك يجب أن نوحد صفوفنا على رؤية وطنية لمواجهة الاحتلال، وليس هناك ترف في الوقت".
وأكد على ضرورة توحيد الجهود، "على استراتيجية مقاومة لهذا الاحتلال بكل الوسائل والأدوات، فتتحرك منظمة التحرير في كل المحافل الدولية، لحصار الكيان وكشف الغطاء عنه وإساءة وجهه".
وأضاف: "على كل الحكومات العربية محاصرة هذه الحكومة الفاشية، وإظهار وجهها السيئ، نحن لسنا ضد الحراك السياسي، لكن نحن ضد الحراك العبثي المتكئ على حسن نوايا "إسرائيل" وأمريكا" مؤكدًا أنّ "المطلوب تصعيد المقاومة ضد الاحتلال بكل الوسائل الميدانية والشعبية والمقاطعة والحجارة والسلاح".
ولفت العاروري إلى أنه "ليس من حقنا فقط، بل واجبنا أن نقاتل الاحتلال بالسلاح، فالجيش الذي نواجهه مدجج بالسلاح والآليات المصفحة التي تقتحم مدننا ومخيماتنا، لذلك يجب أن ندافع عن أنفسنا ونقاتل".
وأوضح أن التاريخ لن يرحم مَن لم يقاوم هذا الاحتلال في كل مكان، "فنحن نمتلك كل نقاط القوة، وكل ترسانة الاحتلال لن تفيده في مواجهة شعبنا".
وأشار العاروري، إلى أن الغرب منشغل في الحرب بأوكرانيا، "ويريدون ألّا يسمعوا أي كلمة عن فلسطين في هذا الظرف، حتى لا تكون على الطاولة أي قضية عادلة".
وختم: "يجب أن نضع قضيتنا على الطاولة، ولا يوجد طريقة أفضل من المقاومة، وأي حراك سياسي غير مستند على المقاومة ليس له أي جدوى".