بقلم / د. قسام الزعانين
لم تمر ساعات على المجزرة الإرهابية التي نفذتها عصابات الجيش الصهيوني في مخيم جنين، حتي جاء الرد الفلسطيني من كافّة أرجاء الوطن، حيث خرج الفلسطينيون في أكثر من ٢٠ مدينة وبلدة للإشتباك
مع قوات الإحتلال في مدن الضفة والقدس، أما غزة فكانت حاضرة كأهم ساحات المواجهة ولم ترضخ للتهديدات العسكرية أو العصا الإقتصادية الغليظة، ونفذت تهديداتها بالرد على جريمة جنين باستهداف المستوطنات برشقات محدودة من الصواريخ، مما جعل المعارضة الصهيونية على لسان لابيد تقول بأنّ نتنياهو بعد الأزمة الإجتماعية والأزمة الإقتصادية وتهديد الديمقراطية يدخلنا في أزمةٍ أمنية.
نتنياهو وبن غفير والمؤسسة الأمنية الصهيونية لم يتوقعوا أن تأتي الضربة القاسمة في قلب مدينة القدس المحتلة،وهذه المرة ضد المتدينين أنفسهم الذين يتزعمهم بن غفير، فكانت عملية القدس البطولية الجريئة والخطيرة التي نفذها البطل خيري علقم، فكانت الصدمة واللطمة فقط على وجه نتنياهو الذي بدى شاحباً ومحطماً،ولا بن غفير الذي جاء صاغراً مطأطئ الرأس محمر الوجه، بل كانت صاعقةً على الإدارة الأمريكية التي سرعان ما أدانت العملية وتعهدت بمواصلة الحفاظ على أمن الكيان، بل تعدت اللطمة حتى وصلت قصور أمراء الخليج(الإمارات)التي أدانت العملية.
هذا المشهد الفلسطيني هو المشهد المطلوب، والذي علينا التمسك به، مشهد الوحدة والتماسك في مواجهة سياسة الإستفراد بأي ساحة من الساحات، إنه خيارنا الإستراتيجي الذي يجب أن نقبض عليه، ولا نتخلى عنه حتى بمغريات الدنيا كلها،حتى لا نقتل فرادى، وهذا ما حصل خلال اليومين السابقين، حيث أثبت الشعب الفلسطيني قوته بوحدة ساحاته، والتي تناولتها صحيفة جروزاليم بوست على صدر صفحتها الأولى وقالت: الفصائل الفلسطينية ترحب بـ "العملية البطولية" في القدس.
قالت إن الهجوم كان "ردا طبيعيا على الجرائم الإسرائيلية"
وظهر أن الفلسطينيين في القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة متحدون في القتال ضد إسرائيل.
هذه فرصة كبيرة لنا كفلسطينيين للوحدة والتمسك بخيار وحدة الساحات،في الوقت الذي سنشاهد فيه المزيد من الإنقسامات والأزمات تعصف بهذا الكيان.