بقلم/ خالد صادق
حالة الشحن المتصاعدة في صفوف المستوطنين الصهاينة والتي تغذيها حكومة الاحتلال النازية, ووصول شخصيات يمينية متطرفة الى سدة الحكم كبنيامين نتنياهو وايتمار بن غفير وباتسلئيل سموتريتش وارئية ادرعي وغيرهم دفع قطعان المستوطنين للبحث عن السلاح وحمله لمواجهة الفلسطينيين وقتلهم, وتجسد هذا الامر بشكل واضح بإقدام الجيش النازي الصهيوني بالأمس على استهداف الشهيد الفتى مصعب محمد نفل (18 عامًا)، الذي ارتقى برصاص قوات الاحتلال في بلدة سنجل قضاء رام الله بالضفة الغربية المحتلة, والذي جرى إعدامه بدم بارد، بحجة انه يلقى حجارة على الجيش الصهيوني, فالرغبة الإسرائيلية في القتل تتنامى وتتعاظم مع صعود غلاة المتطرفين الصهاينة الى سدة الحكم, وقيادتهم للحكومة الصهيونية الجديدة بزعامة القاتل المجرم بنيامين نتنياهو, فالكيان الصهيوني ينزع بفطرته نحو القتل وسفك الدماء وازهاق الأرواح, فما بالكم ان كان من يشجعهم ويحميهم ويحرضهم على القتل هم أئمة الدم وازهاق الأرواح من أمثال نتنياهو وايتمار بن غفير وباتسلئيل سموتريتش وارئية ادرعي, المستوطنون الصهاينة يشعرون انهم مطالبون بإراقة الدم, فحملة هؤلاء المتطرفين كلها قامت على القتل وسفك الدماء وازهاق الأرواح, لذلك هم صعدوا الى رئاسة الحكومة الصهيونية, ليقوموا بمهمتهم بتكليف من المجتمع الإسرائيلي الذي يعلم تماما انه كيان مجرم نازي قائم على أشلاء الضحايا, فما الخطر الذي شكله الفتي محمد نفل على جنود الاحتلال وهو يرجمهم بالحجارة, ليس هناك أي شيء سوى الرغبة في القتل, وحالة النشوة التي يشعر بها الجندي الصهيوني عندما يقتل فلسطينيا, فهل يمكن ان ننسى مشهد الجنود الصهاينة المتمركزين قرب المنطقة الحدودية المحاذية لقطاع غزة وهم يتراهنون ويتضاحكون ويتراقصون على نغم الرصاصة التي تصيب مواطناً فلسطينياً من المشاركين في مسيرات العودة.
ما لا يدركه الاحتلال الصهيوني المجرم ان شعبنا الفلسطيني, خبر جيدا كيف يتعامل معه, واصبح يدرك انه لا يملك أي خيار سوى المقاومة, فهي الخيار الأمثل من اجل الوصول للأهداف, فالمقاومة أصبحت ثقافة لدى شعبنا, وسلوكاً يومياً طبيعياً يجب ان نتعايش معه, ولا يمكن للقتل ان يردعنا, ولا رصاص نتنياهو وحكومته, ولا تهديدات بن غفير وسموتيرتش, كما لم يردعنا من قبل ارئيل شارون وموشي دايان واسحق رابين وشيمون بيرس واسحاق شامير وغولدا مائير وغيرهم من المجرمين الأشرار, فالمعادلة لدينا لا تتبدل ولا تتغير بتغير المجرمين الصهاينة الدم بالدم, والدم قانون المرحلة, الأسبوع الماضي تواصلت أعمال المقاومة والمواجهات مع قوات الاحتلال والمستوطنين في الضفة الغربية، قتل خلالها مستوطن وأصيب عدد من جنود الاحتلال والمستوطنين فيما استشهد عشرة مواطنين فلسطينيين, ووثق مركز المعلومات الفلسطيني «معطى» 261 عملاً مقاوماً بينها 18 عملية إطلاق نار، و4 عمليات دهس وطعن، و15 عملية إلقاء عبوات متفجرة وزجاجات حارقة ومفرقعات نارية. كما رصدت 78 عملية إلقاء حجارة، و45 صد لاعتداءات المستوطنين، و86 نقطة مواجهة، و12 تحطيم مركبات ومعدات عسكرية للاحتلال. ونفذ مقاومون عمليات إطلاق نار وإلقاء عبوات متفجرة وزجاجات حارقة في عدة مناطق بالضفة والقدس. كذلك أصيب 7 مستوطنين وجنود في عمليات طعن وإطلاق نار ورشق بالحجارة في القدس والخليل وقلقيلية، وهذه إحصائية نسوقها كشاهد نقدمه لنتنياهو وحكومته وجنوده، مهما قتلتم ومهما اجرمتم ومهما ارتكبتم من حماقات، فان الفلسطيني لن يلقي سلاحه، ولن يتخلى عن ارضه، ولن يسمح لكم بانتهاك حرمة مقدساته، وسيبقى الصراع محتدما بيننا وبينكم حتى ننال كل حقوقنا في ارضنا التاريخية، مهما كلفنا ذلك من تضحيات، والأيام القادمة ستثبت لكم ذلك لأن الشعب اختار طريقه بذاته.
توقظنا تلك الكلمات التأبينية التي القتها على مسامعنا امنا الثمانينية وهي تقول « شدوا بعضكم يا أهل فلسطين.. شدوا بعضكم، ما ودعتكم رحلت فلسطين ما ودعتكم», كلمات تمثل وصايا لشعبنا تتوارثها الأجيال جيلا بعد جيل, فالعدو يراهن على ان ننسى, ونحن نراهن على ان ذاكرتنا ستبقى حاضرة بفلسطين وارضها وشعبها ومقدساتها وترابها وتاريخها وتراثها وحضارتها ومجدها وكل شيء, أيها المراهنون على النسيان, لو اننا ننسى لما استيقظت هذه المرأة الثمانينية كل صباح لتشدو لفلسطين وتغني لها, لنسيت هذه السيدة العجوز بيت اكيستيا بلدتها التي تقع في محيط مدينة القدس, ولبقيت تعيش في المخيم دون ان يراودها الحلم بالعودة لقريتها, لكننا يا نتنياهو وبن غفير وسموتريتش وادرعي نحن أصحاب الأرض والوصايا عليها والمجبولون بترابها الطاهر, هي فقط لحظة فارقة تنتظرنا يا نتنياهو, ونعمل بالوصية, ان نشد بعضنا, ليس كفلسطينيين فقط, انما كأمة عربية وإسلامية, وساعتها لن يبقى منكم احد فوق ارضنا, حتى لو سلحتم اطفالكم أيضا بعد ان سلحتم رجالكم ونساءكم لمواجهة وقتل الفلسطينيين, فسلاحكم سيصبح غنيمة للمجاهدين, وسيكون لعنة عليكم.. وانا لصادقون.