أعلن مركز صدى سوشال لرصد وتوثيق الانتهاكات الرقمية ضد المحتوى الفلسطيني تسجيل أكثر من 1230 ضد المحتوى الفلسطيني خلال العام 2022، قامت بها منصات التواصل الاجتماعي، مؤكدا خلال مؤتمر صحفي لإطلاق تقريره السنوي أن العام الماضي سجل تغولا ملحوظاً لمنصات التواصل الاجتماعي بفرض الكثير من الرقابة والمنع على المنشورات التي تتناول فلسطين أو جرائم الحرب والانتهاكات الإسرائيلية.
وقالت نداء بسومي المسؤولة الإعلامية في المركز خلال المؤتمر الذي عقدته في مدينة البيرة وسط الضفة الغربية، إن العام الماضي شهد اتساعا في حجم المعطيات المنشورة والمتوفرة حول ضلوع شركات تكنولوجيا المعلومات، والشركات المقدمة لخدمات مختلفة في الفضاء الرقمي وإدارات مواقع التواصل الاجتماعي، في الشراكة مع الاحتلال الإسرائيلي، وفي تزويده بتقنيات يستفيد منها في قمعه للفلسطينيين، إضافة إلى دور تقنيات وبرمجيات التجسس التي قدمتها شركات إسرائيلية في انتهاك حقوق الإنسان في فلسطين وحول العالم.
وأضافت أن تلك السياسات متواصلة رغم الإشارات المتكررة في تقارير حقوقية تناولت مخاطر الشراكة بين تلك المنصات والاحتلال، ورغم تقديم شواهد على دورها في انتهاك حقوق الإنسان، مؤكدة هذا المسار لا يزال خارج حيز المساءلة والرقابة الجدية من المؤسسات الدولية والأممية ذات الصفة الرسمية.
وحول الأرقام قالت إن منصات شركة ميتا كانت الطرف الأكبر في حصيلة الانتهاكات تجاه المحتوى الفلسطيني، حيث سجل فيسبوك 805 انتهاكا، وانستغرام 165 انتهاكا، وواتساب 96 انتهاكا، فيما سجلت الشركات الأخرى باقي الانتهاكات؛ تويتر بواقع 68 انتهاكا، وتيك توك بواقع 52 انتهاكا، ويوتيوب 26، وكلوب هاوس 11، وتيليغرام 6 انتهاكات، فيما رصد المركز قيام منصة ساوند كلاود بانتهاك واحد.
وتضمنت الانتهاكات إغلاق وحذف حسابات وصفحات، وحظر للنشر والبث المباشر والإعلان وإزالة المحتوى، وتضييق الوصول، وحذف للأرقام المجموعات على منصات المحادثات.
ومن بين المبلغين عن الانتهاكات 58% منها جاءت بحق الصحفيين والمؤسسات الإعلامية، وتعلقت بما نشروه على صفحاتهم، أو ممارستهم لعملهم في تغطية الأحداث في الأراضي الفلسطينية.
وأكد المركز أن شركة ميتا المالكة لعدة منصات، استمرت بإدخال المصطلحات الفلسطينية في قوائم الحظر المضمنة بالخوارزميات، واحتوت على أسماء ورموز وطنية فلسطينية، وشخصيات تاريخية، وجهات سياسية، وجمعيات ومؤسسات أهلية نشطة في التضامن مع الشعب الفلسطيني، تم وصفها في قوائم الإرهاب، وهي قوائم لا تزال فاعلة رغم الاحتجاج الكبير من المستخدمين والمؤسسات الحقوقية.
وذكرت بسومي عددا من تلك الكلمات التي استطاع المركز توثيقها وهي: "كتيبة جنين، وإبراهيم النابلسي، وجميل العموري، ومحمد الضيف، وزكريا الزبيدي، وكتائب القسام، وسرايا القدس، وكتائب شهداء الأقصى، والجبهة الشعبية، وعدي التميمي، وعرين الأسود.
واعتبر التقرير أن الانتهاكات التي عرض لها جمهور المستخدمين الفلسطينيين قد عكست مزيدًا من التصاعد في خطاب الكراهية والتهديدات الرسمية الموجهة من قبل جهات رسمية تابعة لسلطات الاحتلال وحسابات تديرها جهات أمنية إسرائيلية، والتي تضمنت تهديدات عامة وأخرى خاصة بالسجن والقتل والتعذيب، منها الصحفية لما غوشة من القدس التي اعتقلت على إثر منشورات، والطالبة مريم أبو قويدر من النقب التي واجهت اعتقالا وحبسا منزليا بسبب تغطيتها للاعتداءات الإسرائيلية في النقب على المنصات.
وبحسب التقرير واجهت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة حملة تحريضٍ وخطاب كراهية صادر من حكومة الاحتلال والإعلام العبري، ومستوطنين إسرائيليين في أعقاب كلمةٍ لها أشادت خلالها بمجموعة "عرين الأسود".
واعتبر المركز أن المنصات تتعامل بازدواجية مع خطاب الكراهية الموجه ضد الفلسطينيين، حيث تمتلئ منصات التواصل الاجتماعي بدعوات المستوطنين لقتل الفلسطينيين وتهجيرهم، وأحيانا من مستويات عليا إسرائيلية مثل إيتمار بن غفير، دون أن تحذفها منصات التواصل.
وأشار التقرير إلى ممارسة المنصات الرقمية انتهاكاتٍ بحق الصحفيات والناشطات الفلسطينيات، كحذف حساباتهن، للتضييق على مهنتهن، مثل الصحفية أسيل سليمان، ونجلاء زيتون، ونائلة خليل، كما قامت شركة ميتا بحذف فيديوهات ومنشورات وحقائق تثبت جريمة الاحتلال الإسرائيلي بقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة، والاعتداء على جنازتها.
وأشار التقرير إلى أن النصوص في المحتوى الفلسطيني هي الأعلى قراءة لدى الخوارزميات في انتهاكات المحتوى الفلسطيني ويليها الصور والفيديو، وأن حملات الانتهاكات الرقمية تتزامن عادة مع اعتداءات الاحتلال على الأرض، مثل شهر آب الذي شهد العدوان على قطاع غزة ونابلس، وسجلت فيه أعلى نسبة من الانتهاكات بواقع 360 انتهاكا.
وأكد المركز مواصلته تسجيل وتوثيق الانتهاكات المختلفة، ومساعدة المستخدمين على إزالتها، واسترداد الحسابات، ومتابعة المسار القانوني الخاص بمقاضاة شركات التواصل الاجتماعي، مع التأكيد المستمر على السعي للدفع نحو تحسين الخوارزميات من الأصل بما يتناسب مع القضية الفلسطينية.
أما عن محاربة الانتهاكات الاجتماعية، فأظهر استبيان قام به المركز أن امرأتين من كل ثلاثة نساء تعرضن لعنفٍ رقمي على منصات التواصل الاجتماعي، وكان التنمر هو الأعلى بنسبة 69.2% يليه خطاب الكراهية والتمييز بنسبة 51.6% ثم الابتزاز 47.2% ثم توزيع الصور أو الفيديو بدون موافقة، ثم تلقي التهديدات مثل القتل والاغتصاب والعنف 35.2% ثم التلصص والملاحقة 30.8% ثم القذف والشتائم وإرسال الصور غير لائقة من أرقام غريبة بنسبة 2%.